خبر وتعليق النظام الحاكم في اليمن يستخدم القاعدة ضد الحراك الجنوبي
يوم 5 أيلول/سبتمبر الجاري وجه الطيران الحربي ضربات جوية استهدفت مستشفى الرازي والمسجد الكبير بجعار ذهب ضحيتها نحواً من ثلاثين بين قتيل وجريح. كما استهدف قصف الطيران الحربي مدينتي زنجبار وشقرة في محافظة أبين، ومباني حكومية أخرى بمدينة جعار.
وذكر مسئول في المجلس الأهلي الذي شكل حديثاً بجعار بعد غياب السلطة المحلية المفاجئ بما فيها محافظ المحافظة، ذكر أن المجلس الأهلي كان على وشك استلام المستشفى بعد خروج مسلحي “القاعدة” الذين كانوا يحتلونه، وأن المجلس قام بتوجيه نداء للناس عبر مكبرات الصوت من المسجد الكبير “الذي تعرض للقصف” بالذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج فيه بعد أن كانوا لا يستطيعون الذهاب إليه في وقت سابق. كما أن إمام وخطيب الجامع الكبير قد ظهر في تسجيلات مصورة ضمن فعاليات الحراك الجنوبي.
وجدير بالذكر أن مدينة جعار وزنجبار عاصمة محافظة أبين كانتا قد سلمتا لعناصر مسلحة تابعة للـ”قاعدة”من قبل السلطة المحلية فيها أواخر شهر أيار/مايو الماضي، وأنزلت طائرات الجيش التابع للنظام الحاكم في اليمن مواد غذائية وتموينية للعناصر المسلحة من”القاعدة” في محيط مدينة زنجبار أواخر شهر آب/أغسطس الماضي.
جيش النظام الحاكم في اليمن كان يحول دون تقدم ألويه عسكرية نحو زنجبار لطرد المسلحين منها ومن بقية المدن بتعريض قواتها للقصف من قبل القوات البحرية المرابطة على مقربة من شواطئ أبين، حتى أنه وجه النيران من طائرة حربية تابعة له “قيل أنها بالخطأ” نحو فيصل رجب قائد اللواء 119 الذي صار يتجه صوب زنجبار عاصمة محافظة أبين، وتعرض يوم الثلاثاء 6 أيلول/سبتمبر الجاري لمحاولة اغتيال جديدة من خلال كمين مسلح نصب له.
سبق أن حدث في وقت سابق في محافظة أبين حين أراد النظام الحاكم في اليمن توجيه ضربة عسكرية للحراك الجنوبي في لودر ومودية فإنه أوعز “للقاعدة” التابعة له أن تذهب إلى هناك ثم جاءت قوات النظام ووجهت ضربتها للحراك في كل من لودر ومودية تحت لافتة الحرب على”القاعدة”.
والعناصر المسلحة”للقاعدة” أرادت في وقت سابق الدخول إلى عاصمة محافظة لحج للسيطرة عليها مما جعل عناصر مسلحة تابعة للحراك تمنعها، وقد كرر نفس السيناريو للسيطرة على عدن وتصدت لها عناصر مسلحة من الحراك بنفس الطريقة.
لقد أصبح جميع الناس في اليمن وفي أبين بشكل خاص يعرفون الآن أن علي عبد الله صالح ونظام حكمه يواجه الحراك الجنوبي بـ”القاعدة”، وقد استطاب فعله هذا مع الاعتصامات القائمة المطالبة برحيله عن كرسي الحكم في اليمن منذ شهر شباط/ فبراير الماضي في 17 محافظة في اليمن، ومن المؤسف أن عناصر من”القاعدة” قد صاروا مجرد حجر شطرنج في يد علي عبد الله صالح يحركها كيف يشاء بحجة أنهم يحاربون الاشتراكيين. ألم يتعظوا مما مضى حين دعاهم للمشاركة إلى جانبه في حرب صيف 1994م ثم ألقم بعضاً منهم وظائف في نظامه ومن لم يقبلها كان مصيره السجن والملاحقة. أما الحراك فبدلاً من حل مشكلته سياسياً ذهب يواجههم عسكرياً.
وكما أن هناك شقين لعناصر القاعدة المسلحة أحدهما يعمل لصالح النظام الحاكم فهناك شقين في الحراك الجنوبي أحدهما يعمل لصالح النظام الحاكم، فحينما توجه الطائرات الأمريكية من دون طيار نيرانها لقتل عناصر القاعدة المسلحة التي لا تعمل مع النظام الحاكم فإنها تمد يد العون المالي والاستخباراتي لعناصر الحراك التي لا تعمل مع النظام الحاكم. إن علي عبد الله صالح ومن يقفون ورائه يخوضون صراعاً مع الحراك الجنوبي ومن يقفون ورائهم فهل من معتبر يخوض الصراع بنفسه ولأجل أهداف يحددها هو لا يحددها غيره.
مهندس:شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن