Take a fresh look at your lifestyle.

ممارسات الحكم العسكري في لبنان مستمرة أجهزة أمنية تعتقل وتقمع بتهمة

 

منذ حوالي شهر استدعى مركز مخابرات الجيش في مخيم النهر البارد مجموعة من وجوه المخيم، جلُّهم من علماء الشرع والملتزمين المعروفين بين أهل المخيم بالشرف والاستقامة، ومن بينهم أعضاء في حزب التحرير. وقد خوطبوا بلهجة ملؤها الاستعلاء والجبروت، لأنهم نظموا تجمعاً انتقدوا فيه استمرار التعامل مع المخيم وكأنه معسكر اعتقال، ووُجه إليهم تهديد بعدم تكرار الأمر مرة أخرى.

 

ثم في العشرين من الشهر الماضي، بينما كان شباب حزب التحرير يدعون إلى التظاهر في طرابلس نصرة لأهل سوريا، اعتقلت المخابرات في المخيم نفسه اثنين من شباب الحزب هما “جهاد منصور” و”بلال طه”، بالتزامن مع اعتقال مجموعة من الشباب على امتداد الأراضي اللبنانية بغاية الضغط على الحزب لإلغاء المظاهرة. ثم بعد المظاهرة بأيام استدعى مركز المخابرات نفسه “جهاد منصور” وخاطبه أحد الضباط بأنه يعرف أن شباب الحزب في المخيم يلتقون وينشطون! وقال له إن المخبرين يحصون أنفاسهم ويرصدون تحركاتهم! ووجه إليه وسائر الشباب أوامر! بالكف عن الاجتماع وممارسة أي نشاط وتوزيع أية مطبوعة داخل المخيم! مع التهديد والوعيد بالاحتجاز والاعتقال في حال المخالفة!

 

ويوم أمس الاثنين، على أثر توزيع نشرة لحزب التحرير بعنوان “قادة يهود يأمرون جيشهم بقتلنا في الجولان ومارون الراس وبيت حانون…” تعليقاً على أحداث ذكرى النكبة، استدعت المخابرات من جديد الأخ “جهاد منصور” (40 سنة)، وذهب الرجل ولم يعد حتى ساعة كتابة هذا البيان، لأن ضابطاً ما في المخابرات أمر باحتجازه من دون أن يرتكب جهاد أي جرم أو يعتدي على أحد! فأي دولة هذه التي نعيش فيها؟!

 

هل يوجد سياسيون في هذا البلد؟! أم إنهم انسلوا من مسؤولياتهم وأوكلوا رقاب الناس لحفنة من الضباط الذين ينظرون إلى الناس جميعاً وكأنهم في ثكنة عسكرية أو معسكر اعتقال؟! من ذا الذي أعطى الصلاحية لضباط في أن يأمروا وينهوا ويستدعوا ويحتجزوا… من شاؤوا من المدنيين العزل من دون أي ضوابط، لا قانونية ولا خلقية؟! أولم يروا حتى الآن ما آلت إليه الأنظمة العسكرية في البلاد العربية التي يتهاوى طغاتها الواحد تلو الآخر بسبب ممارسات القمع والعدوان (الرسمي) والبلطجة على الناس؟! أم {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا}.

 

يا حكام لبنان: إن الخطب جلل، وإن العاقل من أخذ العبرة من أخيه. تحمّلوا مسؤولياتكم، وكفّوا أيدي المغامرين عن الناس لأن عاقبة الظلم وخيمة، والظلم ظلمات يوم القيامة.

 

ويا أيها الساسة وأصحاب الشأن والرأي: كونوا على مستوى المسؤولية وارفعوا أصواتكم عالياً في وجه ممارسات لازالت تنازع من أجل البقاء بعد أن مضى عصرها وآن أوان انقراضها. واللبيب من الإشارة يفهم.

 

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}