وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا
وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا
في حوارٍ مسجل مع التلفزيون الرسمي السوري، برهن بشار أسد من جديد أنه في هذه أعمى وأضل سبيلاً، فلم يظهر أمامنا رئيس دولة تتعرض بلاده لهجمة غربية شرسة كما ادَّعى، فاسعفتنا سيرته الذاتية أنه طبيب عيون ولكن:
قل للطبيب تخطفته يدُ العمى يا جاهل الأدواءِ من أعماكَ
فهذا الرئيس الوارثُ لأبيه أعمى في ثلاث:
أولا: لم يرَ بشار يوم ورث الحكم عن أبيه أن في هذا الشعب رجالاً، ولم يرَ بشار أسد يوم انتفضت سوريا بشيبها وشبابها أن في القوم رجالاً، فوجّه إليهم عصاباته الأمنية وشبيحته وقتل الآلاف واعتقل عشرات الآلاف، وزجّ بالجيش في قمع الشعب وتطهير (الجراثيم) فقتل كل ضابط وجندي رفض الإجرام وافترى أنه يلاحق عصابات هرّبت السلاح وأزهقت الأرواح، ولكن أهل سوريا من شباب وشيوخ ونساء وأطفال، رغم أنفه وأنف من يمد له في الغيِّ مدًا، هم “أحفاد خالد بن الوليد” وقد أقسموا أن لا يعودوا حتى يسقط النظام، وصدحوا بالتكبير والتهليل في كل جمعة بل في كل يوم وعقب كل صلاة وأعلنوها واضحة “لا نركع إلا لله“، فهل من أزلامه رجل رشيد ينقل له الصوت أو يترجم له الكلام؟ قال تعالى: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) (23 الجاثية).
ثانياً:لم يرَ بشار ما أصاب سابقيه زين العابدين ومبارك وما حلَّ بمعمر وسيحل بصالح أن الغرب ( أمريكا وأوروبا ) لا يقيم وزنًا لعميل استعمله متى انتهت صلاحيته ولم يعد قادرًا على خدمته وحماية مصالحه، وعجبًا كيف يردُّ الأسد على من طلب منه التنحي بأن هذا الكلام لا يعنيه ولا قيمة له لأنه “رئيسٌ انتخبه الشعب”، فنقول له اسمع الجواب من الشعب الذي لم يعتد أن يسب الميت، ولكنه في كل يوم يلعن روح أبيك ويلعنك وينادي بإسقاطك ومحاكمتك، إن الشعب في سوريا هو أسير نظامك الذي ترعاه أمريكا التي نصّبتك حاكمًا بعد أبيك وأمدّتك وساندتك كما فعلت مع أبيك، وقد أعطتك فرصة زادت عن خمسة شهور لعلك تفلح في إطفاء جذوة شباب ثائرين إن هذا الشعب هو أسير نظامك الذي تطمئن له وتباركه يهود.
ثالثاً: يتحدث الرئيس عن إنجازات أمنية وعن تعافٍ اقتصادي وهو في هذه كذاب مفترٍ يتعامى. أما أمنه وشبيحته وقطعاً من جيشه فهي تدك المدن ليل نهار وتنشر الرعب والموت في كل مكان، حتى الجرحى في المشافي يختطفون ويغتالون، وحتى النساء والأطفال يعتدى عليهم بأبشع الصور فأي إنجاز أمني يتحدث عنه؟! وإن كان يقصد سيطرته على المدن بالدبابات والجنود وتكميم الأفواه فإنه قد فشل في ذلك فشلاً ذريعًا…
أما الاقتصاد فإن طوابير السيارات التي تنتظر في محطات الوقود ترد عليه، وشلل كل مرافق الحياة الاقتصادية لتشهد بأن هذا التعافي الاقتصادي هو على شاكلة إصلاحاته التي عبر عنها بأنها تبدأ بالمقلوب، فالتعافي الاقتصادي عنده هو أن يواصل الضغط على الناس في رغيف الخبز وفي معاشات الموظفين وفي غير ذلك مظنة أنّه يقود الناس للتفكير بالتهدئة والرضوخ فهيهات هيهات له ذلك، فالناس لم تخرج للقمة عيشها بل خرجت لاسترداد كرامتها بإسقاطه.
وختاماً نقول: أيها الرئيس لقد فضح الصبح فحمة الدجى، وكذبت وتماديت فسقطت، وإن كنت لا ترى ولا تعلم فلا رأيت، ونبشرك بيوم قريب تتمنى فيه الهروب كزين العابدين، فهذه الأمة قد نفضت عنها الذل والخنوع، وأقسمت أن لا تعود عن إسقاطك وإزالة نظامك.
أيها المسلمون في سوريا: كم دلَّس عليكم هذا النظام وكذب، وكانت حناجركم وصيحاتكم تفضحه بعد كل خطاب أو لقاء، واليوم نريد منكم رداً جديداً ينسيه وينسي من يقوده ويعلمه وساوس الشيطان بأن تعلنوا ما أعلنه حزب التحرير أن التغيير الحقيقي في سوريا هو إسقاط الطاغية بشار ونظامه وتحرير أرض الشام الطاهرة من نفوذ المعتدين وإقامة خلافة على منهاج النبوة، تحيا بها الأمة وتعود بها العزة والعيش الكريم. ألا فاتبعوا منهاج ربكم يرضى عنكم وينصركم ويثبت أقدامكم.
أيها الضباط وصف الضباط والجنود: أما آن لكم أن تأخذوا على يدي الظالم وتوقفوا جرائمه، أما آن لكم أن تدركوا غضب الله عليكم بسكوتكم عن الطاغية بشار الذي زجكم في وجه أمتكم واستخدمكم للحفاظ على كرسيه وصرفكم عن جبهة الجولان، فإلى نصرة لله يدعوكم حزب التحرير لإقامة حكمه في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة.
قال تعالى:( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)