صرخةُ المٍ يا جيران… أزيلوا الحدودَ
ماذا ستكتبُ الأقلامُ عن هؤلاءِ الطُغاةِ المُجرمينَ، ماذا سيكتبُ التاريخُ عن هؤلاءِ المُفسدينَ، ماذا ستقولُ الأجيالُ عن هؤلاءِ الظالمينَ المُدمرينَ لشعوبِهِم، إذا وَصَلَ الحالُ بحُكّام ِسُوريا إلى قطعِ الماءِ عن شعبه وقطعِ الكَهرُبَاءِ ِوالاتصالاتِ عن هذه المُدُنِ وعن هذا الشعبِ الذي خلعَ ثوبَ الخُضوعِ والخُنوعِ لهؤلاءِ الحُكّامِ وَلَبِسَ ثوبَ القوةِ والجُرأةِ والتحدي لهؤلاءِ الظالمينَ، نعم إنه التحدي والتضحيةُ لخلعِ هذا الظالمِ الذي تجرأّ على حُرماتِ اللهِ، الذي يقتلُ شعبَهُ بالكاملِ، إذا ظنَّ هذا المُغفلُ الظالمُ أنه بقطعِ الماءِ عن شعبِهِ سيخضعُ له هذا الشعبُ، كَلاّ وألفُ كَلاّ.
إنَّ هذا الظالمَ الذي لم يأخذْ بحسابِهِ أنَّ اللهَ هو الرزّاقُ وأنّه المُغيثُ، فإذا قطعَ الماءَ فإنَّ ربَّ هذا الظالمِ وربَّ هذا الشعبِ هو الذي يُغيثُهم وهو يُطعِمُهم ويَسقِيهُم، وإذا كانَ هذا الظالمُ بقطعِهِ الأخبارَ والأنباءَ عن جرائِمِه، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَ قد أهلكَ مَنْ هُو أشدُّ مِنَه قوةً، وإنَّ إرادةَ الشعوبِ لا تُقدِّرُها هذه الأنظمةُ الظالمةُ، وإنَّ هؤلاءِ ِالظالمينَ الذينَ جَثمُوا على صدرِ هذه الأمةِ المدعومينَ من الغربِ من أمريكا وأوروبا ويهودٍ، الذين يدعمونَهُم سراً وجهراً، لأنَّ ثباتَ هؤلاء ِالحُكّامِ الظالمينَ على عُروشِهِم على صدرِ هذه الأمةِ هو بثباتِ الرأسماليةِ والديمقراطيةِ، هو بثباتِ أمريكا وأوروبا ويهودٍ، لأنَّ الذينَ ثَبَّتُوا أقدامَ يهودٍ طيلةَ هذه الفترةِ أي مُنذُ حربِ 48م إلى يومِنَا هذا، الذي حَفِظَ هذا الكيانُ هُم هؤلاء ِالحُكّامِ، واليومَ وبعدَ أن ثارت الشعوبُ ضدَّ هؤلاء ِالخونةِ مِنَ الحُكّامِ، أقلقت هذه الثوراتُ مَضاجعَ يهودٍ ومضاجعَ الغربِ، لذا تعملُ هذه الدولُ الغربيةُ التي لا تُراعي قيمَ الإنسانيةِ، ولا تفقَهُ مِنْ هذه القيمِ بشيءٍ، لقَدْ انعدَمَتْ الأخلاقُ من هذه الدولِ، أصبحنا لا نسمعُ إلاّ إداناتٍ فقط من هذه الدولِ التي تُنادي صَباحَ مَساءٍ بالديمقراطيةِ وحُقوقِ ِالإنسان،ِ إنَّه الكَذِبُ والخِدَاعُ الذي لا يَنطلي على أحدٍ، فإنَّ الشعوبَ قَدْ أدركَت حقيقةَ الغربِ وحقيقةَ الحُكّام،ِ وها هي قد شَمرّت عن ساعِدَيها كي تَنقضَّ على هؤلاء ِالظالمينَ، وما هي إلاّ ساعاتٌ وسيُنادي المُنادي لا ظلمَ بعدَ اليوم،ِ ولن يقفَ الأمرُ إلى هذا الحدِّ.
إنّني أوَجّهُ هذه الكلماتِ إلى جيرانِ سوريا، إلى الأردن ِوالعراقِ ولبنانَ، أيّتُها الشعوبُ لِمَ تقفونَ مُتفرجينَ على جرائم ِهذا المُجرم،ِ لِمَ لا تتحرّكُونَ، لِم لا تُخلّصونَ إخوَانَكُم وجيرانَكُم من هذا المُجرم. لِمَ أيّتُها الشعوبُ لمْ تَكسِروا هذا الحاجزَ السياسيَّ الذي وَضَعتْه اتفاقيةُ سايكس بيكو، لِمَ لا تُزيلوا هذا الحاجزَ وتُنقذوا إخوتَكُم في دِرعا وَدِمشق والقامشلي وبانياس وغيرِها مِنَ المُدُنِ السوريةِ التي تَجري المَذابحُ على عينِ بصيرةٍ مِنكُم وَمِنْ غيرِكم، أيّتُها الشعوبُ: هذه هي اللحظةُ التي يحتاجُ المرءُ من جارِه وأخيه أن يقفَ مَعَه، هذه هي الساعةُ التي لا بُدَّ لَكُم مِنْ أن تُشمرّوا عن سواعِدِكم لِتقِفُوا صفّاً واحداً مع إخوانِكُم في دِرعا وغيرِها، إلى متى هذا الصمتُ، ألمْ تَعلَمُوا أيُّها الناسُ إنْ بقيتُم ساكتينَ على جرائم ِهذا البعثيِّ، إنَّ الدورَ عليكُم، ألمْ تعلَمُوا يا أهلَ الأردنِ والعراقِ ولبنانَ أنَّ حُكّامَكُم هُمْ من فصيلةِ هذا المُجرم.ِ
أنتُم يا أهلَ الأردن ِألمْ يسقيكُم هؤلاء ِالهاشميون مياهَ المَجاري، وليسَ هذا فحسب، بل مياهاً عادمةً هي من يهودٍ، يا أهلَ الأردن ِألم يقتلْ هؤلاءِ الهاشميونَ أبناءَكُم في جامعةِ اليرموكِ، وأحداثِ معانِ عنكُم ليست ببعيدةٍ.
يا أهلَ العراق:ِإنَّ مُصابَكُم الذي أصابَكُم هو من جرّاء ِتصلُّتِ البعثيينَ وَمَنْ لَحِقَ بهم إلى يومِكُم هذا،أيَّ حاكُم به شفقةٌ أو رحمةٌ عليكُم ومَجازِرَكم أصبحت لا تُحصى ومُصابَكُم أعظمُ مُصابٍ ولكنْ إنْ بَقِيتُم مَكتُوفي الأيدي سَيَلحَقُ بِكم هذا المُصابُ، أزيلوا هذه الحدودَ التي وَضعَتهَا بريطانيا وَثَبتَّتَها أمريكا بل زَادَتْكُم فُرقةً وشقاقاً أزيلوا هذه الحدودَ واخلَعُوا ثوبَ الخوفِ والبَسُوا ثوبَ القُوةِ والجُرأةِ.
ويا أهلَ لبنانَ أينَ انتُم مِنْ هذهِ المجازرَ،انتُم يا أهلَ لبنانَ الذينَ اكتَويتُم بنار ِالحربِ الأهليةِ التي افتَعَلَهَا حُكّامُكم الذين لا زالوا جاثمينَ على صدورِكِم وَهُم حُماةُ يهودٍ،وحربُ تموزَ الأخيرةَ شاهدةً على ذلكَ وغيرِها لا تَجعَلُوا لهؤلاء ِالحُكّام ِسبيلاً عليكُم، بحُجةِ الطائفيةِ والمذهبيةِ قَسمُّوا لبنانَ إلى عدةِ طوائفَ ومذاهبَ ليُسَهِّلَ عليهِم السيطرةَ عليكُم وإذلالَكُم حتّى تبقَى لبنانَ ضعيفةً لا تَقدِرُ على شيءٍ وأن تبقَى تحتَ مَرمى مدافع ِيهودٍ .
أيُّها الجيرانُ: حَقُّ الجارِ على الجارِ، أزيلوا هذه الحدودَ واخرُجُوا جِهاداً في سبيلِ اللهِ، لتخليصِ الأمةِ الاسلامية من الرويبضاتِ من هؤلاء ِالحُكَّام، ِكونوا يداً واحدةً، لا تخشَوْا في اللهِ لومةَ لائمٍ، ٍقال تعالى : “وََاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ”
إنها صرخةُ حُزنٍ، وصرخةُ المٍ، أوجِهُها لأصحابِ القُلوبِ من أبناءِ الأمةِ الإسلاميةِ، الذينَ صَدقُوا اللهََ ما عَاهَدوا عليه ،عليكُم بإزالةِ هذه الحُدودِ التي ما زالت أوروبا وأمريكا تُثَبِّتُ وتُقَوّي هذه الحدودَ أزيلوها وهُبُّوا لإنقاذِ جيرانِكُم في مُدن الشامِ وأعلنوها دولةً إسلاميةً، أعلنوها خلافةً راشدةً على منهاجِ النُبوةِ كما بشرَّ بها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ.
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران : 139]
وأخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ
كتبَه لإذاعةِ المكتبِ الإعلاميِّ أبو جلاء