Take a fresh look at your lifestyle.

نصيحة للمسلمين .. في ظل ثورات الأمة

 

و الصلاةُ و السلامُ على خاتَم الأنبياء و المرسلين, سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين, و على من سار على دربه بوعي و إخلاص إلى يوم الدين, و بعد:

فإني لأرى رؤوساً قد أينعت و حان قطافُها, و إني لأرى رؤوس الحكام تتدحرج بين العمائم و اللحى, كما و إني لأرى بشائرَ النصرِ تلوح في الأفْق بعد أن كسر حاجز الخوف الذي طغى على قلوب الناس منذ مدة طويلة, فها هم خرجوا في معظم بلاد المسلمين إلى الشارع و بكل قوة دون خوفٍ أو وجلٍ من سياط الحكام الظلمة.

أيها المسلمون:
إني والله لكم ناصح أمين, احذروا دول الكفر أمريكا و أوروبا و استعينوا بالله الذي لا يُخيِّبُ للمؤمنين المخلصين رجاءً, و كما قال جعفر بن محمد : عجبت لمن يبتلى بأربعَ كيف يغفل عن أربع: عجبت لمن يبتلى بالهمّ كيف لا يقول لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, و عجبت لمن يخاف الناس كيف لا يقول حسبي الله و نعم الوكيل, و عجبت لمن خاف شيئاً كيف لا يقول: و أفوض أمري إلى الله, و عجبت لمن يرغب في الجنة كيف لا يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

أيها المسلمون:
إن مسؤولية الإسلام تقع عليكم جميعاً, و لن تنجَوا من الإثم إن قصرتم في جنب الإسلام و أهملتم حمل الدعوة إليه, فربكم يقول: (فلنسألن الذين أرسل إليهم و لنسألنّ المرسلين) الأعراف, 6 . فتاريخ الأمة من السلف الصالح حافلٌ بمواقفِ الاستبصارِ و مواطنِ الذكرى, فنحن معشرُ المسلمين في كل الدنيا أحوجُ ما نكون اليوم إلى الاتعاظ بهم, و الوقوفِ في وجه الحكام الظالمين, الذين أعرضوا عن الله فأعرض الله عنهم. و بئس عاقبة الظالمين.

فهُبوا هَبَّة رجل واحد و أسقِطوا هذه الأنظمةَ العميلةَ التي باعت نفسها رخيصةً للشيطان, و أقيموا نظام الإسلام, فلم ترفلِ الأمة الإسلامية بالسعادة الحقيقية و الرفاهية و الأمن, و لم تشعر بالعزة و السيادة في الأرض إلا في ظل حكم الإسلام, و لم ترتحْ هذه الأمةُ في ظل حكام بمثل ما ارتاحت حين تولى أمرَها حكامٌ مسلمون آمَنوا بالله و حافَظوا على كتابه و سنة نبيِّه, و وقَفوا على الحدود و كانت أبوابُهم مفتوحة, يسمعون النصيحة و يتقبلون المحاسبة و الإنكار.

أيها المسلمون:
لتكن دعوتُكم صريحةً سافرةً متحديةً لإقامةِ حكمِ اللهِ في الأرض, و لا تقبلوا بأنصاف الحلول, ولا بدعوةِ العلماء العملاء الذين يريدون تضليلَكم, ولا تقبلوا بما يسمى بالأهداف المرحلية كالنداء بالديمقراطية و ما يسمى بالوحدة الوطنية و كذلك التعديلات الدستورية و ما شابهها من حمْلات التضليل.

إن حزب التحرير يناديكم, و يعبِّر عن إرادتكم, و يناضل معكم و بكم للوصول إلى غايتِكم, تحقيقِ النعيم في الدنيا والآخرة بإقامة خلافة على منهاج النبوة و ما ذلك على الله بعزيز. (و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون, و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).

الاستاذ ابو شهاب