اجعلوا رمضان شهرا لطلب النصرة من أهل القوة لإقامة الخلافة
أيها المسلمون في باكستان!
نحن شباب حزب التحرير في باكستان، نتوجه إليكم بالتحية وبالمباركة بشهر رمضان المبارك والذي فيه ليلة خير من ألف شهر، ونذكركم بأنّ شهر رمضان كان شهر الانتصارات للمسلمين على مر العصور، إبان حكم الإسلام يوم كان للمسلمين دولة إسلامية، فهزموا قريشاً في بدر، وهزموا الصليبيين هزائم كثيرة في رمضان، ثم كانت هزيمة التتار الكبرى في عين جالوت في رمضان.
نحييكم أيها المسلمون في البلد الذي يمتلك الموارد التي تتصارع عليها القوى الكبرى في العالم اليوم، وهي البلد الإسلامي التي هي سادس أكبر بلد في العالم من حيث تعداد سكانها، معظمهم من الشباب المجدين، ومساحتها تقريبا مساحة بريطانيا وفرنسا مجتمعتين، وتحتل واحدة من أهم المواقع الإستراتيجية في العالم، وهي غنية بالطاقة والموارد المعدنية الكبيرة وتمتاز بقدرة زراعية هائلة، وقواتها المسلحة سابع أكبر قوة في العالم، مع خبرة في خوض المعارك، وحيازتها على الأسلحة النووية، ودافِعُ جيشها يهزم أكبر جيوش العدو، وهو النصر أو الشهادة.
نحييكم في الوقت الذي ترتعد فرائص أعدائكم من الخوف، أكثر من أي وقت مضى، لأنكم أصبحتم تدركون إمكانية إقامتكم لدولة الخلافة الإسلامية قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى.
أيها المسلمون في باكستان!
لسنوات عديدة والأمريكيون يخشون أن تُقام دولة الخلافة في باكستان ويتوقعون ذلك في أي لحظة، ففي مقابلة مع ديفيد كيلكولن، مستشار قائد القيادة المركزية الأميركية في آذار 2009 قال “إنّ في باكستان 173 مليون شخص و100 رأس نووي وجيش أكبر من الجيش الأمريكي… ونحن الآن قد وصلنا إلى نقطة أصبحت فيها أمكانية أن نرى انهيار الدولة الباكستانية في غضون 1-6 أشهر، واستيلاء المتطرفين عليها، وهو ما من شأنه أن يهدم كل ما أنجزناه في الحرب على الإرهاب لغاية اليوم”. وفي تشرين ثانٍ /نوفمبر 2009 وفي مقالة له تحت عنوان” الدفاع عن ترسانة السلاح- باكستان غير مستقر، هل يمكن أن تبقى الرؤوس النووية آمنة؟ ” ذكر فيه” أنّ الخوف الرئيس هو من التمرد، إنّ المتطرفين داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية قد يقومون بانقلاب… وقد رشح أحد المخضرمين من إدارة أوباما أن يكون ذلك لصالح حزب التحرير… وهو الذي يهدف إلى إقامة الخلافة” وأضاف “لقد اخترق الحزب الجيش الباكستاني والآن لديه خلايا فيه”.
أما بالنسبة للدولة الهندوسية، فقد قال مسئول رفيع المستوى من وكالة الاستخبارات الهندية، في الموضوع نفسه في مجلة نيويوركر في 16 تشرين ثان/ نوفمبر 2009 “لدينا مخاوف بشأن الأسلحة النووية في باكستان، ليس لأننا قلقون من أن يسيطر الملالي على البلاد، بل نحن قلقون من هؤلاء الضباط الكبار في الجيش الباكستاني الذين يدعون للخلافة… ونحن نرقب هؤلاء الذين يحملون مفاهيم قيادة الجيش الإسلامي”.
نعم، إنّ عدوكم لا يرغب في رؤية بركات الله سبحانه وتعالى تتنزل عليكم، فهم لا يرغبون في رؤية باكستان نقطة ارتكاز لدولة الخلافة وبداية لتوحيد العالم الإسلامي في أكبر دولة إسلامية في العالم، يقول الحق سبحانه وتعالى ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
أيها المسلمون في باكستان!
ليس من المستغرب أنّ أعداء اليوم يخشون عودة وشيكة للخلافة في باكستان، فالخونة داخل القيادة المدنية والعسكرية قد فُضِح أمرهم أكثر من أي وقت مضى، وخصوصا بعد قضية ريموند ديفيس وعملية ابوت اباد والهجوم على قاعدة مهران البحرية، والتفجيرات في الأسواق والمساجد، والعديد من الإجراءات الأخرى التي تشرف عليها سيدتهم الولايات المتحدة والتي لا تُعد ولا تُحصى.
ولتشبثهم بعروشهم ولاستشعارهم بغضبكم ضد الولايات المتحدة، ادعى الخونة العداء لأمريكا وأصبحوا يلعبون لعبة مزدوجة لخداعكم وامتصاص غضبكم، في حين يوفرون الغطاء للمصالح الأمريكية في المنطقة، لذا فإنهم يتحدثون ضد المطالب الأمريكية في منطقة شمال وزيرستان، لكنهم يعملون للبدء في عملية كورام تمهيدا لعمليات شمال وزيرستان المجاورة، يتحدثون علانية عن حرمان الجواسيس الأمريكيين من تأشيرات الدخول، ولكنهم يعملون في السر عن طريق السماح لجيشٍ من جواسيس الولايات المتحدة بالعمل في البلاد، ويقولون إنّ حرب أمريكا هي حربنا، وأننا قادرون على القتال باستخدام مواردنا الذاتية دون أي مساعدة خارجية مهما كانت، كما قال المتحدث باسم العلاقات العامة للخدمات في 11 تموز 2011 ، ولكن بعد ذلك كان واضحا أنّ الحرب هي لأمريكا وأنّ القوات المسلحة يجري استخدامها كما لو أنهم مرتزقة رخيصون، حيث هدد وزير الدفاع يوم 12 تموز بالانسحاب من المناطق القبلية إن أوقفت أمريكا المساعدات!
ألاعيبهم وأكاذيبهم ليست سوى غطاء لاستمرار وجود الجيش الأمريكي ومخابراتِه في جميع أنحاء البلاد، وغطاء للحرب الصليبية الأمريكية في منطقة القبائل والتي شردت الملايين من المسلمين الذين أصبحوا بلا مأوى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وحرق الآلاف من الجنود والمدنيين كوقود للمصالح الأمريكية، فهؤلاء الخونة لا يرعَوْنكم ولا هم مخلصون لكم، فهم كالذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف مخاطباً كعب بن عجرة رضي الله عنه: «أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لَا يَهْدُونَ بِهَدْيِي، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أيها المسلمون في باكستان!
إنّ الغرب، وبخاصة زعيمة الصليبيين، أمريكا، متخوف من صعود الخلافة بعد انتشار الانتفاضات في العالم الإسلامي، وهم يبذلون من خلال عملائهم في القيادة العسكرية والمدنية الجهود الكبيرة لوقف المسيرة نحو إقامة الخلافة، ولكن جهودهم بإذن الله إلى ثبور، وخطاهم غير واضحة ومضطربة.
ومع ذلك فإنّ الأمة على الطريقة الصحيحة لتحقيق الإسلام، وهي طريقة واضحة، فهي لن تأتي من خلال ثورات دموية أو دكتاتورية أو ديمقراطية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم سعى لطلب النصرة من عشرات القبائل لإقامة الدولة الإسلامية، وقد تحمّل صلى الله عليه وسلم المشاق والتضحيات في هذا المسار بالسعي للنصرة، وقد رُشِق بالحجارة حتى أدمت قدميه الطاهريْن، وقدَّ جد رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتهد حتى أخذ النصرة من يثرب بإذن الله سبحانه وتعالى، فقد أعطى الأنصار رضي الله عنهم النصرة لإقامة الإسلام وأصبحت يثرب المدينة المنورة.
إنّ المطلوب منكم في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان، هو إيصال فكرة الخلافة إلى كل ضابط داخل القوات المسلحة، وجعل موضوع النصرة للخلافة موضوع الساعة في جميع أرجاء البلاد، فليكن موضوع النقاش في أماكن العمل، وفي الأماكن العامة والمنازل، وليكن محلا للنقاش في المساجد ودعوة الناس لها، فلتكن باكستان بلد الأنصار بإقامة الخلافة فيها كما كانت المدينة المنورة حين استقبل أهل المدينة المنورة ومعهم رجال النصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت لإقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بينما كانوا واقفين على مداخل المدينة المنورة لحمايته من المنافقين.
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية!
الأمة الآن مستعدة وهي تنظر إليكم، فأنتم قوتها وأملها للانقضاض على الظالمين المنافقين وأخذهم من حلاقيمهم ونصرة الإسلام، ولن يكون أجر المخلصين والشجعان في هذه الحياة الدنيا فحسب، بل سيكون الأجر كذلك بإذن الله في الدار الأبدية مع النعيم المقيم الذي يتجاوز المقاييس الدنيوية، فقد كانت هذه هي مكافأة أسلافكم، رفاقكم في السلاح، الأنصار رضي الله عنهم، وهذه هي المكافأة التي يجب أن تسعوا لها الآن، إنّ المطلوب منكم هو عمل خالص لله سبحانه وتعالى، وهو العمل الذي يقوم به الضباط المخلصون من أجل أخذ السلطة وإعطائها للمخلصين والواعين من حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة التي تحكم بالإسلام، وتحرر البلاد والعباد وتوحد المسلمين وتحمل الإسلام رحمة للبشرية جمعاء ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.