رسالة إلى بشار الأسد: دَع للصلح موضعًا
سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية
السلام على من اتبع الهدى
سيادة الرئيس
يُروى أنه كان في صحراء الجزيرة العربية عصابةً من قاطعي الطرق، وكان لهم زعيم مثلك يا سيادة الرئيس وذات يومٍ قطعت هذه العصابة طريق قافلة من القوافل تشبه في حالها حال الشعب السوري أخذ أفراد العصابة الذين يشبهون أجهزتك الأمنية، أخذوا المال والزاد والطعام والشراب الذي كانت تحمله القافلة، وبينما أفراد القافلة واقفون يتألمون على هذا الظلم والإفساد، إذ برجال العصابة يقدمون بعض الطعام المغصوب إلى زعيمهم، فاعتذر الزعيم عن تناول الطعام وذكر أنه صائم. واحدٌ من أفراد القافلة تعجب من صنيع زعيم قاطعي الطرق، أيقطع الطريق ويغصب الأموال والزاد والطعام والشراب، ثم يصوم ! أظهر هذا الرجل تعجبه لزعيم عصابة قاطعي الطرق، وقال له : أتقطع الطريق وتصوم ؟ !! أطرق زعيم عصابة قاطعي الطريق قليلًا ثم نظر إلى الرجل المتعجب وقال له : يا أخي، ندع للصلح موضعًا. ينتهي الموقف، وتدور الأيام والسنون، وذات يوم، يطوف صاحبنا الذي كان في القافلة بالبيت الحرام، وبينما هو كذلك، فإذ به يرى زعيم عصابة قاطعي الطريق يطوف بالبيت وتمتلئ عيناه بدموع الخشية، ويكسو صوته الانكسار للخالق تعالى، فتعجب ثانيةً، وتوجه إليه، وبعد أن تعارفا وتذاكرا ما كان في ذاك اليوم، سأل صاحبنا ذلك الزعيم الباكي، وقال له: ما الذي غيّر حالك فتركت قطع الطريق وأراك تطوف خاشعًا لله ؟
فقال ذلك الزعيم التائب : يا أخي، ذاك الصيام أوصلني إلى هذا المقام.
سيادة الرئيس / بشار
نصيحة أتوجه إليك بها قبل فوات الأوان، ليس لأني أحبك، فأنا لا أحبك، ولكن، معذرةً إلى الله، أنصحك يا سيادة الرئيس بأن تدع للصلح مع الأمة ومع ربها موضعًا تنحَّ عن الرئاسة، ورد كل ما اغتصبته أسرتكم من المال العام، وأعلن تطهرك وبراءتك من ماضيك وأدِّ عمرةً توبةً في البيت الحرام، وأعلن إسلامك، ثم أسلم أمرك إلى الله. فلعلك إن صنعت ذلك تكون فعلتَ مثل الذي فعله زعيم قاطعي الطريق، إذ جعل للصلح مع الله موضعًا.
سيادة الرئيس / بشار
أعلم أنه أمرٌ صعب، أن يدع زعيم المفسدين في الأرض موضعًا للصلح، ولكن الأصعب منه أن يهتف الثوار في ميادين دمشق:
ارحل يعني إمشي .. يمكن ما بيفهمشي
والأصعب والأصعب منه، أن يربطوك في إحدى “حواكير” حلب ويتركوك لكلاب الشوارع تأكلك حيًا لا ميتًا
سيادة الرئيس / بشار
حتى لو أخَفْتَ الثوار ورجعوا إلى بيوتهم، فاعلم أن الشرارة قد انطلقت، فإن لم تكن النهاية في 15 آذار، فسيأتيك في كل عام ألف آذار، ومع كل آذار ستنطلق شرارة جديدة، ومع كل ساعة تدق، ستلد بطون الشاميات الأصيلات آلاف الثوار الذين سيموتون من أجل استرداد الكرامة والتحرر من الظلم والطغيان.
سيادة الرئيس / بشار
ما حصل في تونس، ومصر، وما يحصل في ليبيا واليمن والبحرين وغيرهم، يدل على أن عروشكم قد انقلبت، وأنكم قد سقطتم، فهل ستكون أنت أذكاهم بوصفك الوحيد الحامل للقب “دكتور” وهل ستسبق الأحداث بأن تجعل لنفسك وأهلك سكة مصالحة مع الأمة ؟ أشك في ذلك، فوالدك حافظ قد تقيّأك لنا رئيسًا عربيًا بعد موته، فلقد قرفناك، وقرفنا من كلابك المنتشرين في أنحاء شامنا الحبيبة والذين يسمون أنفسهم “أجهزة أمنية” وهم ليسوا إلا أجهزة نباح وعضٍّ منظم !!
سيادة الرئيس / بشار
لا تفرح أنني أخاطبك بكلمة “سيادة الرئيس” فأنا أفعلها من باب السخرية بك حين نراك منكفئًا على نفسك، تتصل بهذا وهذا ترجوهم أن يؤمّنوا لك سبيلاً للفرار من سوريا المشتعلة بنار الكرامة التي ستحرق أمثالك. ألم تقرأ قوله تعالى في سورة الدخان، حين يزج بأمثالك الآثمين في نار جهنم، ويُصَبُّ على رؤوسهم عذاب الحميم، فيـُـقــَــال للواحد منهم وهو في العذاب
( ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ )
سيادة الرئيس / بشار
انتهى الكلام، وبقيت الخيارات أمامك، وأكررها عليك نصيحة: دع للصلح مع الله ومع الأمة موضعًا، والفائز من سلمت رأسه.
والسلام على من اتبع الهدى ،،،،
شاميٌّ من سواحلها : راجي العقابيّ