Take a fresh look at your lifestyle.

يا سلطة الفساد كفاكم استهتارا بحياة البشر

 

 

الخبر :

 

“اعلنت وزارة الاقتصاد الفلسطيني أمس  الأربعاء 15/6/2011 انها أحالت 23 مخبزا في محافظات الضفة الغربية للقضاء للتأكد من استخدامها لمادة الشيفارو “برومات البوتاسيوم” المسرطنة  في الخبز.

 

وعبرت عن أسفها لما وصفته بالتشويش على الوزارة ووزيرها والسلطة عموما ، وكانت الساحة الفلسطينية قد شهدت خلال الفترة السابقة من هذا الشهر تبادل اتهامات بين وزارة الاقتصاد الوطني  وبين جمعية حماية المستهلك حيث شنت الوزارة هجوما على رئيس هذه الجمعية بسبب كشفه عن حجم المخابز التي استخدمت مادة ” بروميد البوتاسيوم ” المحظورة  . واتهمه  بالإدلاء بتصريحات مضللة وغير صحيحة  في عدم إعطاء العدد الصحيح لتلك المخابز حيث هي فقط 29 وليس 60 كما ادعى رئيس الجمعية مما تسبب في  إثارة القلق في صفوف المواطنين .”

التعليق :

 

هذه هي سلطة الفساد ، كل يوم قصة جديدة ، كل يوم فضيحة من فضائحها بحيث أصبحت رائحتها تزكم الأنوف . في كل المحافظات تضبط  يوميا مواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية ، وبعدها يخرج علينا مسؤول من هنا وهناك ويقول : إننا ساهرون على صحة المواطن ومصلحة البلد.

 

 

مئات ملفات الفساد تم تجميدها أو إغلاقها لاعتبارات عديدة غير مقبولة . حتى وصل الفساد مباشرة إلى صحة الناس . ووزير الاقتصاد هنا بدل أن يحاول حل المشكلة ويحاسب  المسؤولين ولو ظاهريا وشكليا يهاجم الشرعية القانونية  لتواجد جمعية حماية المستهلك ولا يتكلم عن  قوانينهم البالية وجمعياتهم العفنة وضمائرهم الميتة وغياب المحاسبة والعقاب وانتشار المحسوبيات والرشاوى لتغطية ملفات الفساد التي طالت كل شيء حتى لقمة الخبز الأساسية للناس .

 

ولم يجد الوزير ما يعترض عليه سوى التضليل في العدد المبالغ فيه للمخابز التي تستعمل المادة المسرطنة  وكأن العدد هنا مهم !! وكأنه يجب أن يطال كل المخابز حتى يقتنع حضرة الوزير بأن هناك كارثة !!

 

 23 مخبزاً تم إغلاقها ، 23 مخبزاً  ترتاده مئات العائلات ويأكل منه الألوف وعشرات الألوف . وهم يدفنون رؤوسهم في الرمل ويظهرون كأنهم الحامي الراعي الساهرين على مصلحة الناس وصحتهم وأنهم يبذلون جهودهم  لتوفير حماية كاملة للمستهلكين من عبث التجار الجشعين وضعاف النفوس مروجي المواد الفاسدة والمهربة ومنتجات المستوطنات.

 

 

فيا سلطة الفساد، لقد بعتم الأرض والعرض ، تخليتم عن البلاد وها أنتم تقتلون العباد بفسادكم وطمعكم وجشعكم، وصل الأمر إلى لقمة العيش ، الخبز الذي لا يستغني عنه أحد ويمكن أن يكون القوت  الوحيد للعديد من العائلات الفقيرة التي تعيش في  ظل سلطتكم الفاسدة .  تقولون أنه تمت إحالة أصحاب تلك المخابز للقضاء ، فكيف ستحاسبون هؤلاء الفاسدين وأنتم  أساس الفساد وأس البلاء؟! كيف تكونون المجرم والقاضي بنفس الوقت ؟!

 

 

ويا أهل فلسطين ، أو ما تبقَّى من أرض فلسطين حسب معاهداتهم الخائنة ، هل ألفتم الخنوع لأزلام دايتون حتى لا تنكروا عليهم كل هذا الفساد ؟! . فماذا تنتظرون للتمرد عليها وعلى أفعالها ؟! نسمعكم في كل مكان تستنكرون أفعال السلطة بالكلام فقط دون فعل ودون تمرد عليها وعلى ما يصدر منها . بل ومنكم من يجري في ركابها خوفاً وطمعاً في أن تنالوا ولو الفتات من موائدهم العامرة بقوتكم وقوت أبنائكم وصحتهم وكرامتهم .

 

فاعملوا على تغيير هذا الواقع الفاسد وقفوا في وجه هذا السلطة الظالمة. فهي لم تأت  لكم إلا بكل شر وضيق وذل وتنازل وفساد .

 

 

( إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).

 

 

كتبته للإذاعة

   مسلمة