من أروقة الصحافة هيلاري كلينتون – الاصلاح لا يزال ممكنا في سوريا
واشنطن (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة انه لا يزال بامكان الحكومة السورية القيام باصلاحات رغم العنف السياسي المتصاعد الذي أثار انتقادات على مستوى العالم.
وقالت كلينتون التي كانت تتحدث في مقابلة مع صحفي ايطالي ان الولايات المتحدة كانت صريحة بشأن حملة الرئيس السوري بشار الاسد السياسية لكن الوضع هناك معقد .
ان الوضع المعقد الذي تتحدث عنه كلينتون لا يخرج عن تخوف امريكا من فقدان النظام العميل التابع لها في سوريا , حيث ان هذا النظام ومنذ استيلاء الهالك حافظ الاسد على الحكم مرورا بحكم ولده عدو الله بشار , لم يفتئ يوما من خدمة مصالح امريكا في المنطقة , سواء بالملف الللبناني او العراقي او الفلسطيني , فقد عمل النظام السوري المتهالك على تحقيق مصالح امريكا في لبنان وتمرير مؤامراتها عبر الادوات السورية السياسية والعسكرية , حتى ان بروز الصراع الدولي في لبنان كان يعتمد على قيام النظام السوري بالدور المرسوم له خدمة لامريكا ومصالحها الاستعمارية .
اما فيما يتعلق بالملف العراقي , فقد أمنت سوريا لامريكا جزءا من الحدود الشمالية للعراق , لضمان عدم وصول المجاهدين والمقاومين للاحتلال الامريكي , بالاضافة لاعتراف النظام السوري بالطبقة السياسية العراقية القادمة على ظهور الدبابات الامريكية , واعتبارها ممثلة للشعب العراقي المسلم , والعمل معها من اجل تأهيلها سياسيا وتسهيل انخراطها في الساحة السياسية العربية الموبوءة بامثال هؤلاء الخونة .
اما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني , فقد كان لسوريا دورا محوريا في محاولة حرف الحركات المقاومة الفلسطينية عن مسارها ومحاولة احتواءها وتوفير الدعم السياسي لها من اجل جرها الى المستنقع الامريكي , وقد استغلت بذلك تضليلها لهذه الحركات بطرح نفسها على انها دولة ممانعة ومقاومة , لتنصب بذلك الفخ والشرك لهذه الحركات , وقد اثبتت الاحداث سرعة التنازلات التى انزلقت اليها تلك الحركات ولا سيما بالاتفاق السياسي الاخير الموقع في القاهرة والمسمى المصالحة .
فدور النظام السوري في هذه الملفات , وحمايته لحدود كيان يهود , وحفاظه على أمل امريكا في اعطاءها الجولان هدية لقواعدها الجوية , جعل الوضع معقدا لكلينتون والادارة الامريكية , لذلك تجد امريكا تبقي الباب مفتوحا لهذا النظام ليوجد حلولا ترقيعية تبقي على تربعه على عرش الحكم , ولاجهاض الثورة السورية , حتى تبقى الامور على ما هي عليه , وهذا كله يدلل على النفاق السياسي الامريكي والغربي عموما , وتعاطي امريكا المتناقض مع الملفات الثورية العربية , فتجدها في سوريا تختلف عن اليمن وليبيا , وكل ملف يعتمد على مصالح امريكا وكيفية تحقيقها ….
ان هذا النظام قد تم كشف عواره وعمالته لامريكا , وها هي اول من يدافع عنه الى ان يتوفر لها البديل والوقت المناسب , حتى تلفظه كالنواة , ولذلك كان على الضباط الابطال في الشام ان يقطعوا الطريق على نظام الاسد , وامريكا التي تقف وراءه , ويقوموا بنصرة الامة باعلان الشام نقطة ارتكاز لدولة الاسلام , ليسطع عمود الايمان في الشام كما سطع في المدينة .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب رفع من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري فذهب به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام .
كتبه ابو باسل