صبرا يا أسود الوادي ، فإن العاقبة للمتقين
رسالة الى حملة الدعوة في وادي فرغانة ” اسيا الوسطى “
ان ما يجري مع حملة الدعوة في وادي فرغانة في أسيا الوسطى من قتل وسجن وتعذيب ، وانتهاك للاعراض والتضييق في الارزاق ، شيء تقشعر له الابدان ، وتندى له القلوب ، شيء تكاد السماوات ان تتفطر له ، وتخر منه الجبالُ هداً .
فبعد ان انطلقت الدعوة في ذلك الوادي ، وادي فرغانة واصبح الاسلام على كل لسان ، واصبح حزب التحرير بخاصة هو القائد الفعلي للجماهير ، واصبح الرأي العام للخلافة هو الظاهر والطاغي ، جن جنون الحكام في اسيا الوسطى ، وجن جنون الكفار ، امريكا ، روسيا ، وحتى دول اوروبا ، فأخذ الحكام في تلك المناطق بالتصرف مع الشباب بشكل وحشي ، بل بشكل تأبى فعله الوحوش ، فأخذوا ينكلون بالشباب أشد التنكيل ، والزج بهم في السجون بالالاف، ولم يسلم من ذلك حتى ابناؤهم وزوجاتهم واقرابؤهم ، وحتى اصدقاء الشباب لم يسلموا من الاعتقال والتعذيب ، كل ذلك بسبب انتمائهم لحزب التحرير او لمجرد العلاقة بالشباب حزب التحرير من اصدقائهم وشركائهم .
وكلنا يعلم حجم وفداحة المذبحة المجزرة في مدينة انديجان في اوزبيكستان ، التي سقط إثرها الآلاف من المسلمين من مساجين ومحتشدين { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } . نعم .. ما نقموا منهم إلا ان آمنوا بايات ربهم لما جاءتهم .
ايها الاخوة الكرام:
إن أساليب التعذيب والترويع والتضييق التي يتبعها زبانية الحكام وجلادوهم ، بلغت حد التفنن والإتقان :
•· فلقد اصبح الانتماء لحزب التحرير تهمة وجريمة .
•· أصبحت مصاحبة من يدعوا الى الله كبيرة من الكبائر .
•· أصبحت زوجة الشاب ، إرهابيةً لا لذنب إلا لأنها زوجة .
•· أصبح أبناء الشاب لمجرد أنهم أبناؤه مجرمون ويستحقون السجن والعقاب .
•· أخذت أجهزة ألأمن تلقي بالمتفجرات والمخدرات في بيوت الشباب وسياراتهم قبيل تفتيشها والإدعاء أنهم ضبطوا بحوزتهم متفجرات ومخدرات .
•· أصبحت العقوبات بالسجن تصل الى عشرين عاماً وأكثر ، وعند انقضائها يمكن ان تمدد إذا لم يستنكر الشاب حزب التحرير ولم يظهر الولاء للحاكم .
•· أخذ الجلادون في الآونة الاخيرة ، يجبرون الشباب في السجون على ابتلاع ادوية تضرب العقول والأجهزة العصبية .
•· أخذت أجهزة الأمن بتهديد التجار وأصحاب الأعمال من تشغيل شباب الحزب في ورشهم ومؤسساتهم .
•· وصل بهم الحد الى حقن الشباب بالإيدز عبر الوريد .
•· حتى وصل بهم الحد الى اغتصاب بعض نساء الشباب أمام أعينهم .
•· كثيراً من الشباب ما قضوا حتفهم أثناء التحقيق والتعذيب .
فماذا بقي من عذاب وإجرام وتعسف ؟ يا حكام وادي فرغانة !! .. حكام أوزبيكستان ، طاجكستان وكازاخستان ، لقد جمعتم كل قوتكم ، وتفتقت أذهانكم في فنون التعذيب والتحقيق والقتل ، وها أنتم ترون ردة فعل الشباب و إصرارهم على دينهم ومبدئهم ، { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } ، فصبراً يا حملة الدعوة ، فإن العاقبة للمتقين .
هذا ما يجري في سجون الظالمين في آسيا الوسطى ، وهذا ما يلاقيه حملة الدعوة وأصحاب الرأي في تلك البلاد بشكل عام ، وقد تواترت اخبارُ من غياهب السجون أخيراً من طاجكستان تبين مدى فظاعة التعذيب في سجون الظالمين هناك ، من ضرب وانتهاك لأعراض النساء وترويع الاطفال امام آبائهم ، كي يثنوهم عن الحق ويبعدوهم عن الحزب ، أو ليحصلوا منهم على معلومات عن الحزب والشباب ، ناهيك عن الصعق بالكهرباء ، وصب الماء البارد على رؤوسهم في البرد القارص ، وهم يرزحون في القيود والأغلال والشبح والتعليق رأساً على عقب ، حتى وصل الأمر الى شلل أطراف بعضهم .
وفي أول شهر اذار / مارس 2011 ، أصدرت محكمة في شمال طاجكستان أحكاماً بالسجن على أحد عشر عضواً من شباب حزب التحرير مذكورين بالاسم والسن لمدد طويلة تتراوح بين عشرين عاماً وأربعة اعوام ، تهمتهم انهم قالوا : ربنا الله ، وبسبب إنتمائهم لحزب التحرير .
أيها الاخوة الكرام :
بالرغم من أن الداني والقاصي وعلى رأسهم حكام وادي فرغانة ، يعلمون علم اليقين ، أن حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الاسلام ، ولا يقوم بالاعمال المادية ، في عمله لاستئناف الحياة الاسلامية ، إلا أنه يلصقون التهم الظالمة بالشباب ، وخاصة تهمة ” ألارهاب ” بمفهومها البغيض ، الذي روجت له أمريكا في حربها على الاسلام .
أيها الاخوة :
إن المحققين لا يبحثون عن الحقيقة في تحقيقهم مع الشباب ، بل الغرض من تحقيقهم هو تزوير التهم ، وإلصاقها بالشباب ومحاولة انتزاع أقوال وأعترافات منهم ، تحت وطأة الإكراه ، توافق غرض الحكام المجرمين ومن ورائهم الكفار ، الذين يعرفون قدرَ وخطورة الحزب وأفكاره على عروش خدمهم من الحكام وعلى حضارة الكفار ومستقبلهم المظلم بشكل خاص .
ومن الجدير بالذكر ، والحق يجب ان يقال ، إن هناك من القضاة والمحامين ، من يتعاطف مع الشباب ولكن ليس بيدهم حيلة ، حيث انه يهددون من قبل رجال الأمن والمحققين ، حيث ذكر بعض القضاة للشباب : إن محاكمات الشباب ، تتم بناءاً على القضاء الأعلى التابع للحاكم الطاغية ، بناءاً على أوامر عليا .
وأخيراً نقول لحملة الدعوة بعامة ، ولشباب طاجكستان بخاصة : صبراً يا حملة الدعوة ، صبراً يا من اختاركم الله لمهمة عظيمة ، أشفقت منها السماوات والارض والجبال ، مهمة الانبياء التي ألقيت على عواتقكم ، وهي حمل الدعوة ، فكونوا على قدر المسؤولية ، فإن المرء يبتلى على قدر دينه ، وإن العاقبة للمتقين .
وفي الختام نقول لكم ، يا أكرم الشباب ، أصبروا وصابروا فإن الفجر لا يأتي إلا بعد أشد الليل عتمة ، وإن النصر قريب إن شاء الله ، فالخلافة آن أوانها ، وهذه إرهاصاتها تداعب الأذهان والعيون والقلوب .
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }
كتبه للاذاعة : أبو عبيدة المقدسي