حرائر المسلمين يستصرخن…فهل أنتم مجيبون؟
أنتهكت أعراضهنّ…
ذقن مرارة حرمان الأبناء والآباء والأزواج…
سُفكت دماؤهن في شوارع الشام الأبية، في طرقات ليبيا…
فُجعن برؤية أبنائهن تسيل دماؤهم ولا مغيث ولا معين..
وهنّ الآن يستصرخن كلّ غيور على العرض، حريص على الدم المحرّم سفكُه…
فهل من مجيب يا جيوش المسلمين؟
هنّ أعراضكم… فهل من غيرة عندكم على أعراضكم؟
هنّ حرائر المسلمين..منهنّ أمهاتكم…أخواتكم…بناتكم… أفلا تهتزّ أبدانكم وتقشعرّ لرؤيتهن يُقتلن ويُنتهكن؟
يا جيوش المسلمين….
ألهذه الدرجة من اللامبالاة على الدماء والأعراض أوصلكم حكام الجور والذلّ والضلال والفجور؟
ترون بأم أعينكم ما يعانيه المسلمون في شتى بلادهم وأنتم إمّا يشارك في القتل والانتهاك وإما ساكت سكوت أهل القبور؟!
ما الذي يجعلكم -بربّكم- في هذه الحالة التي لا أجد لها وصفاً إلا أنها حالة الإجرام، ولا منزلة إلا منزلة القتلة؟
ألستم أهل القوة والمنعة؟
أليست أولى أولويات الجيوش الذود على الأرض والعرض والدم؟
فمالكم -يا ويحكم- قلبتم الموازين وأضحت مهمتكم خدمة شرذمة حاكمة طاغية فاسدة فاسقة على حساب أهلكم وأعراضكم ودماء أبناء دينكم؟
أدنى مراتب المخلوقات في هذا الكون تجدون عندهم “شيء” يسمى ” الغيرة” على العرض والشرف
تجدونها عند البهائم، يقتل بعضُهم بعضاً دفاعاً عن “رفيقته” إن اعتدى عليها أحد من أفراد القطيع، فلا ينتهي عراكهم إلا بموت أحدهم ليظفر الحيّ بها…
تلك أدنى المخلوقات …فماذا أنتم؟ وماذا عنكم؟؟
أم أنه أصبح وأضحى وأمسى الشرف مرهون بالحاكم إن شاء حماه وإن شاء استباحه…على أيديكم، وكأنّه لا عقول لكم تعي، ولا دين يدفعكم للذود عن الدّم والعرض؟ أهكذا هو حالكم؟ حال الجنود والضباط أهل النخوة والحميّة، أهل المروءة والقوّة؟ أم أنها معان أفقدكم إياها حكام الذلّ والهوان؟
ألا يسري في أجسادكم شيء من دماء حرائر المسلمين اللائي أرضعنكم وذرفن الدم والدمع ليرعوكم؟
الحرائر يستنجدن بكم، فهل نجيبهم بأن: لا تفعلوا، فمن تستنجدون بهم قد خنعوا وذلّوا؟
أمهاتكم وأخواتكم وبنات دينكم ومبعث شرفكم يستنجدن بكم، فهل نقول لهنّ: تستنجدون بأموات لا أحياء؟
تستنجدون بجنود أضحت مهمتهم إذلالكنّ وقتلكنّ وامتهان كرامتكنّ خدمة لطواغيت لا يهمهم دين ولا ربّ ولا بشر؟
عار ثمّ عار ثم عار يا جنود المسلمين!
عار -ورب الكعبة- عليكم أن تصبح هذه حالتكم بعد أن كنتم تحمون الدماء والأعراض…وتفتحون البلاد في طول الأرض وعرضها!!
الم يتخيّل أحدكم أن تلك الحرة قد تكون أمه أو أخته أو ابنته يوماً ما؟
انفضوا عنكم الذلّ يا رعاكم الله
قوموا لأصل عملكم يا هداكم الله
قولوا للمسلمة الحرة الأبية العفيفة الشريفة التي تستصرخكم: لبيك أختاه ولو زُهقت أرواحنا دفاعاً عنك وعن دمك وشرفك.
التاريخ لن ينسى أيها الجنود
لن ينسى.
والأمة لن تنسى أيها الجنود
لن تنسى
وفوق ذلك..الحرائر لن ينسين من نصرهنّ ومن أسلمهنّ وخذلهنّ.
سيف الدّين عابد