بيان صحفي السلطة الفلسطينية ووزير أوقافها يشهدون على أنفسهم بخيانة الله ورسوله والمؤمنين بتأكيدهم على شرعية الاحتلال
بلا أدنى حياء من الله ورسوله والمؤمنين قال وزير أوقاف السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، يوم أمس خلال مداخلته في مؤتمر حوار الأديان والثقافات في مدينة ميونخ في ألمانيا “بأنّ الشعب الفلسطيني قدَّم الكثير من أجل السلام، وأن ذهابه إلى الأمم المتحدة لا يهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل وإنما يهدف إلى انتزاع الاعتراف بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.”
الوزير يشهد بذلك على خيانته، هو وسلطته، لله ولرسوله وللمؤمنين باعترافهم بشرعية كيان يهود الغاصب لأرض فلسطين، بل وبجعل شرعية الاحتلال ليست محل نقاش أو جدل، وهو ذاته تصريح محمود عباس بالأمس في لقاء له مع رؤساء تحرير الصحف في القاهرة، حيث قال عن ذهابه إلى الأمم المتحدة: “نحن لا نريد من خلال هذه الخطوة عزل إسرائيل، ولا نرغب بذلك، كما أننا لسنا ذاهبين لنزع الشرعية عنها”، وهذا بحد ذاته تأكيد على أنّ الاعتراف بشرعية السلطة هو اعتراف بشرعية الاحتلال.
إنّ الوقاحة التي باتت تتحدث بها السلطة وأزلامها عن شرعية الاحتلال لهي سابقة خطرة وكبيرة، وهي من وزير الأوقاف الذي تعتبره السلطة أعلى “سلطة دينية” في البلاد، أشد جرما وأعظم إثما، إنه لتجرّؤٌ عظيم على دين الله أن يقول وزير الأوقاف: “لا نريد أن ننزع الشرعية عن إسرائيل”، ولم يكتف وزير الأوقاف أن يحمل وحده وزر هذا الموقف المخزي، بل إنه يحاول أن يسوق معه خطباء المساجد إلى نار جهنم، مع التهديد بالفصل من الوظيفة إن هم عصوا أوامره، حيث أصدر لهم أمراً بأن تكون خطبتهم في الجمعة القادمة لتأييد السلطة في الذهاب إلى الأمم المتحدة، وهو بهذا يحول منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم – منابر النور والهداية – إلى منابر سلطوية يُروج من خلالها للاحتلال اليهودي، ولرميها في أحضان الدول الاستعمارية الكافرة، ومؤسساتها وأدواتها الاستعمارية.
إن من الغريب العجيب أن ينطق وزير الأوقاف الهباش ( الذي يُفترض أنه درس شيئاً من الإسلام ) بهذا الكفر البواح، ولكن يبدو أنه درس التلمود ومنهج فرعون أكثر مما درس الإسلام، فهام حباً باليهود وشرعيتهم، واتبع هو وسيده سياسة “لا أريكم إلا ما أرى” وسياسة “أنا ربكم الأعلى”.
إنّ فلسطين التي رويت بدماء الشهداء والصحابة والأطهار لن تكون يوما للغاصبين اليهود، وإنه ليس لربيبة الاحتلال سلطة أوسلو، أن تقرر بشأنها أو تتحدث باسم أهلها، ففلسطين أرض إسلامية صرفة وستبقى كذلك إلى يوم الدين، وأهل فلسطين لن ينطق باسمهم إلا خليفة المسلمين الذي ستبايعه الأمة على كتاب الله وسنة نبيه، وسينطق خليفة المسلمين بكلمات يصيخ لها العالم، توجهُ جحافلَ الجيوش إلى الجهاد والتحرير، لا إلى الأمم المتحدة ولا إلى طاولة المفاوضات.
إننا ندعو المسلمين عامة وأهل فلسطين خاصة إلى أن ينكروا على السلطة أفعالها وأقوالها وأن يكونوا لمخططاتها ومشاريعها الخبيثة بالمرصاد، وأن يعلنوها للسلطة بأنّهم لا يعترفون بشرعيتها وشرعية الاحتلال من ورائها.