الحكام الخون
باتهامها أعضاءَ الحزب، المعتقلين أصلا، بزرع متفجرات خارج منزل شابير أحمد خان، الأمين العام الإقليمي للجماعة الإسلامية وعضو سابق في الجمعية الوطنية، وجدت الحكومةُ حيلةً لتمديد احتجازهم يومين آخرين، وهذه الحيلة الرخيصة هي لمنح الشرطة فرصة التعامل مع أعضاء الحزب بوحشية ومن أجل خلق الشقاق بين الأحزاب الإسلامية.
إنّ حزب التحرير يدين بشدة هذه الحيلة الرخيصة ويهيب بقيادة الجماعة الإسلامية أن ترفضها، ويدعوها لإصدار بيان يستنكر هذه الحيلة، فأهل البلد جميعا يعلمون أنّ الجماعة الإسلامية اتهمت بلاك ووتر والوكالات الأمريكية بالمسؤولية عن هذا العمل، ونظمت مسيرات وتجمعات لهذا الغرض. إن إلقاء القبض على خمسة أعضاء من حزب التحرير بناء على هذه الاتهامات لا أساس له من الصحة، فهؤلاء تم اعتقالهم على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام خلال مظاهرات 17 نيسان/أبريل التي نظمها الحزب، وبعد ذلك أُرسلوا للحبس الاحتياطي، وحتى الآن، ظل محامي الشباب غير مطلع على ملف القضية بطريقة مريبة، واستصدرت الشرطة سرّاً إذن الحبس الاحتياطي من القاضي.
على الحكام أن يعلموا بأنّ مثل هذه الاتهامات هي كالبصق إلى أعلى؛ فوسائل الإعلام والصحف ومؤسسات الفكر والرأي ومنظمات حقوق الإنسان والمحاكم العليا حول العالم كله يعلمون بأنّ الحزب لم يتورط يوما في أعمال مسلحة، وحتى أولئك الذين يتبعون حيلة التضليل، فهم يختبئون في اتهاماتهم للحزب وراء اتهامات غامضة من مثل اتهامه “بمعاداة السامية”، مع العلم أنّ اتهام الحزب بالتشدد من شأنه أن يبطل مصداقية الحكومة تماما.
وعلاوة على ذلك، فإنّ عدم وجود دليل على اتهاماتهم هو السبب في تعليق الحكومة قضية حظر الحزب في باكستان لمدة أربع سنوات في المحكمة العليا. إن حزب التحرير لا يتبنى “العمل المسلح” لكونه “إستراتيجية خاطئة”، بل لأنه يخالف الطريقة الشرعية في التغيير، وبالرغم من معاناة شباب الحزب من الاضطهاد الوحشي على أيدي الحكام العملاء من العرب وغير العرب، إلا أن الحزب لم ولن يتخلى أبدا عن عمله السياسي والفكري.
حزب التحرير يعلن للحكام العملاء أنّه حتى يأتي نصر الله سبحانه وتعالى فإنّ الحزب سيواصل كفاحه ضد الحكام العملاء والنظام الرأسمالي الكافر، وذلك باتباع طريقة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ودون اللجوء إلى تكتيكات المسلحين، وإنّ اليوم الذي يزف فيه الحزب الأخبار السارة بإقامة الخلافة لهذه الأمة النبيلة ليس ببعيد إن شاء الله.
عمران يوسف زي
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان