(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) انكشاف الدور التركي في سوريا: اختطاف وتسليم الضابط حسين هرموش إلى النظام السوري
أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء يوم الأربعاء في 14/09 أن التلفزيون الرسمي سيبث مساء الخميس في 15/09 اعترافات المقدم حسين هرموش [أول ضابط منشق منذ حزيران الماضي وهو قائد “حركة الضباط الأحرار” الذي يضم عشرات الضباط]. وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أنه قد تم إلقاء القبض عليه مع مجموعته التي تضم 13 ضابطاً وعنصراً في عملية نفذها الجيش السوري في ريف إدلب.
عقب ذلك أصدرت “حركة الضباط الأحرار” بياناً حمَّلت فيه الحكومة التركية “المسؤولية الكاملة” عن اعتقاله وتسليمه إلى دمشق. وأضاف البيان أن الضباط “لجؤوا إلى تركيا لتأمين الحماية لهم فغدوا مهددين من قبلها” وأضاف أن تركيا “وضعت بهذا نفسها بموقف المعادي للشعب السوري وبشكل واضح. فدماء السوريين ليست مجالاً للتفاوض بين أي حكومة أو جهاز أمني، وليست مجالاً للصفقات”.
إن ما جاء في وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري من أنه اعتقل في ريف إدلب، أي في الأراضي السورية، أي أنه لم يسلَّم، هو خبر كذّبه أهل الضابط نفسه الذين يروون أنه اختفى من المخيم في تركيا الذي يتواجد فيه هو وزوجته وأولاده وأخوه، والخبر بهذا الشكل يدل على تواطؤ سوري تركي رسميين في هذه القضية. ويؤكد ذلك ما ذكر في وسائل الإعلام عن وجود صفقة تقضي بتسليم الضابط من السلطات التركية إلى سوريا مقابل تسليم السوريين لعدد من الأكراد المتهمين بتفجيرات في تركيا، ولعل هذا ما أشار إليه بيان “حركة الضباط الأحرار” بقولهم “فدماء السوريين ليست مجالاً للتفاوض بين أي حكومة أو جهاز أمني، وليست مجالاً للصفقات”. وعملية التواطؤ هذه يؤكدها كذلك أن السلطات التركية كانت تعلم بقصة اختفائه من الأيام الأولى حيث تم مراجعتها على أعلى المستويات للاستفسار عن مصيره، وكان جوابها أنه موجود في مكان آمن، وفي شقة على الحدود السورية التركية، وبعلم السلطات، وسيرجع خلال أيام إلى عائلته. كذلك فقد ذكر أهله أن أخباره قد انقطعت مباشرة بعدما اتصل به ضابط أمن تركي برتبة نقيب للقائه خارج المخيم. هذا ولا يخفى أن تركيا أعلنت منذ بدايات نزوح السوريين إلى أراضيها أن النازحين تحت رعايتها وحمايتها وحدها، فمنعت كل المنظمات الإنسانية الدولية والمؤسسات الإعلامية من أن تدخل المخيمات خوفاً من تسرب جواسيس الدول لشراء الذمم تحت ستار تقديم المساعدات الإنسانية أو التغطية الإعلامية. ثم إن ضابطاً كهذا لا يمكن إلا أن يكون ضمن دائرة المراقبة المكثفة والمستمرة من قبل أجهزة الاستخبارات التركية لجميع تحركاته واتصالاته ولقاءاته… وإن سلمنا جدلاً أن الخطف قد تم من قبل المخابرات السورية وحدها لعُدَّ ذلك بمثابة إعلان حرب من قبل سوريا على تركيا، ولكننا رأينا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكناً.
إننا في حزب التحرير أمام هذا الحادث الخطير، وقلبنا على الثورة السورية المباركة من أن تختطف من قبل أعدائها كما خطف هذا الضابط، نعود ونؤكد على أن النظام التركي هو أحد أهم أعمدة الأنظمة التابعة لأمريكا في المنطقة تماماً كالنظام السوري الحالي، وما يعلنه هو موقف دعائي ظاهره الرحمة ( تأييد الثورة ) وباطنه من قبله العذاب ( لعب دور تأمين النظام البديل العميل لأمريكا ). فالذي لا يعرف خلفية المواقف السياسية للنظام التركي لا يستطيع أن يعرف حقيقة الدور الذي يقوم به. فالموقف التركي ملتبس منذ البداية، فهو يقدم الدعم الفارغ للثورة والتصريحات الرنانة ضد النظام السوري وممارساته وتهديده له في حال تمادى في قتل الناس. وها هو ذا النظام قد تمادى وتمادى وتمادى كثيراً، والنظام التركي قد تأخر وتأخر حتى غاب… أما لماذا هذا التأخر! فلأنه بانتظار التعليمات الأمريكية له. وكما يبدو فإن الخطة الأمريكية تسير على خطين:
– إما بالتغيير الناعم وذلك بالانتقال السلمي الآمن للنظام من عميلها القديم بشار أسد إلى عملائها الجدد، وذلك لفترة قد تمتد حتى سنة 2014م -كما أعلن “نبيل العربي”- ريثما تكون قد هيّأت وجود هؤلاء العملاء الجدد.
– وإما بالتغيير العسكري القاسي وذلك عندما لا ينجح السيناريو الأول، وعندها يعطون الضوء الأخضر لأردوغان للقيام بهذه المهمة. ونسأل الله أن يكون ما حدث قد كشف للمخلصين من أبناء الثورة السورية وضباطها حقيقة الدور التركي وخطورته.
أيها الضباط في سوريا:
إننا في حزب التحرير لم نتفاجأ من مثل هكذا خبر، ولكننا تألمنا لأننا نعلم أن الدور التركي هو أخطر دور ممكن أن يمكر بالثورة السورية، ونقول مخلصين قولة الحريص عليكم والعزيز عليه ما عنتم أن أعلنوها إسلامية من أولها إلى آخرها واجعلوها خالصة لله سبحانه وتعالى. فلا الحماية الدولية ستغير الأوضاع، ولا الشكوى إلى المنظمات الحقوقية الدولية سترد الحقوق، ولا تشغلنكم قوة الغرب المادية من عسكرية وإعلامية عن تأييد الله لكم. فكونوا أقوياء بإيمانكم يسدد خطاكم ويعِنْكُم على التخطيط على أرفع مستوى لأخذ الحكم وجعله لله. وكونوا شجعاناً لا تهابون أزلام النظام وأنتم تعملون لنزع الحكم من أيدي الزمرة الظالمة، واحتسبوا الأجر عند الله واعلموا أن أجلكم حاميكم.
أيها المسلمون الثائرون في سوريا:
إن دماءكم الزكية الطاهرة التي سفكتها زمرة بشار الطاغية يجب أن توصلكم إلى التغيير الصحيح الذي يُرضي الله ورسوله والمؤمنين، وإياكم ودهاقنة الكفار المستعمرين، وبخاصة أمريكا التي تريد استبدال عميل بعميل، وأوربا التي تريد أن يكون لها نصيب… واحذروا مكرهم ومحاولاتهم المستميتة لسرقة ثورتكم، وكونوا على يقين بأن الله معكم ما دمتم معه سبحانه ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. فلا يخدعنكم التضليل من أبواق الغرب وأعوانه بأن التغيير لا يقدر عليه إلا الغرب… بل أنتم بعون الله قادرون، ونحن في حزب التحرير منكم ولكم من الناصحين، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
قال تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).