Take a fresh look at your lifestyle.

يجب أن يوضع حدٌ لخيانة حكام باكستان

 

في 27 مايو 2011، طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعبارات لا لبس فيها باكستان بتشديد هجومها على من أسمتهم بالمتشددين الذين يهددون القوات الأميركية في الجارة أفغانستان “في الأيام المقبلة”، وفي وقت سابق، قال مبعوث الولايات المتحدة للحرب، السناتور كيري “لا يمكن للكلمات أن تحدد الطريق أمامنا، بل الأفعال هي التي سترسم معالمها”، ولقد رافقت زيارة كيري ضربات الطائرات بدون طيار، وقد ذهب رئيس أمريكا الصليبية إلى أبعد من ذلك، حيث أدلى بتصريحات لا لبس فيها من شأنها تقويض كامل لسيادة باكستان حين أكد على أنّه سيقوم بغارات في المستقبل في البلاد، وهو ما يكشف حقيقة البغضاء والعداوة الأمريكية تجاه باكستان، ويؤكد خنوع القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية لأمريكا ومضيها قدما في مواصلة الحرب الأمريكية الصليبية على الإسلام.

يجب أن لا يكون ذلك مفاجئا، فالأحداث التي وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية قد كشفت عن وجود تواطؤ جديد بين أمريكا والقيادة الباكستانية وخاصة قيادة الجيش، لم يشهد له من قبل مثيلا، ولا يقتصر ذلك على الغارة الأميركية في أبوت أباد، التي لم تكن بعلم قيادة الجيش بها فحسب، بل وبتقديم الجيش للمساعدة قبل ساعات من الهجوم، كما ذكر سكان أبوت أباد.

يعتبر مشرف المهندس الكبير للخيانة في البلاد، حيث هو أول من أذن لأمريكا بشن غارات سرية داخل باكستان في عام 2001، وكياني هو ربيب مشرف، وقد سار على هذا الاتفاق من خلال هذه الرسالة، وسوف يستمر في خدمة أسياده الأمريكان في المستقبل، بل أصبحت خيانة كياني أكثر وضوحا بعد أن تم كشف النقاب من خلال عدة تقارير أنّه يؤيد سرا المزيد من الضربات بدون طيار، أما خيانة القيادة السياسية فهي عظيمة ومماثلة وليست بحاجة إلى توضيح، وللكفيف أن يرى عمق خيانتهم.

أيها المسلمون في باكستان!

إنّ سبب عدم إعلان القيادة السياسية والعسكرية صراحة عن ولائهم لأمريكا هو أنهم يخافون منكم ومن قوتكم، فقد وصل نفاقهم وعداؤهم إلى مستويات جديدة، إنهم لا يرون ضيرا في الوقوف إلى جانب الحرب الصليبية الأمريكية وتقديم كل أشكال المساعدة لآلة الحرب الأميركية، وكلما أنفضح أمر خيانتهم للناس لجؤوا إلى انتقاد أمريكا بعبارات مضللة، بينما في الخفاء يدعمونها في كل صغيرة وكبيرة، ويقدمون أبناءكم وبناتكم قربانا للسيد الأمريكي، وبذلك يصدق عليهم قول الله تعالى ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ))

أيها المسلمون في باكستان!

إياكم أن تنخدعوا بانسحاب عدد قليل من القوات الأمريكية من الأراضي الباكستانية، بل يجب تكثيف الجهود والضغط على الجيش الباكستاني الذي هو الحاكم الحقيقي لباكستان لاتخاذ الإجراءات التالية :

1- قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل مع حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا، وإغلاق السفارات وطرد موظفيها الدبلوماسيين وغير الدبلوماسيين، فإذا كانت الدول الضعيفة المنعزلة مثل بوليفيا وفنزويلا قد تمكنت من طرد سفراء الولايات المتحدة لتدخلهم في شؤونها الداخلية، ألا يكون من السهل على قوة نووية مثل باكستان أن تحذو حذوهما؟

2- سحب جميع أنواع المساعدة العسكرية للصليبيين الأمريكان، ومنعهم من الوصول إلى قواعد الجيش الباكستاني والأجواء والممرات المائية، بالإضافة إلى ذلك، يجب طرد الجيش الأمريكي ورجال الاستخبارات من الأراضي الباكستانية ووقف التعاون الاستخباراتي معها، وقطع جميع خطوط الإمداد لحلف شمال الأطلسي وآلة الحرب الأميركية، حيثما يكون ذلك مناسبا، والاستيلاء على أصولهم المالية والعسكرية والدفاع عن الحدود الباكستانية بالدبابات والطائرات والصواريخ.

3- فتح الباب أمام المسلمين المخلصين من المناطق القبلية وبلوشستان للانضمام إلى صفوفكم، والتحرك لإزالة الحدود الاستعمارية التي تقسم المسلمين، وتوحيد أفغانستان وباكستان في كيان واحد، فمن شأن ذلك خنق الجيوش الصليبية وإفشال حربهم ضد الإسلام.

4- نشر الأسلحة النووية في جميع أنحاء باكستان وإنذار الصليبيين وحلفائهم برد صارم إن استمروا في انتهاك سلامة الأراضي الباكستانية وسيادتها، وهذه المناورة لن تضعف باكستان، بل على العكس فإن ذلك سيعزز قدرة البلاد على مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية بشكل فعّال، فإذا تمكن بلد نووي صغير مثل كوريا الشمالية رفض هيمنة الولايات المتحدة ، فإنه بإمكان باكستان، القوة النووية الأقوى بكثير من كوريا الشمالية، ومع امتلاكها لسابع أكبر جيش في العالم، بإمكانها أن تحقق أكثر من ذلك بكثير.

5- تقديم كل أشكال العون للمسلمين الكشميريين، فمن شأن ذلك إبقاء القوات الهندوسية المحتلة منشغلة ومنعها من التدخل في أفغانستان، وتذكروا تفوق الجيش الباكستاني في مرتفعات كارغيل بمساعدة إخوتكم الكشميريين، فتلك الذكريات لا تزال حية في ذاكرة الهندوس الجبناء.

وأخيرا وليس آخرا، يجب مضاعفة الجهود جنبا إلى جنب مع أهل القوة والمنعة لإعادة إقامة دولة الخلافة، فهي القادرة على إلحاق الهزيمة بالقوات الصليبية في بلادنا.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ))

أبو هشام البنجابي