Take a fresh look at your lifestyle.

النظام السوري يعلن الحرب على شعبه مستبيحاً دماء الناس وأرواحهم

 

اكتملت يوم الجمعة 8-4-2011 فصول مسرحية دامية نسجها خيال النظام السوري المجرم القاتل لشعبه. فقد بث التلفزيون السوري في هذا اليوم صوراً قال إنها لعصابة مسلحة تطلق النار على الناس، لتقوم بعدها قناة الجزيرة باستضافة أحمد الحاج علي، المستشار السابق لوزير الأعلام (أحد أزلام  النظام)، وتسأله عن الصور التي عرضها التلفزيون السوري عن “جماعة مسلحة تقنص المواطنين ورجال الأمن على حد سواء”، مع العلم أن الصور التي بثت كانت ذات جودة احترافية عالية وليست تصوير هواة، فقال بأنهم أخبروه أنهم استطاعوا تصوير هذه العصابة المسلحة بالصدفة من فوق أحد المباني، ليعلن بعدها التلفزيون السوري أن هذه الجماعات قتلت 19 في درعا وجرحت 75؛ منهم مدنيون ومنهم أمنيون، وأتبع ذلك بالإعلان عن حرق مبنى الإذاعة والتلفزيون في درعا لتغطية بطشه وسرقاته..

 

ومما يجدر ذكره أن نظاماً أمنياً بنى استمرارية حكمه بإنشاء جهاز أمني تلو جهاز حتى أنشأ مجموعة المهام الخاصة التي من مهامها الاغتيالات والمشاركة في المظاهرات والهتافات والتخريب لتبرير شدة بطشه، ويقوم بتسيير ما يسميها مسيرات مليونية تأييداً للنظام لا يحصل فيها أي عمل تخريبي مما يخدم (حسب تسمية النظام) الموتورين والدخلاء على شعبنا والمدفوعين من قبل جهات خارجية معروفة. ما هذا الادعاء إلا إدانة مفضوحة للنظام المفروض أنه مسؤول عن أمن المواطنين.

 

لقد سعى النظام السوري منذ بداية الأحداث في درعا لإيجاد مبرر لاستخدام العنف لقمع الناس وقتلهم، فبث صوراً مفبركة كعادته استخف فيها بعقول الناس وقال إنها “أسلحة وأموال ضبطت في المسجد العمري لعصابة مسلحة تعمل على التخريب وترويع الناس لزعزعة الأمن في البلاد”. وحتى يعطي شيئاً من المصداقية الكاذبة لهذه الرواية ابتدع فرية أخرى لكنها هذه المرة مزجت بدم الناس، فراح يصفي مجنداً هنا ورجل أمن هناك لخداع الناس وتجنب غضبتهم حين يستخدم العنف لقمع المتظاهرين والمحتجين الذين طالبوه بتوجيه السلاح نحو يهود، لا نحو صدور الناس الذين نزعوا الخوف من قلوبهم، وعزموا على الوقوف في وجه نظام آثم حارب الله قبل عباده، وكان الحارس الأمين لحدود يهود، نظامٍ دمويٍّ أزهق أرواح ما يقارب 27 من أهالي درعا وحدها وجرح أضعاف هذا الرقم وذلك يوم الجمعة 8-4-2011.

 

وجاء إعلان وزارة الداخلية ليثبت ما ذهبنا إليه، فأعلنت أن “الموتورين والدخلاء” على شعبنا وبلدنا مدفوعون من جهات خارجية معروفة لا يعنيها الإصلاح ولا عدم استخدام السلاح، وأنهم اندسوا بين صفوف المتظاهرين والمشيعين وبدؤوا بإطلاق النار عشوائياً لخلق شرخ بين المواطنين ورجال الأمن، وأنهم قاموا بحرق المؤسسات الرسمية والخدمية، وأنهم هم الذين دفعوا بالبعض للاعتداء على الشرطة ورجال الأمن الملتزمين حتى الآن “بعدم إطلاق النار (تمركزوا على أسطح الدوائر الرسمية كما هي على سطح المحافظة في حمص ومركز حزب البعث في درعا”)، مما أدى إلى “سقوط شهداء منهم”!! كما أعلنت أن السلطات السورية “وحفاظاً على أمن الوطن والمواطنين والمؤسسات الرسمية والخدمية ستعمل على التصدي لهؤلاء ومن يقف خلفهم وفق أحكام القانون”، وأنه “لم يعد هناك مجال للتهاون والتسامح في تطبيق القانون”، وأنها لن تسمح “بالخلط بين التظاهر السلمي وبين التخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية”، وأنها “لن تسمح بضرب مرتكزات السياسة السورية القائمة على أساس الدفاع عن ثوابت الأمة ومصالح الشعب!!”

 

لقد سالت الدماء وأزهقت الأرواح والنظام السوري لم يستخدم السلاح بعد!! لقد قالها الطاغية القذافي من قبل، وفعلها سفاح حماة من قبل، إلا أن ما نراه الآن هو السفاح الجديد الذي يبرر جرائم آتية ضد شعبه، ويقول درعا في قلبي ولا يتورع لحظة عن الأمر بقتل المواطنين للحفاظ على كرسي متهاوٍ…، دموع تذرف ويد تذبح.

 

نعم، هذا ما كان يقصده الرئيس السوري في خطابه الأخير بقوله: “وإذا فرضت علينا المعركة فأهلاً وسهلاً بها”.

 

من أجل ذلك كله، نتوجه صادقين إلى كل مخلص من قوى الأمن والشرطة والجيش، فيه شهامة الرجال ومخافة الله الكبير المتعال، بأن لا يوجهوا بنادقهم نحو أهلهم كي لا يخسروا دينهم ودنياهم والعياذ بالله، فالناس أهلهم وإخوانهم لا كما يدعي النظام، ونربأ بهم أن ينصاعوا لنداءات الشيطان وجنده، بل إننا ندعوهم إلى ما هو خير، ندعوهم إلى عز الدنيا ونعيم الآخرة، ندعوهم إلى العمل مع المخلصين الواعين من حزب التحرير لتخليص الناس من شرور هذا النظام ومن هم وراءه، وأن يقيموا مكانه نظاماً إسلامياً يرضى عنه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم والمؤمنون عبر دولة الخلافة، ففيها الخير كله والفلاح كله، عدل ورحمة وعز وأمان، وما ذلك على الله بعزيز.

 

قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ].