أين أنتم أيها الأنصار
أَكتبُ هذه الكلماتُ مِنْ قلبٍ يعتصرُ ألماً، وعيونٍ دامعةٍ على جسدِ الأمةِ الإسلاميةِ المَليءِ بالجراح ِوالذي يَكتوي بنارِ الظُلم ِوالعُبوديةِ مِنْ هَؤلاءِ الحُكّام ِالذينَ يَسومونَ النّاسَ ألواناً مِنَ العَذابِ وَلعَلَّ حُروفَ هذه الكلماتِ تسقطُ على قلوبِ ضُباطِ وجنودِ جيوشِ المُسلمينَ في سُوريا وباكستانَ ومِصرَ والأردنَ والسعوديةِ وشمالِ إفريقيا وجميعِ بلادِ المُسلمينَ لأنَّ الأمةَ الإسلاميةَ أمةٌ واحدةٌ لا فرقَ بينَ إندونيسيا والمغربِ وسوريا ِواليمنِ، كُلُّهَا بَلدٌ واحدٌ، لِرّبٍ واحدٍ، وَأمةٍ واحدةٍ، وَدينٍ واحدٍ، وَنَبيٍّ واحدٍ، وَخَليفةٍ واحدٍ.
أيُّها الضُباطُ والجنودُ في باكستانَ وفي جميع ِبلادِ المُسلمينَ: ألا تَرغبونَ وتُحبونَ أن تكونُوا أنصاراً للإسلام،ِ ألمْ تَرغَبُوا بأن تَلحَقوا بِركْبِ أنصارِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، ألمْ تقبَلُوا لأنفُسِكُم هذا الاسمَ مِنَ اللهِ عزَّ وَجَل يا أنصارَ الإسلامِ، يا أنصارَ الخلافةِ ألمْ تَسمَعُوا بقولِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، لولا الهجرةَ لكُنتُ امرءاً من الأنصارِ، ألَمْ تَقبَلُوا لأنفُسِكُم أنْ تَغتَنِمُوا هذه الفرصةَ وتكَونُوا بمرتبةِ أنصارِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، ويُصيبَكُم دُعاءُ رسولِ اللهِ، اللَهُمَّ ارحَمِ الأنصارَ وأبناءَ الأنصارِ وأبناءَ أبناء ِالأنصارِ، وتَفُوزوا بهذا الشرفِ الرَبانيِّ العظيمِ وتكونُوا مِنَ السابقينَ السابقين ويَتَحقَّقُ فيكُم قولَ اللهِ تعالى “وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون َأُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ [الواقعة : 14]
أخوتُنا في باكستانَ إنَّ الأنظمةَ التي حَكَمتكُم قد عَاثَت في هذه البلادِ الفسادَ فقدْ مكَنُوا أمريكا من رِبقةِ المُسلمينَ ولم يتوقفْ هذا الحالُ بل مرَّغُوا أنفَ الأمةِ في الوحلِ والتُرابِ وقد تآمرَ حُكّامُ باكستانَ على المُسلمينَ، وَضَاعَتْ كَشميرُ بينَ عَشِيّةًٍ وَضُحاهَا، وَتَمكَّنَ الهُندوسُ مِنْ هذا الإقليم ِالمُسلم،ِ كُلُّ هذا فَعَلَه مُشَرَّف لا شَرّفَه اللهُ، وقدْ أكمَلَ أتباعَه مِنْ بَعدِه هذا التفريطَ في أرضِ المُسلمينَ، ولا زَالوا يتآمرونَ مَع حِلفِ الناتو وأمريكا بالأخصِ في قتالِ المُسلمينَ في أفغانستانَ وَضربَ المُجاهدينَ وغيرِهم في قلبِ باكستانَ وكَأنَّ هَؤلاءِ الحُكَامَ وهذا هو حَالُهُم “صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ” [البقرة : 171] وَقبلَ ضَياعِ كَشميرَ، ضَاعَت الخلافةُ الأمُّ الحَنونُ
حُزنِي عَلى دَارِ الخِلافَةِ إذ خَوَتْ وَهَوَى كَيَانٌ شَامِخُ الأوصَالِ
حُزنِي عَلى الأوصَالِ كَيفَ تَمَزّقَتْ عَصَفَتْ بِها وَحشِيّةُ العُدوانِ
وَحَمَلَتْ هَمَّ المُسلمينَ لأنًَّهُمُ أضحَوْا بِلا رَاعٍ وَلا سُلطَانِ
إنَّ المسؤوليةَ تَقعُ على عاتق ِمَنْ يَحمِي هذهِ الأمةَ مِنْ جُنودِ وَضُبَّاطٍ، كُلُّكُم مسؤولينَ عن هذه البلادِ والدماءِ التي سَالت وتسيلُ، والدَمارِ الذي حَلَّ في وزيرِ ستانِ وَمَنطِقَةِ القَبائلِ وأفغانستانَ وكشميرَ وغيرِها مِنَ المَناطق ِوَالتفجيراتِ التي حَصَلَت في قلبِ باكستانَ وكَانَ مِنْ ورَائِها الأمريكيينَ والكُفارَ على كافةِ جِنسياتِهم كُلُّ ذلكَ يَجري وأنتم على عينٍ بصيرةٍ من هذه الأحداثِ،وأنتُم بأيدِيكم التَحكُّمِ بمقود الأمةِ أن تُخرجُوا هذه الأمةَ من هذا الضَنَكِ مِنْ هذا الظُلم ِالذي يَفرضُه حُكّامُ باكستانَ وسُوريا وجميعَ بلادِ المُسلمينَ، إنَّ هذه البلايا والمَصائبِ وضياعَ البلادِ وسفكَ الدماء ِوظُلمَ الظالمينَ بسببِ ضياع ِالخلافةِ.
“قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” [يوسف : 108]
إنَّ حزبَ التحريرِ يستصرِخُكُم يا ضُباطَ ويا وجُنودَ المُسلمينَ، أنْ تبسُطوا أيدِيَكُم لبيعةِ حزبِ التحريرِ، وأنْ تَكُونُوا بحق ٍأنصارَ الإسلام ِ،أنصارَ الخلافةِ.
بَنِي الإسلام ِهُبُّوا واسْتَفِيقُوا وَلا تَهِنُوا فَقَدْ طَالَ الثَّوَاءِ
وَشِيدُوا صَرحَها فَالناسُ ظَمأَى عَلى هَامَاتِكُم عَقْدَ الرَّجَاءِ
فَهَبّتْ فِتيَةُ التحريرِ تَشدُوا وَأَرخَصُ مَا تَجودُ به الدّمَاءُ
وَقَولُ اللهُ أكبرُ إذ يُدَوِّي تُرَدِدُه الأباطِحُ والأجوَاءُ
اين انتم ايها الانصار الا تسمعوا صيحات النساء
يا مصرَ يا عَمَانَ أينَ جُيُوشَكُم هذه الليَالِيَ السُّودُ أينَ صَبَاحُهَا
هذه نِسَاءُ المُسلمينَ حَزينةٌ وَمعفرات رؤدها وَرِدَاحُها
مَنْ يُنقِذِ القُدسَ الشريفَ مُوفيا عَهداً تأكدَ يَومَ جَاءَ صَلاحُها
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
كتبه للاذاعة ابو جلاء