Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لو كانوا يعلمون

الخبر:

بتاريخ 08 نيسان/أبريل 2011م نشر موقع الإذاعة البريطانية القسم التركي خبراً جاء فيه: “صرح حلف الشمال الأطلسي (الناتو) أنه لا يعتذر عن استهدافه عن طريق الخطأ قافلة دبابات تابعة للمتمردين بالقرب من بلدة أجدابيا. وصرح نائب قائد عملية الناتو في ليبيا الأميرال روس هاردينغ قائلاً: “أن الدبابات تتقدم باتجاهات مختلفة وأنه لا يوجد جدول ثابت، ولم يكن لدى حلف الشمال الأطلسي أية معلومات تتعلق بكون هذه الدبابات تستخدم من قبل المتمردين”.

التعليق:

أميركا تستخدم حلف الشمال الأطلسي غطاءً تدخل من خلاله للدول التي تسعى للسيطرة عليها، ومؤخراً قام حلف الشمال الأطلسي بالتدخل في ليبيا بذريعة إنقاذ الشعب الليبي من الطاغية القذافي إلا أنه استهدف معارضي القذافي ثلاث مرات، ومن ثم أدلى بتصريحات من أن استهدافه لقوات المعارضة كان عن طريق الخطأ، وفوق ذلك صرح حلف الناتو دون أدنى حياء أنه لن يعتذر عن ذلك. إننا نعلم جيداً أن حلف الشمال الأطلسي قتل الآلاف من أبناء المسلمين الأبرياء في البلاد الإسلامية الأخرى خصوصاً في أفغانستان، والآن يرتكب نفس الجرائم القذرة في ليبيا، ذلك أن دماء المسلمين وقتلاهم لا قيمة لهم في نظره، وأبرز دليل على ذلك رفضه الاعتذار. وهل حدث أن استهدف الناتو خطأً قاعدة من قواعده أو فرقة من فرقه؟! إلا أن حمم قنابله تستهدف أبرياء المسلمين بكل دم بارد.

إن تصرف حلف الناتو هذا يدل على أن حلف الشمال الأطلسي قد يقتل الأبرياء خطأً، وقد يقصف الأماكن خطأً، وقد يفعل أي شيء خطأً، إلا أنه قطعاً لا يعتذر عن أي من ذلك! ولا يُسأل ولا يُحاسب على ذلك. أما إن قتل أحد أفراده المعتدين على بلاد المسلمين وأعراضهم فإن التصريحات التي تجرم المسلمين وتتهمهم بالإرهاب تصدر الواحدة تلو الأخرى، ويصبح قصف المسلمين وقتل الأبرياء مشروعاً!

وبالرغم من جرائم حلف الناتو العلنية وبالرغم من تكشف حقيقته من أنه أداة استعمارية بيد الولايات المتحدة الأميركية تقف الجيوش في البلاد الإسلامية صامتة لا حراك فيها طائعة مطيعة للحكام الخونة، وبدلاً من أن ترد على جرائم الناتو رداً ينسيه وينسي أميركا من ورائه وساوس الشيطان نجده يستأسد على أبناء الأمة إن هي تحركت في وجه الحكام الخونة، والغرب الكافر وعلى رأسه أميركا بعد أن ينتهوا من امتطاء هؤلاء الحكام وتسخيرهم لخدمتهم كالعبيد لعشرات السنين يلقون بهم كما تلقى الإمّعة. وبالرغم من أن الجيوش باتت ترى ذلك رأي العين، وبالرغم من أن الجيوش باتت ترى القوة الكامنة في الأمة وقدرتها على التغيير رأي العين إلا أنها لازالت صامتة لا تحرك ساكناً صوب التغيير الجذري المتمثل بإعطاء النصرة لحزب التحرير الطائفة المنصورة -بإذن الله- القادر على إقامة دولة الخلافة الراشدة التي ستحرر الأمة من قبضة الغرب الكافر وجبروته. وإن لم يفعلوا فلهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

رمضان طوسون