الجولة الإخبارية 9-9-2011م
العناوين:
-
الأعداء يعلنون قلقهم من استقلال الشعوب الإسلامية في البلاد العربية ويستعدون لشن الحرب عليها
-
قائد أفريكوم في الجزائر بذريعة ضبط السلاح الليبي بينما يتم الكشف عن استعداد القذافي للاعتراف بكيان يهود لولا انهياره
-
أمريكا تعمل على إنقاذ عميلها الطاغية بشار أسد عن طريق الجامعة العربية والشعب يرفض خطتها
-
رئيس تركيا يدافع عن الخطة الأمريكية للدرع الصاروخي الموجهة ضد المنطقة الإسلامية
-
كريموف يتخلى عن وعوده بإصدار عفو عن السجناء ويدافع عن بشار أسد متهما أهل سوريا بأنهم عملاء للاستعمار
التفاصيل:
أذاعت وكالات الأنباء في 1/9/2011 تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نيولاند قولها: “إننا نشعر بالقلق من المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية، وهذا هو السبب أن الولايات المتحدة عملت على ضرورة أن تمتثل سوريا لوكالة الطاقة الذرية، وضرورة امتثالها لمجلس الأمن الدولي في نهاية المطاف”. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبان ترسانة سوريا من أسلحة الدمار الشامل خوفا من أن تستفيد الجماعات الإرهابية من الاحتجاجات ضد الرئيس السوري للحصول على مواد كيماوية وصواريخ بعيدة المدى”. وذكرت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن سوريا تمتلك مخزونا كبيرا من غاز الخردل وغاز الأعصاب وغاز السارين”.
يظهر أن أمريكا تبحث عن ذرائع لتخفي حقيقة موقفها من النظام السوري الذي لم تقم بأعمال جدية تجاهه فتقوم وتدعي بأن لدى سوريا مخزونا من الأسلحة الكيماوية وأنها تخاف أن تستفيد منه ما تسميه بالجماعات الإرهابية. فهي بذلك تعلن أنها مطمئنة للنظام السوري لأنه لا يستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد يهود بل يستعمل الأسلحة الثقيلة ضد الشعب في سوريا الذي يحكمه بالحديد والنار. وأنها تتخوف مما تسميه الجماعات الإرهابية وتقصد به أهل سوريا المسلمين إذا ما استقلوا عن أمريكا وأعلنوا نظامهم الإسلامي.
وبالتناغم مع ذلك صرح قائد الجبهة الداخلية في رئاسة أركان العدو اللواء إيال أيزنبرغ في محاضرة له أمام معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب يوم 5/9/2011 قائلا: إن ما يسمى بربيع الشعوب العربية قد يتحول إلى شتاء إسلامي متطرف وهذا يرفع منسوب احتمالات الحرب الشاملة إلى أعلى درجة ويمكن أن تستخدم في هذه الحرب أسلحة دمار شامل”. وهذا يدل على مدى تخوف الأعداء من ثورات الشعوب الإسلامية في البلاد العربية، وأن الأعداء كانوا مطمئنين إلى الأنظمة العربية الطاغية، ويتخوفون من أن تستلم الشعوب الإسلامية زمام أمورها وتخرج من ربقة الاستعمار. ويدل على أن الأعداء يهيئون أنفسهم لذلك اليوم وقد رد وزير دفاع يهود باراك على قائده بأن كيان يهود مستعد لمثل هذه الحرب.
مع أن هذه التصريحات تكشف حقيقة ما يفكر به الأعداء إلا أنه يبدو أن الشعوب الإسلامية لا تخاف تلك التهديدات وهي ماضية في التغيير عبر ثوراتها وترفض العملاء والارتباط بالدول الأجنبية وتعمل على استعادة كرامتها وسلطانها وتريد أن تؤسس نظامها حسب دينها رغم المؤمرات عليها.
——–
وصل في 8/9/2011 الجنرال كارتر هام قائد أفريكوم إلى الجزائر لضبط حركة السلاح في ليبيا بعد سقوط القذافي حيث دعا المجلس الانتقالي بالقيام بمهمة ضبط السلاح حتى لا يقع في أيدي ما يسمونه بالحركات الإسلامية المتطرفة. وحاول هذا الجنرال أن يدافع عن مهمة أفريكوم التي تستهدف بسط النفوذ الأمريكي في أفريقيا فقال:” أنا قلق من الصورة التي يتم تسويقها عن أفريكوم في الولايات المتحدة وفي أفريقيا. فقد قيل عنها لما أنشئت قبل ثلاث سنوات ونصف أنها ستعسكر السياسة الخارجية الأمريكية. ولكن مع الوقت بددنا الخوف. فنحن نريد أن نصبح شركاء جيدين لأفريقيا”. ولكنه وهو يدلي بهذا القول يثبت أن مهمة قوات أفريكوم هي بسط النفوذ الأمريكي فقال: “عندما تكون المساعدة الأمريكية مطلوبة سنرحب بذلك” فأية دولة تستعين بأمريكا ستسرع أمريكا للتدخل فيها وفي المنطقة تحت ذريعة المساعدة مثلما فعلت في الخليج عندما طلبت الكويت المساعدة من أمريكا ضد العراق فسارعت أمريكا إلى هناك وبدأت تبسط نفوذها في منطقة الخليج إلى أن احتلت العراق. فطلب المساعدة هو ذريعة للتدخل وبسط النفوذ الأمريكي.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي فقد نشرت صفحة الشرق الأوسط في 2/9/2011 تصريحات لوزير التطوير في حكومة يهود أيوب قرا “بأن العقيد القذافي عرض بواسطة ابنه سيف الإسلام على إسرائيل صفقة لوقف الهجمات العسكرية لقوات حلف الأطلسي الهادفة إلى إسقاطه مقابل إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط وتوقيع سلام في المستقبل بين إسرائيل وليبيا”. وقال : “هناك أصدقاء مشتركون لي ولسيف الإسلام نجل معمر القذافي في النمسا فقد كان أمضى في فينا عدة سنوات خلال الدراسة ومن أبناء صفه يوجد لي أصدقاء تدخلوا لأجل القذافي عندنا والرجل المركزي في الوساطة هو ديفيد لازار مواطن نمساوي يهودي توجه إلينا بذلك العرض”. وقال أيوب قرا: أن القذافي وجه له دعوة رسمية لزيارة رسمية لزيارة ليبيا من أجل التباحث في الاقتراح وأنه شخصيا كان يريد أن يلبي الدعوة ولكن السلطات الإسرائيلية المختصة (يقصد المخابرات) رفضت إعطاء تأشيرة خروج لأسباب أمنية، فتوجه إلى صديقه النمساوي لازار ليسافر مكانه فعلا عن طريق تونس قبل 10 أيام واجتمع سيف الإسلام القذافي وتحدث معه بالتفصيل في العرض المذكور وأبدى القذافي الابن استعداده لزيارة إسرائيل شخصيا برفقة الأسير شاليط والظهور أمام الكنيست مثلما ظهر الرئيس المصري أنور السادات”. وقال قرا أن العرض الليبي أخذ بجدية في إسرائيل وطلبوا من القذافي أن يكتبه خطيا” ولكن في هذه الأثناء انهار الوضع في ليبيا فقررت السلطات الإسرائيلية وقف الاتصالات”.
وهذا يدل على أن الحكام الذين لا يستندون إلى سلطان الأمة كالقذافي بل سائر حكام الأمة وقد سلبوا سلطانها منها مستعدون أن يتنازلوا للأعداء في سبيل حماية عروشهم وفي سبيل بقائهم في الحكم، ومستعدون أن يبيدوا شعوبهم في سبيل ذلك، ولا يهمهم أن يخونوا أمتهم. بالمقابل يجري تحذير المجلس الانتقالي الليبي والذين سيستلمون الحكم في ليبيا من أن يركنوا إلى الدول الاستعمارية التي استعانوا بها كما فعل القذافي من قبل، وهذه الدول ستتخلى عنهم إذا الشعب الليبي ثار ضدها كما تخلوا عن القذافي، وذلك في حالة إذا ما لبى القادة والحكام الجدد مطالب الشعب في ليبيا وعلى رأسها عدم الارتباط بالقوى الاستعمارية أي أمريكا وأوروبا وكذلك جعل السلطان للأمة حتى تقرر ما تريده من نظام لا أن يفرض عليها نظام ديمقراطي مستورد من الغرب فتعود تصطلي بناره كما اصطلت بنظام القذافي الذي كان يقول بالنظام الديمقراطي وجعل حق التشريع للشعب عن طريق اللجان الشعبية. وإذا جعلوا حق التشريع لمجلس الشعب فإنه يساوي اللجان الشعبية. والذي يتغير هو الأسلوب في إدارة الحكم ولكن الفحوى واحد تقريبا.
——–
صمتت أمريكا في الأيام الأخيرة عن الإدلاء بتصريحاتها المعهودة التي كانت تمهل النظام السوري حتى وصل أعلاها أن نظام بشار بدأ يفقد شرعيته وأن عليه أن يتنحى، وقد أدرك الكثير من الناس أن أمريكا متواطئة مع النظام السوري وإلا فلماذا لم تمهل الطاغية القذافي أسبوعين حتى شنت عليه الحرب، ولكن مثيله في الشام الطاغية بشار أسد ومنذ ستة شهور وهو يذبح في الشعب ويقتل الأبرياء ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها الآمنين ولم تحرك ضده شيء سوى تصريحات تحمل في طياتها كلاما مراوغا وعقوبات لا تؤثر على أركان النظام بشيء! فصمتها دل على أنها تقوم بشيء آخر وهو تحريك الجامعة العربية المعروف عنها بأنها لا تتحرك إلا بإيعاز من أمريكا فأعلن رئيس هذه الجامعة نبيل العربي أنه سيزور دمشق بينما أعلن نظام بشار أسد أنه سيستقبله يوم 10/9/2011 وقد تسربت أنباء عن أنه يحمل خطة تحفظ لبشار أسد بقاءه في الحكم على أن تجري انتخابات عام 2013، ومن ثم يستمر في الحكم تحت مسمى الانتخابات. وهذه الخطة تصرف النظر عن الجرائم التي ارتكبها بشار أسد وكأنه لم يحدث شيء سوى مطالب بسيطة من الناس مثل إجراء انتخابات لطاغية حتى تجعله مشروعا. وكأنه لم تزهق أرواح آلاف الأبرياء ولم يعذب الأطفال قبل الرجال، وأن الناس قد نسوا كل ذلك وفتحوا قلوبهم وانشرحت صدورهم للخطة وأنهم سيسامحون الطاغية ويرضون عنه ويقبلون به وبنظامه. فما أن وصلت الخطة إلى مسامع الناس حتى أعلنوا رفضهم لها، وأدركوا أن الجامعة العربية تتآمر عليهم. يظهر أن الجامعة العربية في غفلة لا تدري كيف تسير الدنيا ولا تدري عن موقعها أين هو عندما تطرح مثل هذه الخطة! والشعب في سوريا لا يطالب بإسقاط الرئيس فقط بل يطالب بإعدام الرئيس أي بالقصاص من القاتل وهو حق شرعي محفوظ لها.
——–
صرح عبدالله غول رئيس تركيا في 8/9/2011 مدافعا عن الخطة الأمريكية المتعلقة بالدرع الصاروخي الذي سيقام في أوروبا وتركيا قائلا: إن النظام الصاروخي هذا هو نظام دفاعي وموجه ضد السلاح. وهذا السلاح ليس فقط سلاح الدول، بل إن هناك تنظيمات تملك بعض التكنولوجيا المتعلقة به. ولهذا كان النظام الصاروخي دفاعيا بحتا”. وأشار إلى روسيا فقال أن “عليها ألا تنزعج لأن روسيا الفدرالية داخلة في شراكة استراتيجية مع الناتو. فإن ما بين روسيا والناتو تقارب كبير في العلاقات”.
فإذا كان هذا السلاح غير موجه ضد روسيا وكونها شريكا استراتيجيا للناتو والدرع الصاروخي سيقام قسم منه في تركيا ويقول أنه لا يقصد سلاح الدول فقط بل سلاح التنظيمات التي تملك بعض التكنولوجيا. فهو بذلك يشير إلى المسلمين وإلى السلاح الذي بأيديهم. فعبدالله غول يعلن بكل صراحة أنه ضد السلاح الذي بأيدي المسلمين وفي بلادهم ويدافع عن السلاح الغربي وعلى رأسه السلاح الأمريكي. وكأنه يقول أنه يحق لأمريكا وللغرب أن يملكوا السلاح ولا يحق للمسلمين أن يملكوا السلاح ليدافعوا عن أنفسهم. فلا يسأل الرئيس التركي نفسه لماذا تأتي أمريكا وتنصب نظام الدرع الصاروخي في تركيا ولا تنصبه على أراضيها وعلى تخومها لتحفظ أمنها إذا هددها أحد على أراضيها إذا كانت مهمة الدرع الصاروخي دفاعية؟! ولماذا تهاجم أمريكا دول العالم دون توقف منذ تأسيسها حتى اليوم وأمريكا أكثر دولة في العالم شنت حروبا على الدول الأخرى بجانب بريطانيا وفرنسا ودمرتها وعاثت فيها الفساد. ومن بعد الحرب العالمية الثانية فهي التي بدأت بتسعير الحروب الحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحروب في أمريكا اللاتينية وما زالت مستمرة في تسعيرها والعالم يصطلي بنارها وخاصة البلاد الإسلامية من العراق إلى أفغانستان إلى باكستان والصومال وفي فلسطين حيث تقف وراء كيان يهود وتمده بالسلاح والعتاد والمال وبكل أسباب القوة. فيظهر أن الرئيس التركي موالاته وتبعيته لأمريكا أنسته كل ذلك وجعلته يدافع عن أمريكا وعن خططها وأسلحتها ويهاجم أمته وسلاحها ويتهمها وكأنها هي التي تهدد أمريكا والغرب.
——–
كان كريموف طاغية أوزبكستان قد وعد بإصدار عفو عام عن السجناء في هذه الأيام بمناسبة الذكرى العشرين للاستقلال ولوضع الدستور وكانت الأجواء في أوزبكستان تهيئ لذلك، والبرلمان يستعد للمصادقة عليه ولكنه أعلن اليوم تخليه عن ذاك العفو بذريعة أن البلد أي النظام ما زال تحت تهديد الإرهاب. مع العلم أن عشرات الآلاف من الأبرياء منذ سنين طويلة وهم يقبعون في سجونه ويمارس عليهم أقسى أنواع العذاب كما أنه يروع الآمنين في بيوتهم ويعتقل الحرائر من خدورهن. وقد عذب الكثير من شباب حزب التحرير ومن غيرهم من أبناء الحركات الإسلامية وقتل تحت التعذيب الكثير وما زالت الأنباء تتوارد وتتواتر عن تلك الجرائم. ويقبع في سجونه حاليا أكثر من 6 آلاف من شباب حزب التحرير. وهو يعرف والكل يعرف أن حزب التحرير لا يستعمل العنف ولا العمل المادي في دعوته، بل يستند إلى العمل الفكري والسياسي البحت. ومنظمات حقوق الإنسان في العالم تنشر جرائمه والدول كلها تعرف ذلك ومع ذلك فإن هذه الدول تستمر في علاقتها الطبيعية مع هذا النظام ولا تستنكر عليه. ومن ناحية أخرى تقول الأنباء أن وسائل الإعلام للنظام تحجب أخبار الثورات في العالم العربي وفي ذات الوقت يقوم كريموف ويهاجم هذه الثورات ويتهمها بأنها عميلة لدول امبريالية وخاصة الثورة في سوريا حيث دافع عن قرينه الطاغية بشار أسد وهاجم الشعب في سوريا واتهمهم بأنهم عملاء للاستعمار.