أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية! أطيحوا
في 18 مايو/أيار 2011، وتعليقا على انتهاك أمريكا للمجال الجوي والأراضي الباكستانية خلال هجوم ابوت أباد، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس “لو كنت مكان الباكستانيين، لقلت بأنني قد دفعت الثمن بالفعل، وقد لحقت بي المذلة، لقد أظهرت هذه الحادثة أنّ الأمريكيين يمكن أن يأتوا ويقوموا بذلك مع الإفلات من العقاب”.
لقد كان على القيادة المدنية والعسكرية أن تقوم بالتعبئة العامة في البلاد لحماية المسلمين من المزيد من اعتداءات الأمريكيين، وكان عليهم طرد جميع العسكريين الأمريكيين الذين يتجولون داخل القيادة العامة والقواعد والمنشآت العسكرية بكل حرية للتجسس والاطلاع على نقاط ضعفها، وكان عليهم طرد جميع أجهزة المخابرات الأمريكية والمنظمات العسكرية الخاصة من الذين يشرفون على الهجمات العسكرية باستخدام العذر الفضفاض، طالبان، كما كان واضحا في قضية ريموند ديفيس وغيرها من الحوادث. فهذه الهجمات على المواقع العسكرية والمدنية هي لخلق جو من الفتنة لتبرير الحملة الصليبية الأمريكية على المناطق القبلية، ولكن بدلا من اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المسلمين، هرع الخونة من بين القيادة المدنية والعسكرية إلى حماية أمريكا، في محاولة لتهدئة الجماهير الغاضبة والمخلصين من ضباط القوات المسلحة الباكستانية. ولم يكن أمرا مفاجئا أن يُستهدف المسلمون ومرة أخرى بالقتل في كراتشي، بعد الهجوم على القاعدة مهران البحرية في ليلة 23 من مايو/أيار 2011، ومن المتوقع أن يحصل مزيدٌ من القتل بين المسلمين، ما دام الأمريكيون مصممين على دفع باكستان والقوات المسلحة إلى القتال في منطقة كورام وشمال وزيراستان.
وعلاوة على ذلك، فإنّ خيانة الخونة جعلت الأمريكيين أكثر جرأة، فها هو الرئيس الأمريكي، أوباما يتحدث في 22 مايو عن مزيد من الهجمات في باكستان، قائلا :”لقد قتلنا من الإرهابيين على الأراضي الباكستانية أكثر من أي مكان آخر… ولكن هناك المزيد من الأعمال يجب القيام بها”، يتحدث الأمريكيون الآن، كما كان الحال عليه إبان شركة الهند الشرقية وبالمنطق نفسه قبل احتلال بريطانيا لشبه القارة الهندية، بالادعاء لحاجتها إلى قوة عسكرية لحماية مصالحها التجارية. وفي 22 مايو/أيار 2011، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أنّ هناك حاجة إلى القوة العسكرية الأمريكية “لحماية طرق التجارة وإمدادات الطاقة، وردع الخصوم المحتملين من أصحاب الحسابات الخاطئة التي غالبا ما تؤدي إلى حرب”.
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية!
هؤلاء الخونة لا يهتمون لأمر باكستان، البلد الإسلامي، ولا لأمر الإسلام والمسلمين، فالأولوية الأولى والوحيدة لهم هي تأمين مصالحهم الشخصية والحفاظ على أنفسهم وعلى مصالح أسيادهم الأمريكان، ومن أجل كسر إرادتكم والاشتراك معهم في خيانتهم، ادعى الخونة بأنّ المسلمين في باكستان سيجوعون بدون مساعدات أمريكا، ولكن في واقع الأمر هم الخونة الذين سيخسرون ثرواتهم الشخصية من دون أمريكا، وستفقد أمريكا قدرتها على استغلال موارد الأمة الهائلة، في حين تزدهر الأمة.
إنّ القروض الربوية الغربية للدول مثل باكستان ليست معونات أو مساعدات ولكنها عبء ووسائل للاستعمار، وبسبب (الفوائد) فإنّ عشرات من البلدان، مثل باكستان تسدد المبالغ الأصلية مرات عدة ولكنها تظل مدينة، وعلاوة على ذلك، فإنّ القروض تكون مشروطة بشروط تمنع البلاد من تطوير قدراتها الفعلية، من خلال فرض الشروط المتعلقة بالممتلكات العامة مثل الطاقة والمعادن، وكذلك فيما يتعلق بالضرائب والعملات، ومن خلال إطلاق العنان لارتفاع أسعار الحاجات الأساسية والتضخم المتزايد، هذا هو سبب انحطاط البلدان في العالم الإسلامي وهي صاحبة الموارد الغنية، وحتى إنّ إصرار الغرب على تسميتها بالدول “النامية” ليستهزئ بها، على الرغم من أنّ القروض الرأسمالية لن تسمح لها بالتطور.
أما بالنسبة للخونة، فلم يكن سراً أنّه منذ ستينيات القرن الماضي وهم يسرقون أموال القروض والعقود بموافقة أسيادهم الأمريكان، وهذا واضح من ثرواتهم الشخصية قبل وبعد وصولهم إلى الحكم! لذلك ألم يحن الوقت لرفض هذه المساعدات التي تسمى بالاقتصادية وتطبيق الإسلام وإطلاق العنان للإمكانات الفعلية للأمة؟! الأمة التي هي صاحبة الموارد العظيمة التي تفوق ثروات الدول الغربية، الأمة التي كانت في ظل الإسلام متفوقة اقتصاديا في العالم ولأكثر من ألف سنة؟
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية!
إنّ كذب الخونة الذين يدّعون بأنّ باكستان لا يمكنها البقاء على قيد الحياة من دون التحالف العسكري مع الولايات المتحدة واضحٌ لأنّ الواقع يقول بأنّ الخونة هم من يعتمدون على أمريكا في المحافظة على عروشهم وبقائهم على قيد الحياة، والواقع أنّ باكستان سوف تزدهر بدون أمريكا.
كما أنّ التحالف مع أمريكا، في حملتها الصليبية ضد المسلمين، قد جلب الدمار الكبير لباكستان، حيث فقدت باكستان عشرات المليارات من الدولارات من اقتصادها، ومئات الآلاف شُردوا من ديارهم، وعشرات الآلاف من المدنيين قد قتلوا، فضلا عن الآلاف من أفراد القوات المسلحة ورجال الأمن، أليس هذا كله يحدث كما لو أنّ باكستان قد تم الهجوم عليها من قبل العدو بالفعل؟. أما بالنسبة لتوفير التكنولوجيا العسكرية من أمريكا، فأمريكا توفره بالقدر الذي يكفي لضمان بقاء الاعتماد عليها، وإنّها لن تسمح لقوات المسلمين المسلحة بسلك سبيل مستقل على أسس المصالح الفعلية للأمة، هذا هو سبب تزويد أمريكا باكستان بطائرات مقاتلة قديمة يتجاوز عمرها 25 عاما، حتى إنّ مبعوث أوباما، جون كيري سرق خلسة زعنفة الذيل من الطائرة الشبح الأمريكية التي تحطمت في ابوت أباد، متذرعاً بخشية اطلاع الصين على التكنولوجيا الأمريكية، بالرغم من أنّ الصين لديها بالفعل مثل تلك التكنولوجيا، ولكن الحقيقة هي أنّ أمريكا متخوفة من أن يحصل المسلمون عليها!
وبالنسبة لمواجهة غضب أمريكا، فإنّ الدول الاستعمارية الكافرة كبيرة في المظهر ولكنها هشة من الداخل، لديهم أسلحة متطورة ولكنهم يفتقرون إلى الرجال العظماء، والأسلحة دون الرجال ليست فعالة أمام الأمة صاحبة العقيدة القوية والصحيحة، وهذا هو سبب خسارة أمريكا في مواجهتها للمجاهدين لمدة عشر سنوات تقريبا دون أن تتمكن من تثبيت احتلالها في أفغانستان، وهي الآن مجبرة على الانسحاب منها وتسعى للتفاوض مع المجاهدين، وإذا سحبت باكستان دعمها العسكري وأغلقت قواعد أمريكا العسكرية فيها، وقطعت خط الإمدادات لقوات الولايات المتحدة في أفغانستان، فستتضح قوة أمريكا الفعلية. وعلاوة على ذلك، فهل للشعب الأمريكي الذي يسعى لهذه الحياة الدنيا فقط، مع انهيار اقتصادهم، إن لم يكن قد انهار تماما، أن يتحمل المزيد من الخسائر لقواتهم في أفغانستان، وهل يقدرون على تحمل انقطاع إمدادات الوقود أو تحمل هجمات على السفن التجارية في بحر العرب؟ أم أنهم سيتمكنون من محاربة سادس أكبر قوة مسلحة في العالم، من المسلمين والممتلكين للسلاح النووي؟! هذا هو السبب في أنّه في 11 مارس/آذار 2009، وفي العرض الذي قدمه بروس ريدل سين للمسئولين في إدارة أوباما بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن، مستعرضاً فيه السياسات في أفغانستان وباكستان لإدارة أوباما، قال “إنّ المجتمعين بحثوا الخيار المتوقع لغزو باكستان، وبالطبع رُفض على الفور غزوُ بلد يمتلك العشرات من الرؤوس النووية, وعُدَّ غزوُ باكستان شيئا أكثر من الجنون، وقد وافق الجميع على ذلك.”
ألم يحن الوقت، يا إخوتنا الضباط، إلى تمزيق هذا التحالف من خلال الإطاحة بهؤلاء الخونة؟ وألم يحن الوقت لإقامة الخلافة مكانهم؟ تلك الخلافة التي كانت صانعة للقرار في السياسة الدولية والنظام العالمي، وقواتها المسلحة التي كانت لا تقهر، وجبُن الأباطرة والملوك عن مواجهتها، كانت تصنع ألأسلحة الخاصة بها، من المدافع إلى التوربيدات التي كانت معجزات عصرهم، والخلافة القادمة ستحفظ أمن الإسلام والمسلمين لأنها لن تعتمد على الآخرين في التسلح، ولكنها ستعتمد على بناء قاعدة صناعية قوية لقيادة العالم في مجال التكنولوجيا العسكرية مرة أخرى.
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية!
تتطلع الأمة اليوم إلى الإسلام ودولته، دولة الخلافة، من المغرب إلى اندونيسيا، من السودان إلى أوزبكستان، فالحاجة ماسة للخلافة التي تجمع الأمة، وبينما أنتم تنظرون إلى البؤس والذل والفقر الذي تعيش فيه هذه الأمة، تتطلع إليكم الأمة أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة كي تجعلوا من باكستان نقطة انطلاق لهذه الخلافة، ألم يحن الوقت كي تنهضوا وتلقنوا أمريكا التي جلبت الشقاء للبشرية من أمريكا الجنوبية إلى جنوب شرق آسيا، تلقنوها درسا ينسيها وساوس الشيطان وتصبح وصمة عار في تاريخ مظلم مثل الإمبراطورية الرومانية والفارسية من قبلهم؟ ألم يحن الوقت لهذه الأمة كي ترتقي إلى مكانتها التي تستحقها كقائدة للبشرية كما كانت لأكثر من ألف عام، وتفتح الأرض أمام الإسلام، وتنقذ الشعوب من ظلم قانون البشر؟ ألا تتوقون لهذا الشرف العظيم الذي سينجيكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم الوقوف أمام ربكم؟.
أعطوا النصرة الآن لحزب التحرير لإعادة الإسلام في دولة وسيادة، الخلافة، لمعاقبة الطغاة وليشفي الله صدور قوم مؤمنين.
(( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)) التوبة 9