الجولة الإخبارية 30-5-2011
العناوين:
-
روبرت غيتس يقر بأن القوات الأمريكية المحتلة ليست محبوبة من العراقيين
-
حسن نصر الله يدافع عن النظام السوري وأمريكا تدافع عن هذا النظام بمنحه فرصة لإجراء إصلاحات
-
أموال المسلمين تذهب لدعم أسواق واقتصاد الدول المستعمرة تحت مسمى الاستثمار
التفاصيل:
أوردت وكالة رويترز في 24/5/2011 أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس عبر عن أمله في أن يجد العراقيون صيغة يطلبون بموجبها من الجيش الأمريكي البقاء بشكل من الأشكال. ولكنه أقر قائلا: “سواء رضينا أم لم نرض علينا أن نعترف بأننا لسنا محبوبين كثيرا هناك”. وقال: “من أجل مستقبل العراق وأيضا دورنا في المنطقة آمل أن يتوصلوا إلى طريقة يطلبون فيها بقاء القوات الأمريكية”. وقال: “أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون على أهبة الاستعداد للموافقة حين يجيء الوقت”. ويشير في ذلك إلى الرسالة التي ستبعث بها أمريكا إلى المنطقة للتعبير عن استمرار دورها في العراق. فأمريكا تبحث على أي شكل من الأشكال للبقاء في العراق ما بعد عام 2011 بسبب أنها اضطرت أن تتخذ قرار الانسحاب من هناك لأسباب عدة في نهاية هذا العام. وهي تعترف على لسان وزير حربيتها أنها غير مرغوب بها لدى الأهالي في العراق. فقد احتلت البلد مدعية أن أهل العراق يرحبون بها وأنهم سيتلقون قواتها المحتلة بالورود فخاب ظنها وظن عملائها فتلقوها بالرصاص، وبعد ثماني سنوات حسوما يقول لها العراقيون لا مرحبا بك اذهبي إلى الجحيم ولا تعودي وإلا نعود ونتلقاك بالرصاص. ولكنها ما زالت تراهن على عملائها من المالكي وأمثاله أن يجدوا صيغة كاذبة يبررون فيها للناس ضرورة بقاء القوات الأمريكية المحتلة. ولن يردع هؤلاء العملاء عن إيجاد صيغ خادعة لبقاء المجرمين المحتلين سوى انتفاضة الشعب العراقي القوية في وجههم والتي ترغمهم على ترك السلطة والرحيل كما فعل الشعب في تونس وفي مصر ضد عملاء المستعمرين.
———
ألقى حسن نصر الله قائد حزب الله في 25/5/2011 خطابا دافع فيه عن النظام السوري قائلا: “علينا أن نحرص على أمن سوريا نظاما وشعبا ورفض أي عقوبات ضدها”. وقال “أمام بلد مقاوم وممانع ومن جملة النقاط الأساسية أن القيادة السورية مقتنعة بلزوم الإصلاح وجادة ومصممة للذهاب إلى خطوات كبيرة جدا ولكن بالهدوء والتأني والمسؤولية” ويقول “إنهم يريدون إسقاط النظام واستبداله بنظام على شاكلة الأنظمة المعتدلة” وأضاف “علينا كلبنانيين أن لا نتدخل في ما يجري في سوريا”.
إن حسن نصر الله كقائد لحزب الله الذي يعتبر حزبا إسلاميا يدافع عن النظام السوري غير الإسلامي الذي لا يطبق شرع الله بل يحارب كل من يدعو إلى تطبيق شرع الله والسجون مليئة بحملة الدعوة الإسلامية المخلصين ومنهم شباب حزب التحرير. والحزب المتحكم والمتسلط على الأهل في سوريا هو حزب البعث العربي الاشتراكي وهو حزب علماني يعادي الإسلام إلى أبعد الحدود كحزب البعث الذي كان متحكما ومتسلطا على الأهل في العراق. والنظام السوري بقيادة عائلة الأسد وحزب البعث قام بمجازر وجرائم ضد أهل البلد المسلمين خلال نصف قرن بقدر ما قام به القرامطة أشباههم. وكثير من الناس بدأوا يتساءلون قائلين إذا كان حزب الله حزبا إسلاميا فكيف يدافع عن حزب علماني كافر وعن نظام كفر مستبد طاغية؟! والنظام السوري باعترافات الأمريكيين واليهود وأشخاص محسوبين على النظام، هو نظام أمن الحدود اليهودية على الجولان لمدة أربعة عقود وهو مترام على السلام مع يهود، وكل الناس يعرفون ذلك ويتساءلون أين المقاومة والممانعة لدى النظام السوري وقد اجتاح كيان يهود لبنان عدة مرات ودمر هذا البلد وقتل وجرح الآلاف ونظم المجازر فيه مثل مجازر صبرا وشاتيلا وقد أشاع الدمار والخراب والقتل في لبنان عندما شن حرب تموز عام 2006 كما فعل في غزة عام 2009 فلم يطلق النظام السوري طلقة واحدة عى العدو بل كان يصر على العملية السلمية مع العدو اليهودي ويتباحث عبر السماسرة من حكام تركيا مع العدو، بل إن العدو ضرب العمق السوري ودمر ما قيل أنه منشآت نووية أو عسكرية؟! ولماذا يتهم قائد حزب الله الأهل في سوريا بأنهم يريدون إسقاط النظام لاستبداله بنظام على شاكلة الأنظمة المعتدلة وهم أي أهل سوريا المؤمنون يخرجون من المساجد وبالتكبير ويعلنون رفضهم للمهانة وللمذلة ويرفضون الخيانات التي ارتكبها ويرتكبها نظام عائلة الأسد البعثي العلماني؟! فأقل ما يجب أن يكون عليه قائد حزب الله أن يكون منصفا في إعطائه الحكم إن لم يرد أن ينحاز لهذا الشعب المسلم المظلوم والذي يطالب بكرامته كما يطلبه دينه منه! وقائد حزب الله يتناقض مع نفسه عندما يؤيد النظام السوري ويدافع عنه ويهاجم المظلومين الذين يطالبون بحققهم ويقول “علينا أن لا نتدخل فيما يجري في سوريا”! فهو يتدخل لصالح النظام المجرم الذي يحارب الله ورسوله والمؤمنين.
وهناك موقف متخاذل آخر في لبنان وخاذل للأهل في سوريا قد عبر عنه في 25/5/2011 وزير البيئة اللبناني محمد رحال حيث قال: “إن هناك قرارا واضحا وصريحا من قبل تيار المستقبل برفض أي حراك داخلي مناهض للنظام السوري”. وأضاف: “نحن أول من عارض طلب حزب التحرير للتظاهر في طرابلس وما زلنا نعارض أي تحرك في هذا الإطار كي لا نعطي لأجهزة المخابرات السورية وقوى 8 آذار أي سبب لتصدير الأحداث السورية إلينا”. فموقف وزير من تيار المستقبل يشبه موقف قائد حزب الله فهو لا يريد أن يتدخل في حراك ضد سوريا ولكنه يقوم ويتدخل ويدافع عن النظام السوري الجائر بصورة أخرى عندما يعارض حزب التحرير من التظاهر لنصرة الأهل في سوريا. وقد عبر بعض الصحفيين الهاربين من سوريا عن الوضع في لبنان بأن اللبنانيين يخافون من النظام السوري أكثر من أهل سوريا. فالتيارات اللبنانية التي تسعى للمحافظة على زعاماتها الزائفة ومصالحها الشخصية النفعية والتعصبات الحزبية والطائفية الضيقة وهي بعيدة عن أي مبدئية أو عقائدية أو حتى أخلاقية بسبب عدم إنصافها في الحكم على الواقع وتقف بجانب الظالم ضد المظلوم تُظهر جبناً إلى الحد الذي يجعلها تمنع أية حركة احتجاجية مثل اعتصامات حزب التحرير ضد النظام الطاغية في الشام.
ومن جهة ثانية فإن أمريكا ما زالت تدافع عن النظام السوري مع مرور أكثر من شهرين على انتفاضة الشعب السوري المسلم الأبي ومحاولة هذا النظام سحق هذه الانتفاضة وقد قتل أكثر من 1100 شخص وجرح الألوف واعتقل أكثر من 10 آلاف شخص وتقول أمريكا على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون “إنه ما زالت هناك فرصة أمام النظام السوري لإجراء إصلاحات”! وهذا لم تفعله تجاه النظام المصري والتونسي والليبي واليمني! فما أن مر أسبوعان أو ثلاثة على الانتفاضة في هذه البلاد حتى قالت أمريكا يجب على رؤساء هذه الأنظمة أن يتنحوا، وهي حتى الآن لم تقله لرئيس ما سمي نظام الممانعة والصمود والتصدي كذبا وزورا! وكذلك النظام التركي الذي يعمل لصالح أمريكا فيقول رئيس وزراء نظام تركيا العلماني إردوغان إن أمام الأسد فرصة لإجراء إصلاحات وقد كرر هذه المقولة المكروهة أكثر من مرة. ووزير الخارجية لدى هذا النظام أحمد داود أوغلو صرح في 22/5/2011 لتلفزيون “إن تي في” التركي مدافعا عن نظام السوري قائلا: “لا تزال هناك فرصة لعملية انتقالية سلمية ومستقرة في سوريا” وقال: “وإذا ما أطلقت إصلاحات عميقة وواسعة النطاق ووفقا لوتيرة ينشدها الشعب”.
ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت اليهودية في 22/5/2011 نقلا عن مصادر أمريكية “إن بشار أسد بعث خلال الأسابيع الماضية برسائل إلى الإدارة الأمريكية أبدى فيها استعداده لاستئناف المفاوضات مع “إسرائيل”. فقد ذكر بشار أسد في رسائله للأمريكيين أن 98% من المواضيع المختلف عليها بين سوريا وإسرائيل تم الاتفاق حولها في مراحل المفاوضات المختلفة بين البلدين. وأنه سيقترح استئناف المحادثات مع إسرائيل بعد أن تهدأ الأوضاع في سوريا. ولذلك قررت الإدارة الأمريكية تليين الموقف تجاه الاحتجاجات المتواصلة في سوريا”. وقالت الصحيفة: “في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة قصف معاقل القذافي في ليبيا اكتفت بفرض عقوبات رمزية فقط على سوريا وقادتها”. وحاولت الإدارة الأمريكية تبرير موقفها هذا بالقول: “إن سوريا تملك أسلحة كيميائية، ونحن نخشى من أن يؤدي سقوط النظام الحالي وقيام نظام جديد أقل مسؤولية لاستخدام السلاح الكيميائي أو تسليمه لحزب الله أو لجماعات إرهابية أخرى واستخدامه ضد إسرائيل وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة”. وقد ذكرت الصحيفة اليهودية أن “الأوضاع في سوريا تثير حيرة إسرائيل التي تخشى من المجهول بسبب عدم معرفتها بتكوين المعارضة في سوريا بشكل دقيق”. وذكرت أن “الحكومة اليهودية لا تعلن موقفا رسميا تجاه ما يجري في سوريا” ولكن ذكرت آراء عدة مسؤولين يهود سابقين ومنهم عسكريون ترجحيهم لبقاء نظام بشار أسد لأنه حافظ على الهدوء معهم في جبهة الجولان، ورغم أن إسرائيل ضربت سوريا واستفزتها أكثر من مرة ولكن بقيت سوريا ساكتة أي خانعة. والبعض من غير المنصفين يعبر عن هذا الموقف بأنه صمود وتصدٍّ! فجميع المراقبين والسياسيين يدركون الموقف الأمريكي واليهودي المؤيد للنظام السوري بل إن هناك من بدأ ينتقد الموقف الأمريكي ويعتبره منحازا للنظام السوري الذي قام بمجازر وجرائم ضد الشعب السوري أكثر مما قام به القذافي ضد الشعب الليبي ومع ذلك أمريكا لم تتخذ أية إجراءات جدية ضد هذا النظام.
———
نشرت شركة “إنفيسكو أسيت مانجميت ليمتد” المتخصصة في إدارة الأصول لصناديق الشركات والدول في 22/5/2011 دراسة جديدة بخصوص الصناديق السيادية في الخليج ذكرت فيها: “أن 6% من أصول الصناديق للثروات السيادية الخليجية تركز على الاستثمارات في مشاريع التنمية المحلية، في حين أن 88% من أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية يتم استثمارها عالميا لأغراض تنويع الاستثمارات و5% من أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية يتم استثمارها عالميا بهدف التأثير على التوجهات السياسية محليا أو خارجيا”. وتمثل صناديق الثروات السيادية العالمية حاليا 44% من تدفقات صناديق الثروات السيادية العالمية أي ما يقارب ترليون دولار”. فدول الخليج تستثمر 88% من أموالها عالميا أي في أوروبا وأمريكا خاصة حيث يشكل استثمارها حوالي 44% من صناديق الثروات السيادية العالمية وهو ما يعادل ترليون دولار كما ذكرت تلك الشركة. ويعتبر ذلك تقوية لحركة النظام الرأسمالي الغربي؛ حيث تتقوى به دول الغرب الاستعمارية خاصة وعلى رأسها أمريكا وأوروبا. فيما لو أن هذه الأموال استثمرت في البلاد الإسلامية لإحداث ثورة صناعية وتكنولوجية فيها لأصبحت في مصاف الدول الصناعية الكبرى. فأموال المسلمين في بلاد الخليج تذهب سدى ولا يستفيدون منها، بل المستفيد الأكبر منها الدول الغربية الاستعمارية التي تحارب الإسلام والمسلمين، حيث يشتري المستثمرون الخليجيون سندات الخرينة الأمريكية بمئات المليارات ويشترون أسهماً بمئات المليارات من البنوك والشركات الأمريكية والأوروبية مما يمول عجلة الاقتصاد لهذه الدول الاستعمارية. فالسعودية لوحدها اشترت أكثر من 218 مليار دولار سندات خزينة أمريكية. وقد اشترت بمئات المليارات أسهما في الشركات الأمريكية وقد خسرت في هذه الشركات أثناء الأزمة المالية خسائر فادحة أرقامها خيالية. ولكن نظام آل سعود كان قد اتخذ سياسة عدم ذكر خسائره وسياساته الخاطئة بل أفتى مفتو آل سعود بفتاوى منحرفة قائلين فيها أن الإعلان عن خسائر السعودية أو انتقاد سياسات آل سعود هو عبارة عن ذكر معايب المسلم فذلك حرام ويجب الستر عليه! وأمراء الإمارات وقطر ساهموا في إنقاذ شركات وبنوك بريطانية عديدة منها بنك باركليز البريطاني بعشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية لإنقاذه في عامي 2008 و 2009. وهذا الترليون دولار الذي ذكرته شركة “إنفيسكو أسيت مانجمنت ليمتد” إذا أردنا أن نعدد أسهم البنوك والشركات الأمريكية التي اشتراها الخليجيون بهذا الرقم الكبير فإن القائمة لن تكفي هنا. وهذه القيمة الحقيقية لقيمة الأسهم وليست القيمة الإسمية أو قيمتها في السوق بل الرأسمالي الخليجي من أموال المسلمين الذي دفع للدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبجانبها بريطانيا لدعم أسواقها واقتصادها تحت مسمى الاستثمار. وكثير من هذه الأموال لا ترجع وتبقى هناك وإذا خسرت هذه الشركات أو أفلست كما حصل في كثير من البنوك والشركات الأمريكية تذهب هذه الأموال في مهب الريح. حيث ذكرت أرقام من مصادر غربية عند حدوث الأزمة المالية التي تفجرت عام 2008 تفيد بأن خسارة دول الخليج تصل إلى 2 ترليون دولار. والأنظمة الخليجية وخاصة نظام آل سعود تخفي تلك الفضائح المدوية عن شعوب الأمة الإسلامية صاحبة هذه الأموال. وقد ذكرت الدراسة أن 5% من أصول الصناديق السيادية الخليجية لم تحسب قيمتها بالضبط ولكنها بعشرات المليارات من الدولارات تستثمر للتأثير في السياسات الخارجية والمحلية. ومن المعلوم أن دول الخليج تابعة لسياسات الدول الاستعمارية الغربية وخاصة البريطانية. فتكون هذه المليارات تنفق لصالح السياسة البريطانية. بجانب أن أمريكا كثيرا ما ترغمها على دفع نفقات الحروب التي تشنها على البلاد الإسلامية مثل الحرب التي شنتها على العراق وكل حرب تشنها أمريكا ضد البلاد الإسلامية وتدّعي فيها أنها تريد أن تحارب الإرهاب وتحمي دول الخليج فتلزم دول الخليج بتمويل جزء هام من هذه الحرب الأمريكية القذرة. وآخر مثال على ذلك الحرب التي تشنها الدول الغربية بقيادة الناتو في ليبيا تحت ذريعة نصرة أهل ليبيا فإن دول الخليج تشارك فيها وفي تمويلها. مع العلم أن نصرة أهل ليبيا ضد الطاغية القذافي الذي دعمه الغرب لأكثر من أربعين عاما وتخلى عنه عندما رأى ثورة الشعب ستقضي عليه وتقوض النفوذ الغربي هناك فقام الغرب بشن هذه الحرب لإنقاذ نفوذه، فإن نصرة أهل ليبيا كان يجب أن تقوم بها البلاد الإسلامية دون الدول الغربية وتمنع الدول الغربية أو دول الناتو من التدخل في ليبيا وأن تقوم وحدها بهذه المهمة بجانب الشعب الليبي وهي قادرة على ذلك وواجب شرعي عليها القيام بهذه النصرة ومنع دول الغرب من التدخل.