كشف المستور
إن ما يجري في العالم الإسلامي من أحداثٍ اليوم يكشف للأمة الكثير من الحقائق التي لا بد من إدراكها لاستكمال السير في الاتجاه نحو التغيير الصحيح نذكر منها:
أولاً: إن حكام المسلمين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذِمةً وهم على استعداد أن يقتلوا ويذبحوا ويبيدوا من المسلمين أياً كان للحفاظ على كراسيهم وعمالتهم لأسيادهم في الغرب. وهذا ما دلّت عليه الأيام السابقة، فطاغية تونس بدأ أول ما بدأ بالضرب والتدمير والقتل بوحشية فأراق دماء المئات للحفاظ على كرسيه، وفرعون مصر-لا بارك الله فيه- قتل من أهل مصر ما يزيد على الثلاثمائة نفس للحفاظ على عرشه البائد. أما مجرم ليبيا، فعنده المسلمون كالجرذان، وهو على استعداد أن يقتل الشعب كله ويحرق البلاد والعباد ليبقى في كرسي الاستبداد، أما حكام سوريا فكان أول ردٍ لهم على الثورات السلمية فتح النار على المتظاهرين دون أدنى رحمة، حتى استحقوا جميعهم بجدارة وصف أعداء الله ورسوله والمؤمنين.
ثانياً: أثبتت الأحداث الأخيرة أن حكام المسلمين العملاء يقفون في خندق واحد ضدّ الأمة وأنّ صفقات السلاح التي يشترونها من أمريكا وأوروبا لم تكن لتحرير فلسطين أو الجولان ولا لدفع الظلم عن المسلمين، بل لتوجيهها لصدور المسلمين إذا فكروا أن يثوروا على الظلم والاستبداد، فها هم حكام سوريا والجزائر يمدون مجرم ليبيا بالسلاح والعتاد ليبيد شعبه كي لا تصل إليهم شرارة الثورة، وها هم حكام السعودية والإمارات يمدّون حاكم البحرين بالدعم العسكري ليقضي على الثورة في مهدها.
ثالثاً: إن الغرب مهما بلغ بينهم من خلاف إلا أنهم يتّحدون دائماً ضدّ الأمة الإسلامية، فها هي أوروبا تُعطي الضوء الأخضر لعميلها القذافي بأن يوغل في دماء المسلمين، وتوعز لعميلها الآخر في الجزائر أن يمده بالسلاح، وقدم عملاء أمريكا في سوريا كذلك الدعم للقذافي حتى يُجْبَرَ الشعب في ليبيا أن يطلب العون من مجلس الدمار (الأمن)، وهكذا تدخل قوات (الناتو) -التي سال لعابها على بترول ليبيا- بحجة حفظ أرواح المدنيين مع أن سيوفهم لا زالت تقطر من دماء المسلمين في العراق وأفغانستان والباكستان.
رابعاً: كشفت الثورات الطيبة لأبناء الأمة كثيراً من الأفراد والحركات الذين خدعوا الأمة وضلّلوها ردحاً من الزمن، ولكنهم اليوم قد انكشفوا للقاصي والداني، فقد أظهرت الأيام السابقة من يقف في صف الأمة ومن يقف في صف الحكام، ومن كان يدافع وينافح لنصرة الأمة وعزتها ومن يتآمر عليها في الخفاء ويُظهر للناس خلاف ما يُبطن، حتى صَدَق في هذا المشهد قول الشاعر:
جزى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خيرٍ
عَرَفتُ بها عدُوي من صديقي
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الأستاذ أبو زيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته