خبر وتعليق إلى أين يقود علي عبد الله صالح اليمن
في تصعيد جديد توجه بعض المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء يوم الأربعاء 11 أيار/مايو الجاري صوب مقر رئاسة الوزراء وإذاعة صنعاء المتجاورتين للاعتصام أمامهما ،فتصدت لهم قوات أمنية تابعة للنظام الحاكم ومنعتهم من الاقتراب منهما وأطلقت عليهم النار فقتلت وجرحت.
يأتي هذا التصعيد بعد انتهاء مهلة 48 ساعة التي أمهلتها أحزاب اللقاء المشترك علي عبد الله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية كرئيس لليمن بعد أن رفض علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية إلا بصفته رئيساً للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام.في الوقت الحاضر دول التعاون الخليجي في طور تقديم الصيغة الخامسة لمبادرتهم التي قدموا صيغتها الأولى في 3 نيسان/أبريل الماضي، وقاموا بتعديلها أربع مرات حتى الآن،واتهمها المعتصمون بأنها انحازت إلى جانب علي عبد الله صالح.
علي عبد الله صالح استفاد من الوقت الذي انفق على المبادرة الخليجية واستجمع جزء من قواه الخائرة،وجدد رفضه التنحي عن كرسي الحكم.
بعد نظرة متتبعة وفاحصة لكل ما يجري في اليمن تستطيع القول بأن علي عبد الله صالح يتحدث بصوت “أنا ومن بعدي الطوفان”و “إن المعبد سيهدم على رؤوس الجميع” وأن صوت “سأمنا السلطة” و”أنا لست مع بقاء الحكام العرب في السلطة إلى ما لا نهاية” الذي يصدر من علي عبد الله صالح بين حين وآخر ليس له معنى وغير حقيقي.
علي عبد الله صالح صرح لأكثر من مرة في السنوات الماضية بكلفة تبعات انهيار هرم السلطة في اليمن “ملمحاً للذين يسعون لزعزعة كرسي حكمه بالابتعاد،وقد تتالى خطاب صالح منذ اندلاع الاعتصامات في منتصف شهر شباط،فبراير الماضي حتى عمت 17 محافظة في طول يمن الإيمان وعرضها عن الخطر الذي يتهدد اليمن بالتقسيم ملمحاً إلى أن وجوده على كرسي الحكم هو صمام الأمان ببقاء اليمن موحداً!
مع إن انهيار الاقتصاد في اليمن قد بدأت فقاعته في الظهور منذ عام 2006م وبلغت مبلغاًً عظيماً في العام 2010م. كما إن صالح أعد ابنه أحمد لتولي الحكم من بعده على غرار الجمهوريات الملكية التي ظهرت في سوريا ومصر وليبيا.ولم يحسب صالح مبلغ تأزم العلاقة بين حزبه الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة رغم الاتفاقيات بينهما التي كان آخرها اتفاق يوليو 2010م.والآن خرج مجلس النواب عن الشرعية المزعومة بعد مضي موعد الانتخابات النيابية المقررة في 27 نيسان/أبريل الماضي.صالح كذلك أقال حكومة مجور بعد أن تهددها خطر الاستقالات باستقالة اثنين منها.
إن ما يجري في اليمن هو نفس ما يجري في بقية البلاد الإسلامية عامة كتونس ومصر والبحرين وليبيا وسوريا والحبل على الجرار التي ابتليت بحكام لا يحكمون بالاسلام ولن يداوي جراحها سوى عودة ظهور الإسلام إلى الحكم مجدداً بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي يكاد الصبح أن ينبلج عنها ويراها الناس رؤيا العيان.
مهندس:شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي في ولاية اليمن