اسطنبول بين العلمانية والعثمانية
هذه المدينة التي تعتبر خامس اكبر مدينة في العالم لها تاريخها المجيد في عهد الدولة العثمانية، وقبل الإسلام كانت عاصمة الروم الصليبي ، فهذه المدينة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدح قائدها وجيشها حيث قال : نعم القائد ذلك القائد ونعم الجيش ذلك الجيش، وتم بناء القصر العظيم وهو الباب العالي مركزا للدولة ، هذا الباب الذي كانت تصدر منه قوانين السلاطين العثمانيين وتسيير الجيوش لنشر الإسلام هذا الباب الذي دب الرعب في قلوب أعداء الإسلام،ومنذ تحويل تركيا إلى دولة علمانية في زمن مجرم القرن العشرين مصطفى كمال أتاتورك وتحويل الباب العالي إلى متحف ، أصبحت اسطنبول مدينة عادية لا تعني الكثير ، فقد فقدت هذه المدينة معنى العظمة والقوة ، فقدت هذه المدينة معنى السيادة ، واليوم اسطنبول مدينة عادية مثلها مثل أي مدينة على الأرض لا ترى لها أي أهمية ، إلا وكرا لأولئك المؤتمرين الذين يبيعون ويشرون في الأمة الإسلامية ، أصبحت هذه المدينة محجا للمستعمرين الذين جاءوا ليدنسوا هذه المدينة ، هؤلاء الصليبيون الذين جاءوا ليحاربوا المسلمين في مقر خلافتهم في الباب العالي التي أتت إليه هذه الممثلة لأعظم دولة صليبية صهيونية على الأرض ، هذه كلينتون التي دنست الباب العالي بحضرة داعم الصليب ويهود أردوغان، نعم جاءت كلينتون ممثلة لأمريكا للاطلاع على تطورات احدث الثورات ، جاءت لترى مواقف حكام المنطقة ولتسمع منهم ، جاءت متخوفة من هذه الثورات المباركة، جاءت كلينتون لهذه المدينة مدنسة لها بعد أن نجحت في فصل جنوب السودان وعملت فيه دويلة صليبية مدعومة من كيان يهود ، هذه أمريكا الرأسمالية التي تدعي الديمقراطية تجوب الأرض شرقا وغربا لزرع الفتنة بين الأمم والشعوب تجوب الأرض كي ترى دماء المسلمين تسيل ، تجوب الأرض شمالا وجنوبا كي تنهب خيرات المسلمين وتحارب الإرهاب داعمة لتلك الأنظمة التي تقمع الثورات وتذبح الشعوب.
إن الأمة الإسلامية قد تخلت عن قيادتها الفكرية التي كانت تقود العالم على أساسه، وبتخليها عن قيادتها الفكرية تخلفت عن ركب العالم والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) [آل عمران : 101-100] هذه الآيات تبين للأمة الإسلامية إن تطيعوا جماعة من اليهود والنصارى ضلوكم, ويلقوا إليكم الشُّبَه في دينكم; لترجعوا جاحدين للحق بعد أن كنتم مؤمنين به, فلا تأتمنوهم على دينكم, ولا تقبلوا لهم رأيًا أو مشورة.
هذه الآيات تبين للأمة الإسلامية دورها في قيادة البشرية وعدم سماع هؤلاء الذين جاءوا لاسطنبول يفسدون في الأرض ونحن امة الإسلام نملك قيادة العالم وقد سبق لنا أن قدنا العالم عبر التاريخ وبمجرد تخلينا عن طاعة الله ورسوله هلكنا وهلك العالم.
جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة أحب أن أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن ثابت لعمر بن الخطاب مسخ الله عقلك أما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا قال فسري عنه ثم قال والذي نفسي بيده لو أصبح موسى فيكم حيا اليوم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم إني حظكم من النبيين وأنتم حظي من الأمم.
أيها المسلمون الم تروا حكامكم يتسامرون مع الصليبين ويهود ويجتمعون معهم في دار الخلافة العثمانية ،الم تنكروا عليهم؟
إلى دار الخلافة الجديدة ندعوكم أيها المسلمون للخلاص من شراذم هؤلاء الحكام الذين ركبوا مع الصليب وتخلوا عن الإسلام ، إلى دولة الخلافة الراشدة التي تقود العالم قيادة فكرية ، وتخلصوا العالم من قيادته الفكرية الرأسمالية التي أوصلتكم إلى الهلاك والدمار والفقر وظلم الظالمين، إلى الباب العالي إلى وحدة الأمة الإسلامية أيها المسلمون ، إلى جيش الخلافة الذي ستسمع به الأمم الجيش الذي لا يقهر.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه لاذعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أبو جلاء