قمع الحكام المتزايد لحزب التحرير دليل على أنّ الخلافة قاب قوسين أو أدنى
في الثاني عشر من يوليو/تموز 2011 تم اختطاف نائب الناطق الرسمي لحزب التحريرفي باكستان عمران يوسف زاي ، بينما كان في طريقه إلى اجتماع مع مراسل التلفزيون، وبينما كان رجال الأمن يطاردونه اتصل بشقيقه الأصغر على هاتفه الخلوي وأبلغه عن مكان وجوده وعما يدور معه من مطاردة، وفي اليوم التالي اختطف هيان خان، وهو مبرمج كمبيوتر بينما كان في سيارته في طريقه إلى مكتبه، حيث كسر المختطفون زجاج النافذة الجانبية لإخراجه من السيارة، وفي 21 يوليو/ تموز 2001 خطفت الوكالات الحكومية السرية للمرة الثالثة مهندس اتصالات من إسلام أباد، أسامة حنيف، وخطف بينما كان هو أيضا في طريقه إلى مكتبه.
إنّ سلسلة عمليات الخطف هذه بدأت فعلا من مدينة مولتان الواقعة في جنوب البنجاب، عندما اختطف مهندس الاتصالات وعضو حزب التحرير، افتاب، من منزله في الثالث من يوليو/ تموز، واقتيد إلى مكان للتعذيب غير معروف، وتحت الضغط الإعلامي والقضائي، سلموه إلى الشرطة الذين لم يفرجوا عنه بعد، وعلى العكس من ذلك، فقد سجلت الشرطة قضية ضده بموجب قانون مكافحة الإرهاب لحيازته على ثقافة تدعو إلى “الكراهية”، وقد كان هناك حالتين من الاعتقالات غير القانونية وحالتين من عمليات الخطف خلال شهر يونيو/ حزيران، إلى جانب تعرض أحد المختطفين للتعذيب الوحشي لمدة ثلاثة أيام متتالية قبل أن يطلب منه الإجابة على سؤال واحد.
إنّ هذا الطغيان المتزايد والكبير من قبل السلطات الباكستانية يدل على التشنج والضعف، فعلى مدار السنوات العشر الماضية اتبعت الحكومة سياسة تجاهل الحزب، وظلت تحظر على الحزب استخدام وسائل الإعلام، ولكن خلال العامين الماضيين أو نحو ذلك أجبرت نشاطات الحزب واستجابة الناس للحزب الحكومة على مكافحة الحزب وملاحقته، فأوعزت لعملائها ممن يسمون بالمثقفين من الكتاب لمهاجمة الحزب في الصحافة من خلال المقالات، وعلى القنوات التلفزيونية الفضائية وتأجيج الكراهية ضد الحزب والدعوة للخلافة، وعلى الأرض انشغل بلاطجتها بمطاردة الشباب وخطفهم، وكل هذا لأنّ الحكومة تشعر بالهزيمة الفكرية والسياسية.
إنّ هذا الاضطهاد للحزب يذكرنا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تم ملاحقته وتعذيبه لمجرد قوله ربي الله، بالرغم من أنّ كفاح رسول الله كان غير عنيف ولكن قريش كانت ترى في ذلك تهديدا لهيمنتها وجبروتها، وقصص بلال وسمية وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم وبقية الصحابة تدل على أن أي تغيير يتطلب تضحية وصمودا، وبالتالي فإنّه من الطبيعي لأي طرف يستن طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لإقامة الدين أن يلاقي المصير المماثل، وحزب التحرير منذ نشأته تم حظره ومطاردته من قبل الحكام الخونة في العالم الإسلامي، وقد تعرض شباب الحزب للتعذيب وسجنوا لعدة عقود وتم تعذيبهم حتى الموت، ولكن بعون الله ظلوا صامدين لا يخافون إلا الله، طامعين من الله توفيقهم في إقامة الخلافة والثواب في الآخرة.
إنّ الحكومة الباكستانية لا تعلم بأنّ التغيير في سياستها الذي حدث مؤخرا من تعذيب وخطف لشباب الحزب لن يجلب أي خير لها، فهي لا تدرك بأنّ الحزب لديه تاريخ طويل من الصمود في وجه الحكام الطغاة، وآسيا الوسطى والعالم العربي أمثلة حيه على ذلك، فلم يستطع كريموف ومبارك والقذافي والأسد أن يوقفوا الحزب ودعوته، بل عزز اضطهادهم صدق الدعوة، وشباب باكستان الآن أكثر تصميما وعزما عما كانوا عليه من أي وقت مضى، فقد أججت هذه الأنباء غضبهم تجاه هذا النظام الكافر والحكام الخونة، كما أنّ الأمة تنظر إلى الحزب اليوم بمزيد من الاحترام والتعاطف، وأهل القوة ينحازون إلينا، ونحن نرى بزوغ فجر الخلافة قاب قوسين أو أدنى والحمد لله.
نفيد بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان