من أروقة الصحافة أميركا وباكستان تستأنفان تعاونا أمنيا
قالت وزارة الخارجية الباكستانية قبل عدة ايام إن باكستان والولايات المتحدة اتفقتا على استئناف عمليات مخابرات مشتركة ضد من أسمتهم الإسلاميين المتشددين كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة بين البلدين.
وكشفت المتحدثة باسم الخارجية تهمينا جانجوا لرويترز عن القيام بعمليات مشتركة يمكن أن تكون تبادلا للمعلومات المخابراتية.
وحين سئلت عما إذا كانت باكستان ستسمح لأفراد القوات الأميركية بالقيام بعمليات مع نظرائهم الباكستانيين، قالت إنها لا تريد الخوض في التفاصيل، وأكدت أن مسألة السيادة لها أولوية وأن كل شيء سيحدث من خلال التشاور .
ان الناظر لعنوان هذا الخبر , قد يظن ان التعاون الامني بين باكستان وامريكا قد توقف في يوم من الايام , فسواء اكان الحكم دكتاتوريا بقيادة مشرف , ام ديموقراطيا بقيادة زرداري وجيلاني , فكلهم بالانبطاح والاستخذاء واحدا ….
فالتعاون الامني , او فلنقل الاوامر التى تطلبها امريكا من القيادة العسكرية والسياسية الباكستانية مستمرة منذ سنين طوال , حتى انها بلغت ذروتها ما بعد الحادي عشر من سبتمبر , عندما جيشت امريكا الجيوش لتحتل افغانستان , فكانت حاجتها لتأمين وصول فيالقها العسكرية وتامين طرق امداداتهم العسكرية واللوجستية , واستمر الامر الى ان وسعت امريكا رقعة تدخلاتها الامنية من خلال استباحة اجواء باكستان وموانئها وأرضها , حتى باتت لامريكا الكلمة العليا داخل الاراضي الباكستانية , فمارست اعمالها الاجرامية وقتلها الابرياء ومحاربتها لابناء باكستان وقتلهم في وضح النهار وداخل الاراضي الباكستانية , دونما اي تحرك من القيادة الباكستانية , بل بتواطئ منها ومشاركة لامريكا بغيها وجبروتها , وتحريك الجيش الباكستاني ليقوم بقتل ابناء شعبه نيابة عن امريكا وحفاظا على مصالحها .
ان السيادة الباكستانية قد تم تغييبها عن الصورة منذ سنوات , وذلك جراء استخذاء هؤلاء الحكام الخونة , وهذه القيادات العسكرية المتواطئة لا سيما اشفاق كياني , حتى ان امريكا باتت تصرح علنا بحقها في العمل العسكري داخل باكستان متى شاءت وكيفما شاءت … فعن اي سيادة تتحدث الخارجية الباكستانية !!!
ان باكستان الان على مفترق طرق , احدهما ملئ بالزبد السياسي , زبد الحكام الخونة وتواطئهم , زبد القيادة العسكرية وخذلانها وانبطاحها , زبد اضعاف باكستان وتقطيع اوصالها وافقارها وتمزيقها …
والثاني هو ما ينفع الناس ,وهو الانعتاق من التبعية للغرب , ورفع راية النصرة للاسلام , وتوزيع الثروات بالعدل , وتوحيد البلدان المجاورة لباكستان – افغانستان وبنغلاديش- ليشكلوا نقطة ارتكاز لدولة الاسلام العظيم لتكون منارة للحق , وطرد امريكا من المنطقة الى غير رجعة …
لذلك , فالمطلوب من المخلصين من ابناء الجيش الباكستاني , ان يكونوا مع الطريق المؤدي الى ما ينفع الناس , ليفوزوا بعز الدنيا والاخرة .
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
كتبه – ابو باسل