يا أهلنا في سوريا، لا تلفتـنَّكم بعثات الغرب وقراراته عن إقامة
يا أهلنا في سوريا، لا تلفتـنَّكم بعثات الغرب وقراراته عن إقامة
عقد مجلس الأمن جلسته الخاصة بشأن سوريا يوم الخميس في 18/08/2011م، وعقد مجلس حقوق الإنسان في جنيف يوم الاثنين 22/08/2011م جلسة حول سوريا، ودخلت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق سوريا وباشرت زيارة مناطق متفرقة منها منذ فجر الاثنين وحتى تاريخ كتابة هذا البيان. وإزاء هذه الأحداث فإننا في حزب التحرير نؤكد على مايلي:
أولاً: نحن ندرك حقيقة الغرب وعداءه التاريخي للمسلمين والذي كرّس بهدم الخلافة وتمزيق بلاد المسلمين واحتلالها والهيمنة عليها. وندرك كيف قام بإيجاد وتمكين أنظمة حاكمة لهم، وكيف رسم سياستها على أساس العداء للإسلام وقهر الأمة وطمس هويتها وتشويه شخصيتها؛ فكانت هذه الأنظمة الاستبدادية التي تحكم بلاد المسلمين اليوم هي صناعته وبضاعته لهم، ومن هذه الأنظمة نظام الحكم في سوريا، إذ قامت أمريكا بتمكين نظام حافظ أسد من قبل وسمحت بتوريث الحكم لابنه بشار، وهي ما تزال تدعمه حتى الآن بنصحه وتوجيهه سرًا وعن طريق عملائها في تركيا وإيران والعراق ولبنان سرًا وجهرًا. نعم إن الغرب الماكر المنافق يملك الإعلام والعملاء من الحكام ويحاول أن يستغل المعارضة، ولكنه لا يملك الشارع. وكل تحركاته وتصريحاته تسير باتجاه خطف ثورات المسلمين لتصب في إبقاء نفوذه في بلادهم؛ لذلك نقول للمسلمين إن الغرب ماكر مخادع فاجعلوه لا يخدع إلا نفسه.
ثانيًا: إن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها هي من هيئات الدول الكبرى ومؤسساتها وتعمل لمصلحتها، وتتآمر على الشعوب والأمم وعلى رأسها الشعوب الإسلامية، وترعى تمزّقها وتمنع وحدتها وتساعد على إبقاء سيطرة أسيادها عليها؛ لذلك نقول للمسلمين؛ ضعوا في خلدكم أن هكذا منظمات لا تحمل خيرًا لكم، بل هي من مكر صانعيها، ومكر أولئك هو يبور إن شاء الله تعالى.
ثالثًا: إن هذه اللجنة التي بدأت تطوف عليكم في قراكم ومدنكم لا تختلف في الأهداف عن زيارات السفير الأمريكي المتكررة والمريبة لبعض المناطق، والتي تحدث برعاية النظام السوري نفسه. فارجعوا إلى الوراء قليلاً، ماذا فعلت هذه اللجان تجاه جرائم الناتو ضد المسلمين في العراق وأفغانستان، والروس في الشيشان، والصين في تركمانستان، والصرب في البلقان؟ وماذا فعلت تجاه جرائم يهود في فلسطين ولبنان؟
أيها المسلمون في سوريا:
قولوا للغرب وصنائعه من الحكام وأدواته من مثل هذه المؤسسات الدولية إن ألاعيبكم قد وضحت، وديمقراطيتكم الزائفة قد فضحت، فبشار منكم وأنتم أسياده، ونحن لا نريده ولا نريدكم، فإن لنا ربًا يهدينا ويحمينا وينصرنا عليكم… قولوا لهم إن عملنا في خلع بشار وإسقاطه ومحاكمته هو لله، وسيكون على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا على طريقتكم التي لا تحوي إلا شرًا، ولا تحمل للمسلمين إلا غدرًا.
نعم، إن المسلمين، وخاصة في سوريا، يريدون إرضاء الله فيما يضحون فيه، يريدون أن تكون طريقتهم في تغيير الحكم طريقة شرعية؛ فقد بدأوها (سلمية) بدون أعمال مادية يحتسبون الأجر كما احتسبه آل ياسر. هكذا كانت طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وما احتساب الناس الأجر عند الله في ما يحدث لهم من مآسٍ إلا أكبر شاهد على حسن البداية، ولهم في ذلك حفظ البلد من التفتيت ومنع العداوات بين أهله، فصبر ساعة وتزول المحنة. ولا عجب إذا كان النظام الغاشم هو من يدفع الناس إلى استعمال السلاح ضده ليبرر قتلهم وتمزيق البلاد شيعًا لمصلحة أسياده من أمريكا و(إسرائيل). ولكن إذا كانت الطريقة شرعية والبداية سلمية، فما هي مكملات هذه الخطة؟ فأن تكون ثورة المسلمين في سوريا سلمية من غير أن تكون خطوة في خطة يجعل العمل يدور في حلقة مفرغة وسينتهي حيث بدأ.
أما الخطوة الثانية فهي إسقاط النظام، وهذه من مهمة أهل القوة من أهل الإيمان من أبنائكم ليقوموا بواجبهم الشرعي تجاه دينهم وأهاليهم، فأصرّوا على أبنائكم في الجيش أن يتدارسوا أمرهم ويطيحوا بهذه الزمرة الحاكمة المجرمة؛ فهذا ما يطلبه الشرع منكم ومنهم. فأن يُطالَب بإسقاط النظام هكذا من غير أن ينطلق من منطلق شرعي فسيحبط عملكم ويجعله لصالح دول الغرب. إذا فلا بد من خطوة ثالثة حتى يكتمل العمل ويصبح شرعيًا على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما هي هذه الخطوة؟
إن الغرب يشترط علينا أن تكون خطوتنا الثالثة (دولة مدنية ديمقراطية) ليساعدنا، والله يأمرنا أن تكون دولة إسلامية لينصرنا، فلا مجال للمسلمين أن يختاروا إلا ما اختاره الله لهم قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.
أيها المسلمون في سوريا
لقد أحيت هذه الثورات في نفوس المسلمين كثيرًا من البشائر، فالأمة موعودة بخلافة راشدة على منهاج النبوة بقوله صلى الله عليه وسلم: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وهذا أوانها، وموعودة بالقضاء على يهود بقوله صلى الله عليه وسلم: «تقاتلكم يهود فتقتلونهم» وموعودة بفتح روما بقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل «أي المدينتين تفتح أولًا يعني القسطنطينية أو الرومية؟ فقال: مدينة هرقل أولًا يعني القسطنطينية» وفي هذا الحديث ما يدل على أن روما تفتح في آخر الزمان، وموعودة بفتح مشارق الأرض ومغاربها بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها». فكيف يقبل المسلمون مقولات الغرب في الثورات وللرسول كلمة في ذلك؟! بل أكثر من ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل بلاد الغرب مما يجب أن تفتح ويعمها خير الإسلام وليس العكس.
إن حزب التحرير يدعو أهله إلى أن يعملوا معه لتكون سوريا عقر دار الإسلام فتقوم فيها الخلافة ويتحقق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «عقر دار الإسلام بالشام». فالخير لا يطلب إلا من أهله، جعلكم الله من خيرة أهل هذا الزمان. فإلى طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ندعوكم، فهل بعد هذه الدعوة من دعوة؟!