Take a fresh look at your lifestyle.

واخيرا نطق الصنم

تحركت الجموع في سوريا مطالبين بالتغيير وكانت مدينة درعا عاصمة حوران واسطة العقد في المطالبة بالتغيير. لم يتحمل النظام القمعي الإجرامي هذا التحرك فأصدر أوامره إلى أجهزته الأمنية بالقضاء على التحرك فقامت أجهزة الأمن بالمهمة خير قيام يتقدمهم بأناس بلباسهم المدني والذين سماهم الناس (بالشبيحة) على غرار بلطجية النظام السيء الذكر في مصر.

نعم تحرك الجميع واقتحموا المسجد في درعا وقتلوا العشرات وجرحوا المئات علهم يوقفون التحرك، ولكن هيهات فقد اتسع الخرق على راقعه وكسر الناس حاجز الخوف وهم يتحركون يوميا ً مطالبين بالتغيير والإصلاح.

ارتعدت فرائص أركان النظام العميل في سوريا نتيجة لما حدث وقام أرباب النظام بالتحرك السريع معلنين الادعاء بوجود مؤامرة خارجية تستهدف سوريا وأمنها وصمودها المزعوم واعدين الأهل في سوريا بإصلاحات جذرية ستجعل من سوريا واحة غنّاء تنعم بالحرية، فلا أجهزة أمنية ولا زنازين مخابرات بل ستلغى كل الأجهزة الأمنية التسع وسيرفع قانون الطوارىء الذي أذل البلاد والعباد وفسح المجال لأجهزة الأمن لاعتقال الناس والزج بهم في أقبية المخابرات يسومونهم سوء العذاب ويمارسون عليهم أبشع أنواع التعذيب الذي تفتقت عنه عبقرية أجهزة الأمن. وهذا نائب الرئيس يقول انتظروا خطاب الرئيس بشار فسيكون خطابا ً مفرحا ً يدخل السعادة على قلوب الناس.

نعم كل هذا التمهيد للخطاب وحصل أكثر منه، وبعد انتظار دام أياما ً خرج بشار الأسد على الناس من أهل سوريا ومن داخل مجلس الشعب، آسف؛ مهرجي الشعب الذين لا يحسنون إلا التطبيل والتزمير والهتافات السوقية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على تفاهة وسطحية هؤلاء النواب، فهم يمثلون نظاما ً تافها ً لا عمل له إلا الإضرار بالناس وإنزال أقسى العقوبات عليه وملأ المعتقلات والسجون وأقبية المخابرات وغيرها من الأجهزة الأمنية العقيمة.

نعم خرج بشار ويا ليته لم يخرج، وخطب ويا ليته لم يخطب، فقد بدا شاحب الوجه ترتعد فرائصه خوفا ً وفزعا ً، وكان يخفي الخوف والفزع بنكات وضحكات سمجة لا داعي لها. إنه لم يكن يتوقع أن يخرج الناس بهذه الكثافة مطالبين بالتغيير إلى حد المطالبة بسقوط النظام لأنه كان مطمئنا ً إلى التقارير التي تزوده بها الأجهزة الأمنية موحية أن الأمور على ما يرام وأن الشعب في سوريا بات في سبات عميق، وفقد الإحساس بالواقع السيء الذين يعيش وإن الخوف ملأ قلوبهم وأمات عزائمهم.

المهم خطب خطابا ًلا معنى له ولم يأت بجديد ولم يفرح الشعب الفرح الذي بشرهم به فاروق الشرع بل كان الخطاب كما قال الشاعر:

وما مثله إلا كفارغ بندق ٍ     خلي من المعنى ولكن يفرقع

لقد انتظر الناس أن يعلن الخطاب إلغاء قانون الطوارىء سيء الذكر الذي أباح كل المحظورات في التعامل مع الشعب، هذا القانون الذي فرضه والده المجرم قبل أكثر من أربعين عاما ً، حتى صار الناس لا يعرفون مكان أولادهم وذويهم المعتقلين إلا بعد مضي فترة طويلة على الاعتقال حتى أنها وصلت إلى أكثر من عشر سنوات في بعض الأحيان، ولا يسمح للأهل بزيارة ذويهم المعتقلين إلا بعد مضي سنوات طويلة على الاعتقال.

إننا نعلم أن بشار وزبانيته لا يمكن أن يلغوا قانون الطوارىء لأن هذا القانون هو مبرر وجودهم في السلطة وهو الكفيل بإسكات الناس ومنعهم من الانقضاض على السلطة وإرجاعها- أي السلطة- إلى الشعب الذي هو صاحب السلطان، وأن بشار وزبانيته إن أرادوا إلغاء قانون الطوارىء فلا بد من استبداله بقانون جديد اسمه قانون مكافحة الإرهاب الذي سيكون أكثر إجراما ً وأفظع ظلما ً من قانون الطوارىء سيء الذكر. إن إعلان بشار الأسد عن تأليف لجنة لدراسة القانون إنما هو إعلان تحدّ ٍِ للناس، لأن إلغاء قانون الطوارىء  لا يحتاج إلى لجان واجتماعات فكما حصل بعد موت والده حافظ لم يأخذ تعديل الدستور وترقيته عدة رتب عسكرية مرة واحدة؛ لم يأخذ ذلك أكثر من نصف ساعة ولم يحتج ذلك إلى لجان واجتماعات.

حقيقة ً إن بلاء أمتنا في حكامها الرويبضات والطبقة المنتفعة التي تحيط بهم، فهؤلاء هم سبب البلاء بل هم البلاء نفسه وحالما تتخلص الأمة منهم وترمي بهم على مزبلة التاريخ وتبايع خليفة يطبق عليها شرع الله فإن النصر سيكون حليفها.

وختاما ً أسأل الله – تعالى- أن يعجل بالفرج وأن يوفق أهل القوة والمنعة للاستجابة لشباب حزب التحرير ونصرتهم للوصول إلى الهدف المنشود وهو رضوان الله – سبحانه – بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إنه سميع مجيب وعلى ما يشاء قدير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم،
أبو محمد الأمين