الأوضاع البالية في بلاد المسلمين، ومنها المغرب، لا حل لها إلا بالإسلام
الأوضاع البالية في بلاد المسلمين، ومنها المغرب، لا حل لها إلا بالإسلام
بات واضحًا أن تطبيق النظم العلمانية البالية في بلاد المسلمين على مدى عقود طويلة أورثَ المسلمين ضلالًا وفقرًا وهوانًا وضياعًا وصَلَ حدًّا لا تحتمله النفوسُ السَّويَّة، وصار عيشُ المسلمين في بلادهم مصبوغًا بألوان الضَّنَك الخانق الذي أضحى الموتُ معه عند بعض الناس مفرًّا يفرون إليه اتقاءَ ما يواجهونه من البلاء والعذاب، ليصدق فينا قول الله تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }. ويحاول المسلمون اليوم الخروج من حالة الضياع التي وصلتها الأمة، ويُغرَّر الكثيرون منهم ليبحثوا عن الدواء في الداء نفسه، يبحثون عن الدواء عند الغرب في ضلالتهم، رغم أن حضارة الغرب دخلت في حالة احتضار بل في حالة موت سريري لا يُرتَجى شفاؤه، وهم يَحيَون حتى الآن على إماتة شعوب الأرض بإضلالها ونهب خيراتها وحرمانها من ممارسة إرادتها، وهذا ظلم لا يرضى الله -تعالى- له طولَ بقاء.
وهنا في المغرب يتحدث بعض الناس ممن لا يملكون باءة التغيير عن التزيين لجثمان النظام العلماني البالي ورموزه، وما دلهم على موته اختفاءُ كلِّ مظاهرِ الحياةِ منه !، { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.
فهم يطيلون عمر الفساد بإطالة عمر النظام العلماني الذي أتى به، فالفساد ليس متصلا بأشخاص حكامنا فحسب، بل الفساد من النظام نفسه، الذي لا يُعبَدُ بهِ الله ولا يطاع، بل يعبد به إله الهوى من دون الله. لذلك لن تَحلَّ مشاكلَنا الانتخاباتُ التشريعيةُ المزمع إجراؤها في تشرين ثاني/ نوفمبر ولا المَلَكيَّة الدستورية، ولا الجمهورية ولا كافة الأشكال الديمقراطية التي تجعل التشريع للشعب من دون الله، لأن هذا كله ضلال وجاهلية وانسلاخ عن منهج الله الذي أمرنا به { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }.
أيها المسلمون
لقد وصلت هذه النظم إلى نهايتها، ولا يمكنها أن تعيش المزيد إلا باستمرار خنقكم وإذلالكم وإلحاق كل صنوف العذاب بكم، فهلّا أدركتم أن خلاصكم لا يكون ببقائها، بل يكون بإعادة تشكيل حياتكم على أساس دينكم الذي ارتضاه لكم ربُّكم، وحاربَهُ حكامُكم، وحاربوا من يدعون الناس إليه، وهل تدركون أن التغيير الحقيقي هو التغيير الذي يجعلكم تحت ظل طاعة الله تعملون فيه بأمر ربكم من أجل مرضاته، ليس من أجل شهوة أو شهرة أو متاع، فتنطلقون في رعاية الله ترفعون عنكم أوزار الركون للباطل، ليستجيب الله لكم بأن يكتب لكم العزة تحت حكم القرآن بعد ما أصابكم من الذل والهوان تحت حكم الجاهلية.
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}