الجولة الإخبارية 26-6-2011
العناوين:
-
عشرات الآلاف يحتجون ضد الأسد وقوات القمع تقتل 15 وأوغلو يؤكد استمرار الاتصالات مع دمشق.
-
شباب الثورة في اليمن ينددون بزيارة فيلتمان وحزب التحرير يطالب بالخروج من دائرة الصراع وإعلان الهوية الإسلامية
-
الـ”تايم”: الإخوان المسلمون أكثر فهماً وممارسة للديمقراطية في مصر من الليبراليين
التفاصيل:
قال ناشطون وسكان إن قوات القمع البعثية قتلت بالرصاص 15 محتجاً الجمعة عندما استخدمت الذخيرة الحية في عدة مدن لتفريق محتجّين يطالبون بالإطاحة ببشار الأسد.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن لديها أسماء 14 مدنياً قتلوا في مدينة حمص وبلدة الكسوة جنوب دمشق وحي برزة في العاصمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محتجاً قُتل أيضا في بلدة القصير غرب حمص على الحدود مع لبنان. وخرج عشرات الآلاف من المحتجين السوريين إلى الشوارع مطالبين بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ما أطلق عليه ‘جمعة إسقاط الشرعية ‘.
وقال شاهد عيان عبر الهاتف إن عدة آلاف من المحتجين في ضاحية أربين بدمشق ردّدوا الجمعة هتافات تقول إن الأسد أصبح بلا شرعية.
وفي سياق متصل ويكشف عن مدى تخوف القوى الغربية من تطورات الأوضاع وبداية انهيار نفوذهم في المنطقة، عزز الاتحاد الأوروبي الجمعة الضغوط على النظام السوري عبر التشكيك بشرعيته بسبب القمع الجاري ‘المثير للاشمئزاز’ وفرض عقوبات على قادة في الحرس الثوري الإيراني متَّهمين بمساعدة دمشق.
وقال القادة الأوروبيون في مسوّدة بيان مشترك الجمعة بمناسبة قمة في بروكسل أن ‘النظام يقوّض شرعيته (…) باختياره القمع بدلاً من تنفيذ الوعود بإصلاحات واسعة قطعها بنفسه’.
وفي الوقت نفسه دخلت سلسلة ثالثة من العقوبات ضد سوريا حيز التنفيذ الجمعة. وانعكس هذا التخوف على الإدارة الأمريكية الراعية لنظام الأسد حيث اعتبرت أن ما يتردد عن تحرك سوريا لمحاصرة واستهداف بلدة خربة الجوز التي تبعد 500 متر فقط عن الحدود مع تركيا يمثل تطورا جديدا مثيرا للقلق.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ‘ما لم تضع القوات السورية على الفور نهايةً لهجماتها واستفزازاتها التي لم تعد الآن تؤثّر على مواطنيها وحدهم بل وتهدد باحتمال وقوع اشتباكات حدودية فسنشهد تصعيدا للصراع في المنطقة.’
وأجرى داود أوغلو اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري وليد المعلم الخميس واستدعت أنقرة السفير السوري مما يعبّر عن القلق المتزايد في تركيا. وزار ثاني أكبر قائد عسكري في الجيش التركي قرية جويتشتشي التركية الحدودية لتفقّد النشر الجديد للقوات.
وقال داود أوغلو الجمعة في تخفيف على ما يبدو لانتقادات أنقرة إن خطاب الأسد تضمّن ‘عناصر إيجابية مثل إشارات إلى الإصلاح’ مضيفا أن ‘من المهم أن تتحقق هذه من خلال ‘خطوات ملموسة’.
وتزايدت الاحتجاجات في المناطق الشمالية على الحدود مع تركيا بعد هجمات الجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب إلى الغرب من حلب والتي أدت إلى فرار أكثر من عشرة آلاف شخص عبر الحدود السورية مع تركيا التي تمتد 840 كيلومترا.
——–
ندّد شباب الثورة اليمنية بما اعتبروه ‘تدخلا أمريكيّاً سعوديا في بلادهم’، وأعلنوا تشكيل مجلس انتقالي، فيما ألقت التكهنات المتضاربة حول صحة الرئيس علي صالح بظلالها على الوضع السياسي ومستقبل البلاد.
وشهدت فعاليات الجمعة التي أطلق عليها شباب الثورة (جمعة الإرادة الثورية) حماساً كبيرا وحشوداً جماهيرية ملحوظة، قدّر عددهم بالملايين في كافة الأماكن التي أُقيمت فيها الاعتصامات في العاصمة صنعاء ونحو 16 مدينة يمنية أخرى، مع تراجع كبير للمظاهر الجماهيرية الكبيرة التي كان النظام يحشدها كل يوم جمعة لمجابهة جماهير شباب الثورة السلمية.
وطالب المعتصمون والمتظاهرون المناهضون للنظام بسرعة تشكيل مجلس انتقالي والتعجيل برحيل ما أسموهم بـ(صناع الأزمات) من بقايا نظام الرئيس اليمني المصاب علي عبد الله صالح، وأعلنوا رفضهم القاطع للوصاية الأمريكية والخليجية على اليمن، التي أشاروا إلى وقوفها وراء استمرار نظام صالح هذه الفترة الطويلة رغم أنه غائب تماما عن الحياة السياسية منذ ثلاثة أسابيع حين تعرض لمحاولة الاغتيال وكبار قادة حكومته في مسجد دار الرئاسة بصنعاء.
وجاءت فعاليات الجمعة عقب زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان لصنعاء بيومين وقبل زيارة وفد الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق في اليمن بيومين أيضا.
وذكرت المصادر أن الآلاف من شباب الثورة السلمية خرجوا من ساحة التغيير بصنعاء عصر الخميس في مظاهرة احتجاجية جابت العديد من شوارع العاصمة صنعاء للتنديد بـ’التدخل الأمريكي والسعودي’ في الشأن اليمني ومواقفهما السلبية من الثورة السلمية في اليمن.
‘وجاءت هذه المظاهرة التي نظمتها ائتلافات شبابية في ساحة التغيير، بعد زيارة جيفري فيلتمان إلى صنعاء، ولقائه بأطراف السلطة والمعارضة، في حين أعلن شباب الثورة رفضهم لقاء فيلتمان ولنتائج ذلك.’
وفي بيان صحفي لحزب التحرير في اليمن رأى الحزب أن زيارة فيلتمان هذه لليمن تأتي بعد تسريب أخبار لم تنفِها أو تثبتها أيُّ مصادر حكومية يمنية أو أمريكية “بأن لجنة التحقيق الأمريكية في حادثة الانفجار الذي استهدف علي عبد الله صالح وأركان نظامه قد توصلت إلى أن الانفجار لم يكن ناجماً عن عبوة ناسفة وضعت في المسجد وأن السلاح المستخدم في العملية هو صاروخ أمريكي الصنع من نوع فوغاز الذي صنع خصيصاً للاغتيالات السياسية”. هذا وكان أحمد الصوفي المستشار الإعلامي لعلي عبد الله صالح قد اتهم أمريكا بالوقوف وراء عملية انفجار مسجد دار الرئاسة، ونفت الإدارة الأمريكية تلك الاتهامات.
ورأى الحزب كذلك أن أمريكا، العاملة اليوم على إبعاد علي عبد الله صالح وطاقم حكمه، تخطط لإخراج اليمن من دائرة النفوذ البريطاني إلى دائرتها وتقسيم اليمن إلى أجزاء عدّة لتُلحق به تقسيمَ بلاد نجد والحجاز كما باشرت عن قريب تقسيم السودان وتعمل جاهدة لتقسيم العراق وبقية البلاد الإسلامية ليسهل عليها بسط نفوذها والسيطرة عليها.
واعتبر الحزب أن اليمن والأمة الإسلامية جمعاء بحاجة ماسّة اليوم إلى الخروج من بؤرة الصراع الغربي الأمريكي الأوروبي عليها والإعلان عن هويتها الإسلامية في ظل دولة الخلافة التي ستجمع شتاتها وتخرجها من الهيمنة الرأسمالية الغربية وتحكمها بالإسلام وتردّ كيد المعتدين عنها.
——–
أفردت مجلة تايم الأمريكية مساحة واسعة لتناول الساحة السياسية في مصر، والصراع الدائر بين التيارات الدينية -وخاصة الإخوان المسلمين من جهة، والليبراليين من جهة أخرى- حول مسألة الانتخابات والدستور، مع تشبيه الحالة التي تمر بها مصر حالياً بما شهده العراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين عقب الغزو الأمريكي عام 2003.
وفي سياق طرحها للموضوع وصفت المجلة جماعةَ الإخوان المسلمين المصرية بأنها أكثر التنظيمات ديمقراطيةً في مصر في ضوء الوضع الحالي منذ الإطاحة بنظام مبارك، وتجربة الاستفتاء على تعديل الدستور في مارس/آذار الماضي، وردّ فعل الليبراليين واليساريين على النتيجة التي جاءت بموافقة أغلبية كبيرة على التعديلات.
ونوّهت المجلة إلى أن ما حدث خالف تماما الاعتقاد السائد بأن تلك الجماعات معارِضة للديمقراطية من الناحية الأيدلوجية، وأنها أثبتت بشكل مذهل قدرتها على التكيف مع الحياة السياسية، على عكس الأحزاب الليبرالية وقادتها الذين، ورغم أن كثيرا منهم عاش في المنفى في دول غربية ديمقراطية، لم يعرفوا كيف تعمل الديمقراطية، وأن أشخاصا مثل إياد علاوي وأحمد الجلبي اعتقدا أن الناس سوف يصوّتون لصالحهما لمجرد أنهما تقدّميان وحَداثيان ولهما شهرة واسعة.
ونقلت تايم عن عصام العريان القيادي في الجماعة قوله “الدستور يجب أن يكتبه جميع المصريين ولا يحق لجماعة أن تكون أعلى صوتاً من غيرها في تلك العملية”.
ومن شأن هذا الموقف أن يجعل الإخوان أكثر مسؤولية وميلاً لاسترضاء الناخبين، ومن المرجّح أن يفلح ذلك في جذب الناخبين.