متى تقف جامعةُ الدولِ العربية موقف عز
إنّ الأمة العربية منذ أن تخلّت عن دولتها الإسلامية دولة الخلافة، أصبحت هذه الأمة تُنادي بقوميتها وتفتخر بعروبتها، بمعنى أن العرب تخلّوا عن مكمن قوتهم ألا وهي عقيدة الإسلام ونظام حياتهم الإسلامي، وبناءً على اتفاقية سايكس بيكو التي جزأت الأمة الإسلامية بما فيها العرب، حتى أصبحت الدول العربية اثنتين وعشرين دولة، وإنَّ الدول الغربية بمبدئها الرأسماليّ وبديانتها الصليبية التي لم تغفل يوماً عن عدائها للإسلام والمسلمين بما فيهم العرب فقد تم طعن الأمة الإسلامية بخنجرٍ صليبيٍّ مسموم حتى شطرت جزءاً آخراً من البلاد العربية، حتى أصبحت الدول العربية بدولتها الجديدة جنوب السودان ثلاثاً وعشرين دولةً، وأيضاً ليس لهذا الحدِّ تقف الأمور فإنَّ ثورات الأمة المباركة قد هزّت عروش الدول العربية والإسلامية وحتى الغربية وهزّت عرش جامعة الدول العربية ومن هنا طلع علينا أمين عام جامعة الدول العربية الجديد الدكتور نبيل العربي والذي روّجت إليه أمريكا ويهود.إن هذا الرجل الذي رحب به أبناء ثورة 25 يناير بمصر وزيرًا للخارجية المصرية، وقام بعد تسلمه منصبه وزيرا للخارجية بفتح معبر رفح، والسعي نحو المصالحة الفلسطينية بدبلوماسية عالية مما مثل استعادة للدور المصري الرائد، بل أعلنت الصحف الصهيونية أن د. نبيل العربي عنصر معادٍ لإسرائيل مما أرضى المشاعر الفلسطينية والعربية والدولية.أمّا تصريحاته حيث يقول:” : (“لا يحق لأحد سحب الشرعية من أي زعيم.. وأن الأمانة العامة للجامعة تلتزم بميثاق الأمم العربية، والأمانة العربية تلتزم باستقرار كل الدول العربية، سورية، مصر، اليمن وغيرها”)… وأيضا ما قاله العربي عن مباحثاته مع الرئيس الأسد (“تحدثنا بصراحة تامة حول المستجدات في مصر وسورية واليمن، مؤكدًا أن سورية دخلت مرحلة إصلاح حقيقي، ونحن نولي أهمية كبرى لاستقرار سورية وكل دولة عربية”)، ودعا إلى تجاوز الخلافات، وأن يتم النظر للمصلحة العربية المشتركة.
إن تصريحات نبيل العربي لتدل دلالة واضحة على تأييده لبشار الأسد وبطانته، وإن هذه الدماء التي تسيل من عروق المسلمين في الشام أمام عيون نبيل العربي وحكومته ومجلسه العسكري الأعلى هي في رقبة العربي ومن هو قادر على وقف شلال الدم في سوريا ومصر واليمن وغيرها من بلاد المسلمين، وأيضا فقد وجهت رابطة علماء أهل السنة كتابا له ولأهل مصر أن هذه الدماء في رقبة العربي ، ومن هنا نحن نقول أليس في هذه الأمة الإسلامية رجل رشيد يوقف شلال الدم ويخلّص الأمة الإسلامية من الأسد وأمثاله من الحكام الذين لا يأبهون بدماء المسلمين بل إنهم يستمتعون بقتل أبناء المسلمين لأنهم تعاونوا مع أعداء الله الصليبيين واليهود . أليس حريا بك يا نبيل العربي أن تقف موقفاً رشيداً؟ أليس في الأمة الإسلامية رجل يقف موقفاً كموقف أبي طالب عندما أعلنت بطون قريش الثلاثة والعشرين عن وقوفها وقفة رجل واحد ضد محمد ودينه الجديد ; جمع أبو طالب الهاشمييّن والمطّلبييّن وشكل منهم جبهة واحدة وأعلن باسمهم، بأنّهم مع محمد، وأعلن حماية هذين البطنين له، وأعلن: أمّا بطون قريش فإنّها إن فكّرت بقتل محمد فإنّ الهاشمييّن والمطّلبييّن سيقاتلون حتى الفناء التام. وأبعد من ذلك فإنّ أبا طالب قد قال للنبيّ وباسم الهاشمييّن والمطّلبييّن ، وعلى مسمع من زعامة قريش: يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربِّك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح. وزيادة في الاحتياط ، فإنّ أبا طالب كلّف أولاده بأنْ يرافقوا النبي دائما ويَفدوه بأرواحهم.
وباسم الهاشميين والمطلبيين ، واعتمادا على نصرتهم للنبي; خاطب أبو طالب ابن أخيه محمدا صلى الله عليه وسلم أمام زعامة قريش قائلا:.
واللهِ لَنْ يَصِلوا إِليكَ بِجَمْعِهم حَتّى أُوَسَّدَ في التراب دفينا
فأصدع بأمرِكَ ما عليكَ غضاضةٌ وأبْشِرْ بذلكَ وقَرْ مِنْكَ عُيُونا
ودَعَوْتَني، فَعَلِمْتُ أنَّكَ ناصِحي وَلَقَد دعوتَ وكنتَ ثَمَّ أمينا
ولقد علمِتُ بأنَّ دينَ محمد مِنْ خَيْرِ أديانِ البَرِيَّة دينا
لقد ملأ أبو طالب بطاح مكة بالتهديد والوعيد، وحذّر قريشاً من مغبّة الحرب حتى الفناء التام ; إنْ هي مسَّت شعرة واحدة من جسد النبي، وقد أُشيع يوما بأن محمدا قد قتل، فجمع أبو طالب فتية بني هاشم و بني المطلب وأعطى لكلّ واحد منهم حديدةً صارمةً، وكلّف كل واحد منهم بأن يقف خلف زعيم من زعماء قريش، وأن ينتظروا الإشارة منه، فإذا صدرت الإشارة يقتل كلّ فتى الزعيم الذي يقف خلفه ، وبينما كان أبو طالب يستعدّ لقتل زعماء البطون، جاءه الخبر بأن محمدا حيّ وبخير، وأن إشاعة قتله غير صحيحة، ولمّا تأكّد أبو طالب من سلامة النبي نادى زعماء قريش قائلا: أتدرون ما هممتُ به؟ قالوا: لا، فأخبرهم الخبر، وقال للفتية الهاشمييّن: اكشفوا عما في أيديكم، ثم قال: والله لو قتلتموه ما أبقيت منكم أحدا حتى نتفانى .
نعم إن عدد الدول العربية أصبحت كعدد بطون مكة ثلاثاً وعشرين وان هذه البطون وقفت موقف العداء لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، واليوم زعماء هذه الدول العربية تقف نفس الموقف الذي وقفته بطون مكة ضد المسلمين.
أين انتم يا حماة المسلمين ، يا حماة الديار أين الشهامة أين المروءة أين الشجاعة أيها المسلمون من منكم يقف موقف أبي طالب ويحمي أبناء الإسلام؟ من منكم ينال هذا الشرف العظيم ويقف هذا الموقف الذي يوقف نزيف الدم ويخلص الأمة الإسلامية من هؤلاء الحكام الأشرار وان يعلنها دولة إسلامية واحدة يوحد الأمة الإسلامية تحت لواء الخليفة، الذي أصبح تنصيب هذا الخليفة مسألة وقت وان الله معكم وهو ناصركم وهو القائل : فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد : 35].
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الاستاذ أبو جلاء