Take a fresh look at your lifestyle.

  يا نساء مصر! دستور دولة الخلافة هو فقط سيضمن العدالة وحقوق المرأة

 

 

 

لقد وصف “مركز نظرة للدراسات النسوية” بأن إصدار إعلان دستوري مؤقت (كوته) من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة فيما يتعلق بالمرأة في النظام الحالي، وصفه بالظالم لحقوق المرأة…

 

وهنا فإننا نحب أن نلفت النظر إلى أن أي قانون أو إعلان صادرعن المجلس الأعلى أو غيره من هيئات لن يكون أفضل من ذلك!! وحتى لو عُدِّلت الكوتة كما يطلب مركز نظرة فلن تعيش نساء مصر في عدالة وكرامة! فالمشكلة هي جذرية وتتعلق بأصل النظام نفسه..

 

إن المهانة والقهر والفقر والظلام الذي عاشته نساء مصر لم يكن فقط بسبب الحكم الديكتاتوري لمبارك ونظامه، بل إن أساس ذلك الظلم هو تطبيق النظام العلماني الذي يحتكم إلى القوانين الوضعية التي لم تأت للبشرية بخير قط.

 

إن وضع النساء في مصر سيء ورهيب ويتعدى كل حدّ، فقد ورد في مصادرَ عدةً من بينها الأهرام العربي، أن الأمية بين النساء تصل إلى 60%، أما من يعشن تحت خط الفقر فيصلن إلى 40% ، وكذلك ورد في غير مصدر بأن قرابة 90% لا يستطعن إيجاد عمل لمدة سنتين بعد إنهاء الجامعة، هذا بالإضافة إلى الافتقار للخدمات والرعاية الصحية…

 

هذه هي ثمار الأنظمة الوضعية الديمقراطية!! إن هذه المصائب ليست في مصر فحسب بل في كل بلاد المسلمين وغيرها، من الباكستان حتى إندونيسيا وبنغلاديش إلى أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأواسط آسيا، وحتى الدول العلمانية التي تتمتع بنمو اقتصادي مثل الهند والبرازيل لم تستطع حل قضايا المرأة، بينما في الدول الغربية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا فإن المرأة فيها لم تُمنع حقها فحسب! بل استُعبدت من قبل أصحاب رؤوس الأموال فأصبحت كالسلعة لتسويق المنتجات ومتعة لإشباع الرغبات!

 

يا نساء مصر، يا من شجاعتكن وثباتكن في مواجهة القمع والوحشية غرست الخوف في قلوب الطغاة، لقد علت أصواتكن بالمطالبة بالعدل وأطاحت بعرش فرعون العصر، ولكن حان دور تحمل المسؤولية العظيمة في تحديد الدستور والنظام السياسي الذي سيشكل مستقبلاً أكثر إشراقاً للأرض والناس والأمة.

 

يا من تحببن الحق والعدالة:

 

هناك من يسعى إلى نشر الأكاذيب حول الإسلام، مما يوحي بأن الدستور الإسلامي يولد عدم احترام المرأة ويؤدي بالتالي إلى سقوطها وانحدارها، وأنه ليس هناك من يمكنه تأمين حقوقها سوى نظام علماني ديمقراطي! إن هذه الاتهامات ضد الإسلام ليست شيئا جديداً؛ فقد روجت لها الأنظمة الدكتاتورية لضمان استمرار حكمها العلماني المستبد، ونشرتها الحكومات الغربية لتبرير حروبها الاستعمارية والتدخل المستمر في سياسة العالم الإسلامي لتأمين مصالحها الاقتصادية.

 

يا أمهات وبنات مصر الغاليات:

 

إن ازدياد الظلم والتعسف الذي تعيشه المرأة في مصر يعود إلى تغلغل الحضارة الغربية الليبرالية في أرضكن والتي تروج لها وسائل الإعلام والمجلات والتعليم والنظام السياسي، فقد أصبحت مصر تُعرف باسم “هوليود الشرق” حيث يحاولون نشر “الحرية الليبيرالية” فيها والتي تبيح للمرأة أن تكون أداة لجلب أكبر قسط من الربح لأصحاب رأس المال.

 

هناك حقيقة لا يريدون أن تلتفتن لها؛ وهي أن الإسلام ومنذ أكثر من 1400 عام هو فقط من أعطى المرأة حقوقها كاملة في التعليم والاقتصاد والعمل والقضاء والسياسة، بالإضافة إلى حقها في اختيار الزوج المناسب وحقها في طلب الطلاق والنظر لحقوقها على أنها أمور مقدسة، فقد جاء في الأدلة الشرعية الكثيرة أوامر للرجل بمعاملة المرأة بعطف واحترام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: “اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ“، ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ“، ويحظر الإسلام العنف والاستغلال وإساءة معاملة المرأة في الوقت الذي تصارع المرأة في الأنظمة العلمانية الديموقراطية من أجل ضمان حقوقها الأساسية.

 

يا أمهات وبنات مصر الغاليات:

 

لا يوجد نظام واحد، مبني على القوانين الوضعية سواء أكانت ديكتاتورية أم ديمقراطية، يمثل قصة نجاحٍ للنساء في العالم الإسلامي. فقد فشلت تجربة الديموقراطية في العراق وأفغانستان فشلاً ذريعاً، فهل نريد فعلا لبقية العالم العربي أن يتمثل هذه التجربة في الوقت الذي ترتفع فيه الآمال نحو مستقبل أكثر إشراقاً؟! فإن الذل والعار والبؤس هو القصة المكررة التي تعيشها النساء في ظل هذه الأنظمة الوضعية الفاشلة.

 

إن أي نظام يقوم على العقل المحدود للإنسان لن يكون قادراً على تأمين حاجات الناس بغض النظر عن صدق وذكاء المشرِّعين. عندما تفشل البرلمانات التي تسمى “إسلامية وغير إسلامية” في رعاية شؤون الناس أو حماية كرامة المرأة فهل من الحكمة تصور أنها يمكن أن تحقق نجاحاً آخر؟! يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ“.

 

يا أمهات وبنات هذه الأمة:

الإسلام وحده هو القادر على تأمين حقوق المرأة التي تستحقها سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة؛ فالإسلام هو وحده الذي يقدر كرامة المرأة ويعتبرها أثمن من كل كنوز الدنيا، وهو الذي يعتبر أهمية مسؤولية حمايتها في درجة أهمية الحفاظ على الحياة نفسها. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ“.

 

يا أمهات وبنات هذه الأمة:

 

إن الله سبحانه وتعالى منحكن القوة لإزالة الديكتاتور، وإن نظام دولة الخلافة هو وحده طريق الخلاص لمصر ونساء مصر بل وكل العالم الإسلامي. هذا النظام الذي سيلبّي كافة احتياجات النساء في التعليم والاقتصاد والعمل والسياسة والقضاء المنصوص عليها في الشرع الإسلامي.

 

إن الخلافة هي التي سترفع عن كاهل المرأة حمل إعالة الأسرة وستضمن أمانها المادي. وهي التي تحدد إطار القوانين الاجتماعية التي تضمن قدرة المرأة على التعلم والسفر والعمل وأن يكون لها نشاط سياسي في بيئة آمنة. إنها دولة تسعى إلى القضاء على الزواج القسري والممارسات القمعية والمواقف التقليدية السلبية تجاه النساء، فضلاً عن محاربة الأمية، وكذلك ضمان إشباع الحاجات الأساسية.

 

إن الخلافة نظام سياسي لا يتساهل مع أي تعدٍ على المرأة، مسلمة أو غير المسلمة! ولا يتساهل مع أي شكل من أشكال العنف أو سوء المعاملة أو المضايقة أو الاستغلال ضد المرأة، ويرى أي تهكم أو استغلال جنسي، مهما كان طفيفاً، جريمة تستحق عقوبة قاسية. وهو يحظر التشهير بسمعة المرأة أو أن تكون أداة لإشباع رغبة الرجل. دولة تبين للعالم كيف يكون التقدير الحقيقي لكرامة المرأة وحقوقها.

 

يا أمهات وبنات هذه الأمة:

 

من المستحيل بناء بيت جديد قوي ثابت راسخ على أساس فاسد، ولهذا فإنه علينا اقتلاع بقايا النظام القديم وهدم أعمدة النظام الوضعي، والقيام بتغيير جذري في نظام الحكم. إننا -أخواتكن في الإسلام- ندعوكن للسير على خطى سمية وخديجة وأم عمارة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهن، وإلى طاعة الله تعالى والعمل معنا لإقامة هذه الدولة في بلدكن التي بها سيسطع فجر العدل والكرامة على الأمة وبنات هذه الأمة.

 

د. نسرين نواز

عضو المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير