Take a fresh look at your lifestyle.

أوباما يَعتبرُ نفسَه مالكاً الأمةَ الإسلاميةَ

 

إنَّ الأمةَ الإسلاميةَ هي أمةُ الشهداءِ الذينَ انقلَبُوا على هؤلاءِ الطواغيتِ، الذينَ يحكمونَ الأمةَ الإسلاميةَ بحُكمِ الطاغوتِ، وقدْ أُمروا أنْ يكفُروا به، إلاّ أنَّهُم أَبَوْا على أنفُسِهِم ذلكَ، ورَضَوا أنْ يكونوا مِنْ أتباعِ الشيطانِ فجَمعُوا جموعَهُم وأسلحتَهُم، وبدؤوا يقتُلونَ عبادَ اللهِ ، إلاّ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَ عَلِمَ ما هُم عليهِ وتحدّاهُم حيثُ قالَ : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ) [الإسراء : 64].

وهذه الأحداثُ التي تعصفُ بالأُمةِ مِنْ شمالِها إلى جنوبِها، ومن شرقِها إلى غربِها، لمْ يتوقفْ الأمرُ على سوريا أو أيِّ بلدٍ مِنْ بلادِ المُسلمينَ المُمَزقةِ بفضلِ الاستعمارِ العسكري والسياسيِّ والثقافيِّ والاقتصاديِّ، وأنَّ البلادَ التي لا تُرى لها تُحركاتٌ أو ثوراتٌ، فإنَّ هذهِ البلادَ هي جزءٌ من الأمةِ الإسلاميةِ، فإنَّها تغلي غليانَ الماءِ في القِدرِ، وسُرعانَ ما تتفجرُ هذهِ البلادُ، وتتخلصُ من طواغيِتِها الذين مرَّغوا أنفَ الأمةِ الإسلاميةِ في الترابِ.

تلكَ الأمةُ الإسلاميةُ التي تملكُ مخزوناً مِنَ الإيمانِ الذي لا يرتابه ريبٌ، يخرجُ أبناءُ هذه الأمةِ الإسلاميةِ يتحدونَ الظالمينَ بصدورِهم غيرَ آبهينَ، بالعكسِ هُم مَنْ يَطلُبونَ الشهادةَ في سبيلِ اللهِ لأنَّ هذه الأمةَ تُدركُ واقعَ الشهادةِ المُنبثقُ من عقيدةِ لا إلهَ إلاَّ اللهُ مُحمدٌ رسولُ اللهِ.

تُدركُ أمةُ الإسلامِ حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ” إذا رأيتَ أُمتي تهابُ الظالمَ فقد تُوِدِّعَ منها”. تحركت الأمةُ الإسلاميةُ على عجلٍ لتتخلصَ من طواغيتِها،الذينَ باعوا مُقدساتِهم ليهودَ،ولمْ يقفْ الأمرُ على ذلكَ، بل هُم هؤلاءِ الطواغيتِ الحُرّاسُ الأمناءُ على كيانِ يهود، فهذا زعيمُ يهودٍ يُكرّرُ زيارتَه للبيتِ الأبيضِ كي يجدَ حلاً لما يتعرضُ له هذا الكيانُ من تهديدٍ مِنَ الأمةِ الإسلاميةِ، حيثُ هذهِ الأحداثُ قد أقلقت مضاجِعَهُم، ودخولَهم ارضَ فلسطينَ جَبراً عن يهودٍ، لذا خرجَ هذا اليهوديُّ من بيتِه يعرضُ التنازلاتِ، التي لم يسبقْ لهذا الكيانِ أن يكونَ هو السبّاقُ لعرضِ مُبادراتٍ على القضيةِ الفلسطينيةِ،وكأن بتصورِهم هذا أن يُنهُوا الحروبَ أو يَحفَظُوا أمنَهُم، هذا اليهوديُّ الذي يرى أنَّ الأمورَ عظيمةٌ، لا بُدَّ لها من التشاورِ مع أمريكا مُباشرةً ويُعلنُ ويُصرِّحُ أنَّ إسرائيلَ على استعدادٍ للتنازُلِ وإقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ على حدودِ سبعةٍ وستينَ، ولكنَّ الاحتفاظَ ببعضِ البؤرِ الاستيطانيةِ، وقد استغلَّ أوباما هذهِ التنازلاتِ حتى تخدمَه في دعايتِه الانتخابيةِ، فإذا كانَ أوباما يُعلنُ رأيَّ يهودٍ فإنَّه لا يَملكُ رأيَّ الأمةِ الإسلاميةِ، لا يملكُ رأيَّ أُمةِ الشهداءِ،فإذا كانَ هذا الأبلهُ لا يفهمُ واقعَ عقيدةِ الشهداءَ، لكنَّ الأيامَ ستُفهمُه ماذا تُريدُ أُمةُ الشُهداءِ.

إذا أصابَ الأمةُ الإسلاميةُ كبوةً لا يعني هذا أنَّ الأمةَ غافلةٌ عمّا يُصَرِّحُ به أوباما لأنَّ فلسطينَ ارضٌ إسلاميةٌ لا يجوزُ التفاوضُ عليها بأيِّ حالٍ مِنَ الأحوالِ.

إنَّ الذي يملكُ رأيَّ الأمةِ الإسلاميةِ هو خليفتُها، حامي بيضةَ الأمةِ الإسلاميةِ ،هو سلطانُها المُستمِدُّ قوتَه من عقيدةِ الإسلامِ، ، ومِنَ الأمةِ التي بايعته على الحُكمِ بما أنزلَ اللهُ، وحملُ الدعوةِ الإسلاميةِ إلى أرجاءِ المعمورةِ، وتحريرُ جميعَ بلادِ المُسلمينَ وأولُها فلسطينَ، وأنَّ زُعماءَ يهودٍ أصبَحُوا كالطفلِ الذي يحثوا على نفسِه التُرابَ، لا يجدُ ملاذاً يحفظُ به أمنَهُم إلاّ أن يتوجهَ مُباشرةً للبيتِ الأبيضِ كي يَخرُجُوا مِنْ هذا المأزق،ِ يظُنُّ هذا اليهوديُّ أنَّ البيتَ الأبيضَ سوفَ يُنظُِّفُه ويُنقيه مِنَ الأوساخِ التي عَلِقَت به، الذي لم يسبقْ لهذا الكيانِ أن يتعرضَ لمِثلِه، فقد دمرَّ قطاعَ غزةَ في عامِ 2009م، ولم يتحركْ إلاّ القليلُ من هذه الأمةِ، ولكنَّ اليومَ انقَلَبَت المَقاييسُ والمعاييرُ، ولم يَكُنْ بالحسبانِ أخذُ الحيطةِ مِنْ هذا الذي يعترضُ كيانِ يهودَ.

يا أُمةَ الشهداءِ، إنَّ أمريكا ترتعدُ خوفا ممّا يَحصلُ لعملائِهَا مِنَ الحُكّامِ،  هذه الثوراتُ بدأت تقلِبُ السياسةَ الدوليةَ رأساً على عَقِب ،فهيَ ليسَ باستطاعَتِها حمايةُ كيانِ يهودٍ، لأنَّ الأمرَ غيرَ مُتوقفٍ على إزالةِ كيانِ يهودٍ مِنَ الوجودِ فحسب، وإنَّما حملُ الإسلامِ إلى أوباما وشعبِه وباقي شعوبِ العالمِ.

يا أمةَ الإسلامِ، يا مَنْ تحملين نوراً تهدي به النّاسَ، نورَ الإسلامِ الذي بزغَ فجرُه ليأخذَ مكانَه.

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً ) [النساء : 174]

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

 

كتبََه لإذاعةِ المكتبِ الإعلاميِّ لحزبِ التحريرِ

الأستاذُ أبو جلاء.