نفحات رمضانية رسالة من أطفال ليبيا إلى خليفة المسلمين في وداع شهر رمضان
يا خليفة المسلمين, يا أمير المؤمنين:ها نحن نودع رمضان ونراه قادما علينا في عامنا القادم وخليفتنا مهنئا لنا بقدومه, رمضاننا اليوم حلت عليه البهجة وأشرقت عليه البشائر وذهب عنه الأسى والقهر بتعطيل شرع الله,رمضاننا…نراه يبتسم, فها هي الأصنام تتهاوى صنماً تلو صنم,فها هو فرعون مصر غرق والطوفان يسحق زبانيته آناء الليل والنهار,وهاهو نمرود سوريا وجبار ليبيا وطالح اليمن, انقلبت أمتك يا رمضان عليهم, فهم مذمومون ومدحورون بفضل الله.
رمضان هذا العام, لن ننسى أبدا , لن ننسى رمضان تكرر علينا دون إسلامنا يحيا بيننا ,بلا ريب سنذكره,وستبكيه عيون أخلصت لله ,ووعت دينها والناس نيام سكارى بخمر الكفر المشروب لأمتنا ,ليسلخها عن هويتها الأبية العزيزة,سنبكيه لا شوقاً لهذا الحال,ولكن شوقا لكسب الأجر المضاعف في خضم ّدعوة بثت الروح فيها مجددا ,وانطلقت من المهد تحبوا حتى اشتد عودها, وأصبحت ناراً على علم.
يا خليفة المسلمين… يا أمير المؤمنين: نحن أطفال ليبيا … أحفاد المختار … أطفال ليبيا الذين عانوا الأمرين على يد الطاغية السفيه تجهيلا واستخفافا, وملاحقة لآبائنا وإذلالا لهم, وفي آخر المطاف قتلا وإرعابا وتشريدا .
أطفال ليبيا الذين حقنوا بالإيدز حقدا وكرها لعزة سكنت فيهم, وأنارت للأمة في تاريخ مقاومتها للمستعمر أبهى مظاهر الإباء والكرامة والشجاعة.
أطفال ليبيا المنسيون الضائعون بين كذبات الحريات وحقوق الإنسان … أطفال ليبيا التائهون بين طاغية ومرتزقة رخيصة, وحلف الشيطان الكاره لدينه.
يا خليفة المسلمين… يا وريث التكليف العظيم … يا أمير المؤمنين, يا من كلف بتطبيق شرع محمد الرحيم الكريم – صلوات ربي وسلامه عليه- نبي هذه الأمة الذي كان وهو يدور في شوارع المدينة يسلم على أطفال المسلمين تكريما منه لهم, ورحمة من ربه بهم .
يا وريث عمر بن الخطاب الذي سهر ليله, وهو يعد طعام أطفال من رعيته, وجدهم جوعى.
يا وريث حفيد عمر…ابن عبد العزيز … الذي سكت إجلالا لحكمة طفل مسلم وعى عقيدة دينه, وشرع ربه وهو يقول: يا أمير المؤمنين: إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
يا وريث المعتصم الذي انبرى بهمة الأنبياء مستنصرا لأم مسلمة أهينت من علج من علوج الروم, كعلوج أيامنا في ليبيا وسوريا, أو أسيادهم من النيتو الصليبي الحقير الماكر.
يا أمير المؤمنين, يا خليفتنا … وحافظ هيبتنا … اشتقنا ليوم عز تحت رايتك التي ورثتها عن رسولك الكريم … راية العقاب … يا أمير المؤمنين … أين جيوش المؤمنين!؟ أين جيوش أهل الكنانة تحمينا من مرتزقة الحقير؟ أين جيوش تونس العز والثورة, تحفظنا من مكر النيتو اللعين؟
يا أمير المؤمنين … إن الأرض تطلبك … وجنود الله عليها طلبوك!!! وأمة الإسلام استنجادا بك ثارت … وأرخصت دماءها فداء ليعيشوا ثانية تحت ظلال رايتك … يا أمير المؤمنين … إن السماء تطلبك … وشرعة إسلامنا تاقت شوقا لتطبيقك له.
يا أمير المؤمنين … أطفال ليبيا ما رفعت إلا راية العقاب … فهم على دين الفطرة … وما دين الملك البائد ولا دين الزعيم الأرعن بدين لنا!
يا خليفة المسلمين … أطفال ليبيا تشتكيك سحر أمريكا والصليبيين الكريه, الذي ما زال فينا منه القليل … فهب بيننا وأبطل ما تبقى من سحرهم, وأسقط راياتهم المهينة لأمتنا … وارفع العقاب راية تخر لها البنود, وتسير تحت ظلالها خيرة الجنود.
يا خليفة المسلمين … احترنا و لم نعد نعلم, أنشتكيك حالنا, أم قهرنا على إخوتنا من أطفال فلسطين وسوريا, المعذبين بسلاح المجرم نفسه الذي يقتلنا به سفيه وأرعن ليبيا.
يا خليفة المسلمين … أنا الموقع أدناه, والمفجوع أعلاه والباكي بينهم, ابن الشهيد طاهر الجثمان, عالي المكان, الصاعد لربه, أبعث لك رسالتي هذه بجانب جثمان أبي الطاهر الصائم الذي صعد لربه للتو… أبعث لك هذه الكلمات المرفقة بزغاريد جدتي وأنين أمي وبكاء إخوتي الصغار….
أما بعد… ماذا بعد الموت؟ ماذا بعد القذائف التي أرسلت على دارنا؟ وماذا بعد نار فتحت على صدورنا؟
دوي المدافع يكاد يصم آذاننا، وأزيز الطائرات يروع قلوبنا، ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعيننا كل يوم، هذا ما نعيشه أما إخواننا من الأطفال فيشاهدون مشدوهين على شاشات التلفاز.
شمس نهارنا وقمر ليلنا قذائف وقنابل، ولا تسبح في مخيلتنا سوى صور القتلى والجرحى من الأهل والأخوان, حتى أصبحت لعبة الحرب والدمار أمتع الألعاب لدينا, نلعبها في طرقات منازلنا المهدومة، وفي رسومنا لا ترى سوى المدفع والصاروخ, والجنود الصرعى يفترشون الأرض هنا وهناك, وفى كلامنا لا تسمع سوى لغة الحرب, التي تحوى كل معاني القصف والخراب والتشريد.
لهفي عليكم يا أطفال الصدمات والحروب …. ما ذنب براءتكم تغتال بأيد من نار, وقلب من حديد…. تقاسون اليتم والتشرد, والمرض والجوع, وتولدون على دوي القذائف, وصرير الدبابات, ومنكم من تتلقفه قنابل الأعداء وهو ما زال رضيعا. دوي المدافع يكاد يصمم آذانكم، وأزيز الطائرات يروع قلوبكم، ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينكم كل يوم، هذا ما يعيشه أطفالنا في ليبيا وفي غيرها من بلاد المسلمين، أما إخوانهم من الأطفال فيشاهدون مشدوهين على شاشات التلفاز نقلا حيا لفصول الحرب والدمار. وما بين من يعيش الحرب ومن يشاهدها من أطفالنا تضيع طفولتهم وتزداد معاناتهم، فماذا فعلت الحروب في أطفالنا؟ وماذا نفعل لهم؟
الجـرحُ يَنـزِفُ لا عُربٌ وَلا عَجَـمُ
ألا لَيتَ شِعري يُسمِعُ مَن بـهِ صَمَـمُ
هَـدمٌ قَتـلٌ أشـلاءٌ كـــذا وَدَمُ
فَمَـن سِـوَاكَ يا جَبَّـارُ يَنتقِــمُ؟
بأيِّ ذَنبٍ يُقتَلُ الأطفَـالُ مَا فَعلُـوا؟
قُتِلَـتْ بَراءتهُـم دُمِّــرُوا هُدِمُـوا
خوفاً مِنَ النِّيرانِ بالأحضَانِ اعتَصمُـوا
مَا سَلِمَتِ الأمُّ وَلا مَن في حُضنها سَلِمُوا
ماتُوا ومَاتَ العدلُ والإنصـافُ والقيَمُ
مَاتَ الضَّميرُ الحيُّ والإحساسُ وَالشيَمُ
وفي الختام:
فلنرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى وأمّنوا على هذا الدعاء عساها تكون ساعة إجابة في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان الفضيل:
اللهم يا قوي يا عزيز, يا قيوم السماوات والأرض, يا ذا الجلال والإكرام والفضل والإنعام, نسألك يا الله يا رحمن أن تفرج بإقامة الخلافة كروبنا, وأن تشرح بها صدورنا, وأن تستعمل بها أبداننا, وتقر بها عيوننا, فإنه لا يعيننا على الحق غيرك, ولا يؤتيناه إلا أنت, ولا حول ولا قوة إلا بك! اللهم أرد لنا إرادة التمكين والاستخلاف في الأرض, وأرد لنا أيام العزة والريادة! اللهم عجل لنا بقيام دولة الخلافة واجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مهاجرة غير