الجولة الإخبارية 05/04/2011م
العناوين:
•· ألمانيا ترفض الاعتراف بالإسلام وتطلب من المسلمين أن يصبحوا جواسيس على بعضهم
•· أمريكا تقرر إمداد المقاتلين ضد نظام قذافي بالسلاح بجانب إرسال مخابراتها إلى ليبيا
•· وسط إثارة فضائح لرئيس وزراء كيان يهود ورود أنباء عن اجتماعه مع أركان في نظام آل سعود
•· رأس النظام البعثي العلماني في سوريا يتهم الشعب بالتآمر وإثارة الفتنة ويطلب منه أن يفهم كيف يفكر النظام
التفاصيل:
قبل ثلاثة أسابيع وعقب توليه وزارة الداخلية الألمانية قال هانز ديتشر فريدريش: “إن المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا هم بالطبع جزء من البلاد، ولكن ما إذا كان الإسلام جزءا من ألمانيا فهذه مسألة ليس لها سند تاريخي”. وقام البعض في ألمانيا وانتقدوه على هذه التصريحات فأجابهم في مقابلة مع إذاعة دويتشلاند فونك في 27/3/2011 متهما إياهم بأنهم استخدموا تصريحاته: “لدق إسفين بينه وبين المسلمين”. وأنه سيوضح هدفه يوم انعقاد مؤتمر الإسلام في برلين. وكان قد أعرب عن اعتقاده بأن “مؤتمر الإسلام قد دخل في مرحلة عملية وأهم ما فيها تدريس الدين وتدريب مُدرّسي الدين الإسلامي والأئمة”. مع العلم أن مسوّدة مادة تدريس الدين التي أعدت لتدريس أبناء المسلمين تم إعدادها على أسس علمانية، فهي معدة على أساس فصل الدين عن الحياة وتركز على الحرية الشخصية التي تعني أن يفعل الإنسان ما يشاء وما يهوى من دون أن يكون للدين سبيل عليه، وتلفت انتباه أبناء المسلمين على أنهم غير مجبرين على اتباع دين آبائهم، وتركز أيضا على حرية الاعتقاد والفكر اللذين بموجبهما يجوز للمسلم ترك دينه وأن يقوم بفهم دينه حسب عقله لا حسب الأدلة الشرعية، وأن يحترم حرية القول في دينه من قبل الآخرين ولو وصل إلى حد الاستهزاء به بأشكال مختلفة. وعندما عقد هذا المؤتمر في 29/3/2011 ببرلين رفض الوزير سحب كلامه الذي تفوه به سابقا، وحاول تخفيف التوتر بتكرار قوله إن المسلمين جزء من ألمانيا ولكنه رفض التخلي عن قوله بأن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا حتى لا تعترف ألمانيا به كدين رسمي في البلاد بجانب الأديان الأخرى، وعندئذ يترتب على ذلك أمور تتعلق بممارسة جزئية للمسلمين حسب دينهم مثل العطلة في أيام الأعياد والذبح حسب دينهم وما شاكل ذلك من الأشياء الممنوعة عليهم، مع العلم أن المسلمين في ألمانيا يشكلون نسبة 10% أو أكثر ولكن الأرقام الرسمية تنزلها إلى 5% وألمانيا تعترف بأديان أعداد أصحابها قليلة جدا. وقد أبدى الوزير في هذا المؤتمر استخفافا بالمسلمين، وذلك عندما اقترح إقامة “شراكة أمنية” بين نظامه البوليسي وبين المسلمين بأن يصبحوا مخبرين عن بعضهم البعض تحت مسمى محاربة التطرف الديني وعرقلة حدوث هجمات ينفذها إسلاميون. وهذا يُذكّر بما كان عليه الوضع في عهد النازية حيث كان القانون يجبر الألمان على أن يتجسسوا على بعضهم البعض وأن يقوموا بإخبار أجهزة الأمن النازية. وقد ذكرت الباحثة في الدراسات الإسلامية “أرمينا أوميركا” التي شاركت في المؤتمر أن “اقتراح الوزير يفهم على أنه دعوة لتشجيع المسلمين على الوشاية والتجسس على بعضهم بدلا من الاهتمام بمصاعب الاندماج وهو أمر مرفوض”.
وكان رئيس الدولة الألماني كريستيان فولف قد ذكر في 3/10/2010 بمناسة يوم الوحدة الألمانية بأن الإسلام جزء من ألمانيا كالنصرانية واليهودية. ولكن ما زال رأيه غير مقبول من قبل عامة الشعب الألماني حيث صوت 67% منه بعدم قبولهم للإسلام كدين رسمي في ألمانيا حسب استطلاع أجري في نهاية السنة الماضية. وكذلك غير مقبول من قبل قوى سياسية حيث لم يجرؤ أي حزب على أن يطرح ذلك في البرلمان لإقراره. والغريب أنهم يؤمنون بالديمقراطية ويقولون إن الناس فيها أحرار، ولكن ترى الناس كلهم مقيدين بقوانين حتى تجعل المرء يتيقن بأن الديمقراطية ما هي إلا تقييد للناس بقوانين وأحكام يطلقها البشر ومنع الدين من أن يكون له هذا الدور.
——-
نقلت وكالة رويترز في 30/3/2011 عن مصادر حكومية في واشنطن أن باراك أوباما وقّع أمرا سرّياً يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي لقوات المعارضة الليبية الذين يسعون للإطاحة بالقذافي وقالت هذه المصادر إن أوباما وقع المرسوم خلال الأسبوعين أو الثلاثة الأخيرة ويسمح للمخابرات الأمريكية القيام بعمليات سرية. وكان أوباما وكذلك وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وممثلته في الأمم المتحدة سوزان رايس في الأيام الثلاثة الأخيرة قد تلاعبوا بالكلام عندما قالوا بأنهم لا يستبعدون تسليح المعارضة حتى يهيئوا الأجواء لما بيتوه سرا في الأسابيع الماضية. وقد ذكر أوباما أن أمريكا لن تكرر خطأها في العراق ولن ترسل قوات برية إلى ليبيا ولكن لا يستبعد مد المعارضة الليبية بالأسلحة. فيظهر أن أمريكا تريد أن تسيطر على المنتفضين على القذافي واستبداده مستغلين ضعفهم حتى تمسك بزمام أمورهم وتسيرهم حسب سياستها بل تكسب بعضهم كعملاء حتى تفرض نفوذها في ليبيا وتزيل نفوذ بريطانيا وحلفائها الأوروبيين منه وتستحوذ على حصة الأسد من ثرواته وتمنع وصول الإسلام إلى الحكم. وما إرسال أجهزة مخابراتها إلى هناك إلا دليل على أن هذه الأجهزة ستقوم بعملية صيد العملاء. ولو لم يكن كذلك لتعامل مجلس الحكم الانتقالي المشكل من المنتفضين بشكل علني ورسمي مع الدولة الأمريكية ولم يسمح للمخابرات الأمريكية بدخول البلد. والجدير بالذكر أنه عندما قامت روسيا على عهد الاتحاد السوفياتي بالاعتداء على أفغانستان استغلت أمريكا ذلك وأمدت أهل البلد المسلمين بالسلاح وأرسلت مخابراتها حتى استطاعت أن توجد لها عملاء ونفوذاً في البلد فخربته بقدر ما فعل المحتل وبدأت تلعب في تنظيماته حتى وصل بها الحال أن احتلت البلد عام 2001 بذريعة القاعدة وما زالت جاثمة عليه تعمل فيه فتكا ودمارا.
——–
ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت اليهودية في 27/3/2011 أن لقاء سريا عقد في موسكو بين رئيس وزراء العدو نتانياهو ووزير خارجية آل سعود الأمير سعود الفيصل بصحبة رئيس مخابرات آل سعود مقرن بن عبد العزيز وبحضور محمود عباس رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية. وقد أصدرت وزارة خارجية آل سعود بيانا يكذب هذه الأخبار. إلا أن نتانياهو أو غيره من المسؤولين في كيانه لم يكذبوا هذه الأخبار. ولا يستبعد ذلك عن نظام آل سعود وهو الذي أصدر ما يسمى بالمبادرة العربية عام 2002 التي تتضمن الاعتراف بكيان يهود وإقراره على ما اغتصبه عام 1948 وإقامة ما يسمى بدولة فلسطينة على جزء بسيط من فلسطين خداعا للناس وتركيزا ليهود في هذه الأرض المباركة.
ومن ناحية أخرى وفي 30/3/2011 أعلنت مصادر مقربة من نتانياهو رئيس وزراء يهود أنه تقدم بشكوى ضد القناة العاشرة وصحيفة معاريف اليهوديتين لاتهامهما إياه بأن أثرياء أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين ومنظمات خاصة قاموا بتمويل رحلاته هو وزوجته وابنيه إلى الخارج على متن طائرات خاصة ومن الدرجة الأولى، كذلك تقديم خدمات لهم في فنادق ومطاعم خاصة خلال العقد الماضي. فأصدر مكتب نتانياهو بيانا اتهم فيه الصحفي المسؤول عن هذا التقرير بالسعي إلى تلويث اسم رئيس الوزراء وعائلته. وكان حزب كاديما المعارض قد طلب من المدعي العام للدولة فتح تحقيق ضد نتانياهو بينما رفع أحد أعضاء هذا الحزب دعوى للشرطة على نتانياهو مدعيا فيها بأن هناك شبهات بالفساد والابتزاز والاختلاس وخيانة الثقة مما اضطر الشرطة إلى فتح تحقيق.
والجدير بالذكر أن كتساف رئيس كيان يهود السابق وكذلك أولمرت رئيس وزراء يهود السابق وكثير من المسؤولين في كيان يهود سقطوا عن طريق مثل هذه الدعاوى من تحرش جنسي أو فساد أو اختلاس أو رشاوى وأمثال ذلك من الأفعال السيئة التي يظهر أنها من شيمهم كما هي من شيم من تشبه بهم من زعماء الأنظمة العربية ومن حام حولها أو التصق بها وبما أنه لا توجد سلطة قضائية تحاكم هؤلاء الزعماء العرب فقد قامت شعوبهم بخطوة فريدة من نوعها بالانتفاض في وجههم وإسقاطهم واحدا تلو الآخر. ويحتمل أن هناك عملية مقصودة لكشف فضائح نتانياهو في محاولة لإخضاعه أو إسقاطه وذلك بعدما عرقل تنفيذ المشروع الأمريكي في تصفية القضية الفلسطينة.
——–
ألقى بشار أسد رئيس النظام البعثي العلماني المستبد في سوريا منذ نصف قرن في 30/3/2011 خطابا أمام برلمانه مشيرا فيه إلى أن “هناك مؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط الداخلية تتعرض لها سوريا تعتمد بشكل كبير على ما يحدث في الدول العربية”. فهو يعتبر خروج الناس ضد الظلم مؤامرة من الخارج ومن الداخل فلا يحق لهم أن يتظلموا ولا أن يتشكوا، وما عليهم إلا الخنوع لنظام عائلته وحزبه وطائفته المشهورين بجرائم طوال عمر هذا النظام. وادعى أسد “أن هناك مخططاً كان يسعى إلى تفتيت سوريا تم إسقاطه ويهدف إلى إخراجها من زعامة المقاومة ضد إسرائيل”. مع العلم أن نظامه منذ عام 1973 لم يطلق طلقة واحدة على ما يسمى إسرائيل رغم أنها ضربت سوريا عدة مرات ودمرت مكانا عسكريا يقال أنه مفاعل نووي، وهو ونظامه يتراميان على الصلح مع هذا العدو منذ زمن طويل وكاد أن يتم ذلك في نهاية 2008 بوساطة سمسار أمريكا إردوغان تركيا، ولولا عدوان يهود على غزة الذي سبب له إحراجاً لتمّت جريمة الصلح مع العدو. وما زال بشار أسد يطالب يهود باستئناف المفاوضات للصلح معهم. وقال عن المحتجين أنه “قد حصل تغرير بهم من قبل بعض الأطراف التي تريد ضرب الاستقرار في سوريا. وأنهم قاموا بالخلط بين أشياء ثلاثة الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية ولكن الفتنة دخلت على الموضوع وبدأت تقود العاملين الآخرين وتتغطى بهما”. ونوه إلى الفتنة الطائفية لأن طائفته العلوية النصيرية بقيادة عائلته وأقاربه هي متحكمة في البلد وفي الدولة وناهبة لثروات البلاد بجانب زمرة من المنتفعين المنتسبين لحزب البعث. وذكر “أن ما أعلنّاه يوم الخميس (24/3/2011) بعد اجتماع القيادة القطرية (لحزب البعث) عندما أعلنا عن زيادة الرواتب والحديث عن موضوع الأحزاب والطوارئ وهذه النقاط أيضا أحاول أن أفسر كيف نفكر أنا لا أضيف أشياء جديدة ولكن عندما تفهمون كيف نفكر يكون هناك تناغم بيننا عندما يحصل أي شيء نصدر أي قرار تفهمون كيف تفكر الدولة”. فإنه قد فسر الماء بالماء كما يقول المثل، فهو يقول أنه عندما تصدر الدولة قانونا فقد فهمتم كيف تفكر الدولة أي أن الدولة بقيادة عصابة البعث وبرئاسته وبزمرته الطائفية عندما تصدر قانونا من قوانينها المستبدة مثل قانون الطوارئ والذي يعني الحكم البوليسي والاعتقال التعسفي دون مدة محددة ودون محاكمة وكذلك منع الأحزاب وتكميم الأفواه وإهانة الناس ومحاربة الإسلام وحملته تحت مسميات عدة كل هذه القوانين هي تعبير عن كيفية تفكير الدولة ويجب على الشعب أن يتناغم معها وبذلك يستطيع فهمها، لأن ذلك من مقتضيات الحفاظ على الاستقرار أي استقرار عائلة الأسد في رئاسة الدولة واستقرار حزب البعث العلماني في الحكم والاستبداد ونهب الأموال وظلم الناس من قبل الزمرة الحاكمة والموالية لها. ويفهم من كلام بشار أسد أن من منجزاته “الحديث عن موضوع الأحزاب وحالة الطوارئ” يفهم من ذلك أن مجرد الحديث عن ذلك كان من المحرمات.
ومن الأمور المتوافقة بين الطغاة استعمال صيغة من صيغ فعل “فهم” ومن ثم يرحلون فابن علي قال “فهمت عليكم”، ما تريدون وحسني مبارك قال “أعي” على ما تريدون، والقذافي قال “فهمتموني” أي هل فهمتم ما أريد، فطلب من الشعب أن يفهم ما يريد هو لا أن يفهم هو ماذا يريد الشعب، وهو أيضا على وشك الرحيل ولكن على شكل مختلف كما يبدو، وبشار أسد يطلب أن “يفهم” الناس كيف يفكر نظامه ولا ندري كيف سيرحل أسد ونظامه بكل أركانه ودعائمه.
وكان نائبه فاروق الشرع قد بشر بأن رئيسه بشار سيعلن عن أشياء هامة ولكن خطابه خيب آمال من أمل أنه سيأتي بشيء جديد. وقد أخرج النظام مظاهرات تجوب الشوارع في عدة مدن سورية تأييدا له قبل يوم من خطابه تبين أنها إجبارية تدخل تحت قانون الطوارئ الذي يجبر الناس على القيام بما يطلبه النظام. وقد وردت تأكيدات من الناس لذويهم في الخارج يعلمونهم أنهم أجبروا على الخروج. ولكن في رد جريء مباشر على خطابه خرجت مظاهرات في اللاذقية تعلوها التكبيرات وقد عمد رجال الأمن على تفريق المتظاهرين فقتلوا أحدهم وجرحوا آخرين. مما يدل على أن الناس لم يعودوا يرهبون بطش النظام وقد كسروا حاجز الخوف وهم لا يصدقون وعود النظام الكاذبة التي يسوّف بها منذ عام 2005 كما أشار إليها بشار أسد في خطابه ولكن حتى تخرج إلى واقع التطبيق ربما تستأهل عقودا أو تبقى حبرا على ورق حتى يقال إن لدى النظام خططا للإصلاح. مع العلم أن الناس تطالب بالتغيير وإسقاط النظام، لأنهم لا يرون إمكانية الإصلاح في ظل نظام فاسد مؤسس على أصل باطل.