Take a fresh look at your lifestyle.

الدور السعودي في اليمن

 

أصدر منتدى اليمن التابع لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي البريطاني للدراسات تشاتم هاوس تقريراً حديثاً بتاريخ 12 أيار/مايو الماضي قال فيه (إن السعودية تحتفظ بشبكات واسعة من المحسوبية في اليمن، ويعتقد كثير من اليمنيين بأنها تحاول التأثير على نتائج التغيير السياسي في بلادهم…).

 

يعلم الكثير في اليمن وخارجها بأن تأثير آل سعود في الساحة اليمنية قد بدأ منذ عهد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي لعب دوراً هاماً لمصلحة بريطانيا في اليمن خصوصاً من بعد ظهور النفط في بلاده نجد والحجاز وامتلاء خزينته من بعد أن كان قبلها يحصل سنوياً من بريطانيا على 60 ألف جنية إسترليني عن طريق شركة الهند الشرقية، فقد أنيط بنظام آل سعود  دور الإمساك بمشيخة قبيلة حاشد ثم تعدى أمر الإنفاق والإمساك لمصلحة بريطانيا إلى غيرهم من مشائخ اليمن وفي النهاية بلغ الأمر أن يشمل جزءا كبيرا من الوسط السياسي في اليمن. علي عبد الله صالح سأل في مقابلة صحفية مع صحيفة الوسط الصادرة في اليمن عن الأشخاص الذين يحصلون على الأموال من آل سعود فكان جوابه إن هذه أمور شخصية. ولم يخف على المتابعين إن انتفاضة حاشد عام1959م ضد الإمام أحمد في شمال اليمن وذهب ضحيتها شيخ حاشد حسين الأحمر وأخيه حميد كانت أموالها بريطانية عن طريق السعودية!

 

 ذكر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مذكراته أنه حين تم ترشيح علي عبد الله صالح بعد مقتل أحمد حسين الغشمي في عام 1978م للرئاسة في اليمن لم يكن ليرضى أو يرفض إلا أن السعودية قد أشارت على الشيخ بالموافقة عليه.

 

لعب النظام الحاكم في نجد والحجاز دوراً في اليمن لا يستهان به ففي الوقت الذي كانت بريطانيا ترتب لإنشاء دولة مشيخات تحت مسمى الجنوب العربي قبل رحيلها عن عدن في جنوب اليمن كانت السعودية ترحب بمثل هذا الصنيع ووقفت الاثنتان في وجه النظام الجمهوري الذي قام في صنعاء عام 1962م ولم تعترفا به إلا في وقت متأخر جداً، واعترفت مصر به مباشرة وأمريكا بعد 3 أشهر ودعمته مصر بالعتاد والرجال. بريطانيا خشيت أن تتضرر مصالحها في الجزيرة العربية وطوعت نظام آل سعود لنفس الغرض ورفضتا الاعتراف بالنظام في صنعاء إلا في وقت متأخر جداً.

 

لقد كان النظام الحاكم في نجد والحجاز مسانداً لنظام الحكم في اليمن في مواجهة الاعتصامات المطالبة برحيله وقام بإرسال باخرة تحمل معدات عسكرية إلى ميناء عدن. لكن الدور السعودي سرعان ما تغير وتبدل بعد قرار الإنجليز بالتخلي عن علي عبد الله صالح، فبدأ نظام آل سعود ينسجم مع السياسة البريطانية في استخدام نفوذه داخل اليمن من أجل العمل على رحيل صالح عن الحكم. لكن ما يهم آل سعود الآن ليس رحيل صالح عن الحكم بل يهمهم كما  هو موكل إليهم ببقاء اليمن في قبضتهم وتحقيق أمرين الأول هو العمل على مجئ نظام يختارون أشخاصه ويعرفونهم كما عرفوا صالح من قبل، والثاني هو عدم انتقال رياح التغيير إلى الخليج. كذلك يهم النظام الحاكم في نجد والحجاز بان لا ينزلق اليمن في حرب ستؤثر حتماً عليه. الرياض التي وصل إليها علي عبد الله صالح للعلاج تعمل الآن منعه من الرجوع إلى اليمن وإبقائه لديها على الدوام.

 

هذه الأيام يقوم نظام آل سعود بنفس الدور لمصلحة بريطانيا في اليمن والمتغير الوحيد هو أن ولي العهد سلطان وأخيه نايف وآخرين داخل نظام آل سعود يريدون القيام بنفس الدور لصالح الأمريكان.

 

ألمثل هذا يتعب آل سعود أنفسهم في خدمة البريطانيين والأمريكيين؟ لما لا يتعبون أنفسهم في طاعة الله وحده وتكون لهم العزة والسؤدد في ظل راية العقاب يستظل بها جميع المسلمين على الأرض؟ وإن كانوا لا يستطيعون ذلك فلما لا يفسحون المجال للمخلصين العاملين لإقامة دولة الخلافة حيث قامت دولة الإسلام الأولى لرفع راية الإسلام من جديد وتوحيد بلاد المسلمين وحكمها بالإسلام ؟ ألا ساء ما يصنعون .

 

المهندس شفيق خميس

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

11 رجب 1432هـ – 13 حزيران/يونيو 2011م