تهنئة بعيد الفطر المبارك لأهلنا الثائرين في الشام الأبية: ماذا لو كان لنا خليفة ودولة ؟
تهنئة بعيد الفطر المبارك لأهلنا الثائرين في الشام الأبية:
ماذا لو كان لنا خليفة ودولة ؟
أيها المسلمون الثائرون في الشام الأبية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
نغتنم حلول عيد الفطر المبارك لنتقدم منكم في هذا المخاض العسير، بالتهنئة الحارة، سائلين الله تعالى الرحمة للشهداء والصبر والثبات والتمكين لأهالينا الثائرين، وأن يكرمنا بنصر عزيز مؤزر من عنده يقضي به على نظام بشار المجرم، ويعيد لنا دولة الخلافة، لتضع كتاب الله وسنة رسوله موضع التطبيق والتنفيذ، وتوحد المسلمين في دولة واحدة، وتقضي على دولة يهود، وتحمل الإسلام إلى العالم رسالة هدى ونور.
أيها المسلمون في بلاد الشام عقر دار الإسلام:
ماذا لو كان لنا خليفة راشد ودولة خلافة إسلامية على منهاج النبوة؟
لو كان لنا خليفة ودولة؛ لتحقق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» ولو تحقق فينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لوجدتم أمير المؤمنين يأخذ على يد كل ظالم تمتد لهذه الأمة بسوء، ولتحولت أحلام أمريكا في شرق أوسط جديد، وآمال ساركوزي في شراكة متوسطية إلى كوابيس بمجرد أن يفكرا بها.
لو كان لنا خليفة ودولة؛ لتحقق فينا قول رسول الله « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (مسلم). وقوله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ» (البخاري). وقوله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ، إِذَا لَقِيَهُ رَدَّ عَلَيْهِ مِنَ السَّلامِ بِمِثْلِ مَا حَيَّاهُ بِهِ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ، وَإِذَا أَسْتَأْمَرَهُ نَصَحَ لَهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَرَهُ عَلَى الأَعْدَاءِ نَصَرَهُ » (البيهقي). ولو تحقق ذلك لكان أمير المؤمنين مع ولاة الدولة وأمرائها وقضاتها وأجهزتها صونًا للأمة في حقوقها وكرامتها ودمائها وأعراضها وأموالها.
لو كان لنا خليفة ودولة! لتحقق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْكَلَإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ» (أبو داود). ولو تحقق ذلك لعادت خيرات أمتنا في النفط والمعادن و الغاز وغيرها ملكية عامة لأبناء الأمة الإسلامية، تشرف الدولة على استخراجها وتوزيع منفعتها على كل فردٍ من أبناء الأمة بأنجع طريق.
لو كان لنا خليفة ودولة؛ لتحقق لنا أن يكون خليفتنا خير خلف لخير سلف من أمثال خليفة رسول الله الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي قال: « إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القويّ حتى آخذ منه الحق». ثم خليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: «ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة وليّ اليتيم؛ ان استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف». ثم خليفته عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال: «إنما أنا متّبع ولست بمبتدع». ثم خليفته علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال: «اتقوا الله في عباده وبلاده، إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم» ثم من بعدهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي قال: « والله إني لا أعطي أحدًا باطلاً، ولا أمنع أحدًا حقًا. من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له».
أيها المسلمون في بلاد الشام عقر دار الإسلام:
نسأل الله عزّ وجل أن تقرّ أعينكم وأعيننا بجواب قريب لهذا السؤال لنحُجَّ مع أمير المؤمنين ونسعد بعيد الأضحى القادم معه؛ فقوموا مع حزب التحرير لإحداث هذا التغيير الذي ينهي مآسيكم. واعلموا أن أعظم عمل تقومون به تأسيًا برسولكم الأعظم صلى الله عليه وسلم هو إقامة الدولة الإسلامية كما أقامها صلى الله عليه وسلم في المدينة، وبذلك تسعدون في الدنيا بعز الإسلام وفي الآخرة برضا الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ).
أيها المسلمون، إخوتنا في الله، في سوريا في عقر دار الإسلام:
تقبل الله طاعتكم، ووقوفكم في وجه الحاكم الظالم، وصبركم الذي جعلتموه بالله ولله… تقبله الله منكم خالصًا لوجهه الكريم، ووفاكم أجركم في الدنيا بالخلافة الراشدة وفي الآخرة بدخول الجنة بغير حساب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.