من أروقة الصحافة واشنطن – انتقالي ليبيا محاور شرعي
أعلنت الولايات المتحدة قبل عدة ايام أنها تعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا “محاورا شرعيا وذا مصداقية”، ولكن دون أن يصل الأمر إلى درجة الاعتراف الدبلوماسي بهذه الهيئة السياسية التي شكلها الثوار الليبيون.
وكان المسؤول الثاني في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل قد التقى ضمن وفد ليبي مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون في البيت الأبيض، حيث صرح دونيلون في بيان عقب اللقاء بأن “الولايات المتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وممثلا ذا مصداقية للشعب الليبي”.
ان الثورات المباركة في البلاد العربية , قد فاجئت الكثيرين في حدوثها وسرعة امتدادها وقوة تاثيرها محليا واقليميا ودوليا , مما وضع الاجهزة السياسية والاستخبارية الغربية في حالة استنفار ومتابعة يومية للاحداث وتقلباتها , ووضع الخطط والاساليب الحيوية والناجعة بالمفهوم الغربي من اجل اجهاض هذه الثورات وحرفها عن مسارها , ومحاولة تحديد سقف المطالبات بما يتوافق مع المصلحة الغربية الاستعمارية في بلاد المسلمين .
وان هذا لا يعني بالضرورة نجاح الغرب في مبتغاه , بل يصف الحالة السياسية وتقلباتها وكيفية ممارسة الصراعات على النفوذ وكسب المواقف واحتواءها , وقد تبرز نجاحات هنا وفشل هناك , وقد تفضح بعض الاساليب هنا وتنجح ولو نسبيا هناك …. اي ان كل ذلك يدلل على عدم الاستقرار السياسي بعد , وعلى استمرار الفراغ السياسي في المنطقة .
وفي المقابل فان المخلصين من ابناء الامة الاسلامية , وفي طليعتهم الحزب السياسي المبدئي -حزب التحرير – , الذي كان له الدور الريادي في كشف الانظمة الحاكمة في بلاد المسلمين وعلاقتها بالغرب الرأسمالي الجشع , وفي معرض كشفه للاحداث السياسية والنكبات والخطط والاساليب السياسية الغربية المتعلقة بالامة الاسلامية , فانه يمثل القيادة الحقيقية الفكرية والسياسية للامة من اجل تحررها وانعتاقها من التبعية للغرب , ويعبر عن تطلعات الامة وآمالها نحو التحرير , ويمارس بدوره المحاسبة السياسية لهؤلاء الحكام لاسترداد سلطان الامة المغتصب , والقضاء على انظمتهم واستبدالها بالدولة الاسلامية الراشدة .
اي ان الحال لا يخرج عن كونه فرسي رهان , الغرب من جهتة يحاول اجهاض الثورات وتضليلها وحرفها عن المسار الحقيقي , وضمان استمرار التبعية له ولنظامه الراسمالي المجرم .
والامة الاسلامية وفي طليعتها حزب التحرير الذي هو من رحم الامة ويعمل معها من اجل توعيتها وبث روح العمل السياسي فيها , ورفع سقف مطالبها وازالة الغشاواة عنها لتسير في المسار الحقيقي المطالب بالتغيير الجذري الانقلابي , لتحقيق التحرر من ربقة الاستعمار وتطبيق النظام الاسلامي العظيم .
وفي هذا السياق لا يمكن ان يفهم من تحرك المجلس الانتقالي الليبي ورحلاته المكوكية الى باريس ولندن وواشنطن وقيامه بالبحث عن الشرعية والاعتراف الغربي به كممثل شرعي ومتحدث رسمي باسم ثوار ليبيا , الا تحركا مشبوها يصب في اناء التبعية السياسية للغرب واجهاض للثورة المباركة في ليبيا , واستبدال لنظام القذافي الدكتاتوري الخائن , بنظام ديموقراطي يوازيه في التبعية والخيانة .
لذلك وجب على ثوار ليبيا , احفاد عمر المختار , ان يقطعوا الطريق على الغرب وادواته السياسية المحلية , وان يرفضوا اي دعم غربي مهما كان نوعه , سياسيا ام عسكريا ام اقتصاديا , فجميعها منزلقات وفخاخ لا يراد لاهل ليبيا خيرا من وراءها , وبنفس الوقت ان يتوكلوا على الله ويعملوا على اجتثاث نظام القذافي , ويكثفوا من اتصالهم بابناءهم في القوات المسلحة لكسبهم الى جانبهم , للانقضاض على الطاغية وزبانيته , ومخاطبتهم لاخوانهم من ضباط مصر وتونس عبر الاعلام وما يتيسر من ادوات اخرى , ليستنصروهم في الدين …. حتى يأتي نصر الله , الا ان نصر الله قريب .
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الأستاذ أبو باسل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته