بيان صحفي
تمت بحمد الله وفضله اليوم فعاليات مسيرة النصرة لحرائر الشام، والتي انطلقت من مسجد التقوى في مدينة الرمثا باتجاه الحدود السورية ضمن حملة حزب التحرير لنصرة أهل الشام الذين بطش بهم النظام السوري المجرم، وقد بدأت فعاليات المسيرة بعد أداء صلاة الجمعة بتجمع المشاركين عند الدوار قرب المسجد ومن ثم الانطلاق باتجاه الحدود.
وقد اعترض المسيرة عند هذه اللحظة عدد من البلطجية وحاولوا منع المسيرة فتعالت صيحات التكبير وسارت الحشود غير آبهة بهم، واستمرت المسيرة تتعالى فيها صيحات التكبير والهتاف، وبعد مسافة نصف كيلو متر تقريبا فوجئت الجموع بقيام البلطجية بقطع الطريق إلى الحدود بشاحنة كبيرة، والاعتداء على المشاركين بألفاظ نابية، ومع إصرار الجموع على التقدم باتجاه الحدود قام هؤلاء البلطجية برمي الحجارة بشكل عشوائي وكثيف على الجموع مما أوقع عددا من الإصابات في صفوف المشاركين في المسيرة، وذلك على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية والتي كانت متواجدة بشكل ضعيف بالرغم من أن الأحداث وقعت أمام المركز الأمني، فلم تقم بمنع البلطجية أو ملاحقتهم، واكتفوا بالوقوف أمام المسيرة لمنع الاشتباك بالأيدي فقط.
وعلى الرغم من محاولات البلطجية جرّ الشباب للاشتباك معهم، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل علماً بأن الأعداد الكبيرة للمشاركين في المسيرة كانت قادرة على الرد عليهم بقوة، إلا أن الشباب بحكمتهم المعهودة تركوا هؤلاء السفهاء وتجمعوا في ساحة قريبة من الحدود وأكملوا فعاليات المسيرة بعدد من الكلمات التي ذكّرت المسلمين بما يحدث لإخوانهم وأخواتهم في أرض الشام، من قتل وتنكيل واعتداء على الحرائر، وانتهاك للحرمات على مرأى ومسمع من حكام المسلمين، الذين يشاركون بصمتهم نظام بشار المجرم، واستنهض المتحدثون جيوش المسلمين لتتحرك لأنها وحدها القادرة على نصرة المستضعفين من أهل الشام، ثم ختمت المسيرة بالدعاء لأهلنا في الشام، ودعاء المولى سبحانه أن يعجل لنا بالخلافة الراشدة التي بها تصان دماء المسلمين وأعراضهم وتحفظ كرامتهم، وتعلو رايتهم بإذن الله.
وقد برز في المسيرة أمور لا بد من خصها بالذكر وهي:
1. المشاركة النسائية الفاعلة في المسيرة، فعلى الرغم من تساقط الحجارة فوق الرؤوس إلا أنهن لم يفزعن ولم يهربن وبقين يكبّرن ويهتفن لدولة الخلافة، فعلى قدر ما رأينا من صلابة الرجال إلا أنهن بالسكينة التي حفّت جمعهن الطاهر كنّ على قدر صلابة الرجال إن لم يكن أكثر، فأمة فيها أمثال هؤلاء الحرائر لن تذل بإذن الله.
2. التنوع الذي ظهر في هذه المسيرة ففيها المسنّ الذي يستعين بالعكاز أو بكرسي المقعدين للسير، وفيها الشباب والفتيات والأمهات والأطفال، قدموا جميعا من أقصى جنوب الأردن وحتى شمالها يهتفون بصوت واحد (الأمة تريد خلافة إسلامية)، (زيلوا الحدود الوهمية هذي الأمة إسلامية)، (ابن الشام وهذا اسمي أنا مسلم من هذي الأمة) (في الجولان ومجدل شمس شفنا الأسد أصبح بِسّ)، (يا من يحمي للحرائر يحمي الشام من الفاجر)، وقد عبر المشاركون عن شكرهم لموقف أهل الرمثا بهتافات خصوا بها أهل الرمثا الكرام منها (أنا رمثاوي أنا حوراني شعب الرمثا مش خوّانِ)، (يا شباب الرمثا الباسل على درعا يلا نناضل)، (شباب الرمثا أبطال ما بيرضوا بأيّ إذلال) (رمثاوية رمثاوية دار الكرم والحرية).
3. الذين اعترضوا المسيرة وحاولوا إفشالها تبرأ منهم أهل الرمثا، واعتذروا للشباب عن تصرفاتهم، وبينوا أنهم لا يمثلون أهل الرمثا، وقد ظهر من تصرفاتهم ما يدل على أنهم مجموعة من السفهاء ممن لا يردعهم دين أو خلق أو أصل، فألفاظهم النابية واستخفافهم بصيحات التكبير والتهليل، وتسلحهم بالعصي والحجارة والمواسير، بل ومحاولة بعضهم الانفراد بأحد الشباب من كبار السن لضربه تدل على أنهم قطاع طرق ولصوص حقيرون يمتهنون البلطجة، وقد نقلت شبكة أخبار العرب على صفحتها على الانترنت شهادة رئيس تحريرها الذي تعرض للاعتداء من قبل هؤلاء البلطجية على الرغم من أنه صحفي ومن أبناء مدينة الرمثا أيضا، فتقول: ( ..وبعد إنتهاء الفعاليات التي أقامها حزب التحرير وأثناء قيام أفراده بمحاولة إخراج النساء من المدينة لاحظ رئيس تحرير الشبكة تلاغز بعض أرباب السوابق على رجل مسن متوقف في سيارته ومحاولتهم التهجم عليه ولاحظ كذلك وجود مجموعة من المواسير والقناوي في أيدي بعضهم ثم تفاجأ بقفز أحدهم تجاه الرجل المسن ومحاولته الاعتداء عليه شاتما لحيته أمام عدد من رجال الأمن الذين قاموا بالطلب من سائق السيارة المسن مغادرة المكان ولم يقوموا باعتقال المعتدي..في هذه الأثناء قام عدد منهم بالاعتداء على رئيس تحرير الشبكة من ضمنهم الرجل الذي حاول الاعتداء على المسن دون تدخل أمني على الإطلاق ما دفع رئيس التحرير للصراخ بوجه أحد أفراد الشرطة المتواجدين في المكان سائلا عن ماهية وجودهم إن لم يقوموا بحماية المتواجدين..) (http://www.arabsnews.net/pages/details.aspx?id=513) فمن هذه الشهادة ومما رأيناه أثناء الأحداث نجد أن هؤلاء البلطجية لا يمكن إلا أن يكونوا مرتبطين بالنظام وبأجهزته القمعية لأن الوجود الضعيف للأمن وعدم تعرضهم لهؤلاء البلطجية يدل على أن هناك من أمرَ رجال الأمن العام بعدم التعرض لهم وتركهم يؤدون المهمة، وعلى الرغم من أن قوات الدرك كانت مختبئة داخل مبنى مديرية الأمن التي وقعت الأحداث أمامها بحسب شهود عيان، إلا أنها لم تظهر رغم الاعتداءات الصارخة من قبل البلطجية، ولعلها كانت متأهبة لحماية البلطجية، ولكن الله سلّم.
نسأل الله العظيم أن يكون عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يكون صرخة في أسماع أهل القوة لعلهم يفيقون من غفلتهم، فيتحركوا لنجدة إخوانهم من أهل الشام، ونسأله سبحانه أن يعجل لنا بدولة الخلافة.