Take a fresh look at your lifestyle.

نظرة في مسيرات تأييد فلسطين الدولة 194

 

لو نظرنا إلى المسيرات التي انطلقت اليوم في أرجاء فلسطين (المحتلة ) تأييدا مزعوما لقرار فلسطين 194 وإلى حالة الاستنفار التي أعلنت في مختلف المدن والقرى بسبب ذلك  لرأينا حقائق منها:

 

أولا: الغباء السياسي في حشد تلك المسيرات للاحتفال بدولة فلسطين.. فهم  يتغنون أنهم بهذا الاستحقاق المزعوم يحصلون على دولة فلسطين وأنهم بهذا يوفون الشهداء والجرحى حقهم المسلوب !! وأنهم بهذا يمسحون دموع الثكالى والأرامل واليتَّم ، ويعيدون الأسرى والمبعدين إلى حضن أهلهم ومحبيهم !! يريدون أن يصدق غيرهم أكذوبة الدولة التي سيحققونها بهذا الاعتراف من الأمم المتحدة والتي هي أصلا ظالمة لا يُلتمس العدل منها ، خادعة لا يُنتظر الصدق منها .

وما الفائدة من الاعتراف  بدولة مسخ لا تملك أدنى مقومات الدولة؟!  فهي بدون حدود ولا ماء  ولا حتى هواء ، بدون سلاح  ، بدون مصدر دخل ، بل دولة يحتاج رئيسها الإذن إن أراد التحرك خارجها او حتى داخلها . دولة يستطيع أي جندي يهودي حقير أن يوقف وزراءها أو كبراءها على حاجز يضعه ويقول لهم عودوا من حيث أتيتم فلا مجال لكم للسماح بالمرور. دولة تعتاش على المعونات والإقتراض والمساعدات التي تتأرجح حسب مصالح مرسليها .

 

ثانيا : الادعاء بأن مؤيدي هذه الخطوة كثيرون ودليل ذلك هذا الكم من الموجودين في تلك المسيرات ، مع أن الناظر لتلك  الجموع يرى أن جلَّهم من طلاب المدارس ومعلميهم وموظفي السلطة الذين أُجبروا على الخروج في تلك المسيرات وأذعنوا خوفا على وظيفتهم أو من رجالات السلطة واأعوانها والمحسوبين عليها  . فكثير رافضون لهذه الخيانة ويعلمون أن هذا وهم وخداع ، ولكن أمام العالم ووسائل الإعلام يظهرون وكأن الأغلبية موافقة ومؤيدة . وهذا هو التدليس والخداع بعينه .

 

ثالثا :  صرف الأموال على مثل هذه المسيرات في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة والتي تجعلها عاجزة حتى عن دفع رواتب موظفيها الذين يعيشون في قلق وترقب حين يحين موعد استحقاقها . فهناك ملصقات فاخرة وبوسترات وصور ضخمة ومواد دعائية مختلفة وأعلام متعددة الأحجام والأنواع وكلها بكميات كبيرة ومُبالغ فيها .فهم يشكون ويتباكون ليل نهار من الأزمة المالية الخانقة وسياسة التقشف ،، تظهر الاموال هنا ولهذه التفاهات . أم أن الأموال لا تظهر إلا لخدمة أجنداتهم السياسية وتنازلاتهم المخزية ؟!

 

رابعا : التأكيد مرارا وتكرارا بأن تلك المسيرات سلمية وبأن لا ينجروا إلى محاولات اليهود بجرهم إلى العنف !! فيكفي شهداء ويكفي جرحى !! وهذا أوان الدبلوماسية ويريدون إظهار أنهم ينزعون إلى السلم لا إلى العنف حتى ترضى عنهم الدول الغربية وتمنَّ عليهم بالاعتراف بهذه الدولة على ورق . فقد مضى عهد العنف وأتى دور المفاوضات الذي هو استمرار  الذلة والمهانة والتنازل والاستسلام.

 

وأخيرا .. وأنا أكتب  لفت انتباهي  على التلفاز فعالية من فعاليات التأييد في رام الله ، ألا وهي رقصات للشباب والفتيات الكاسيات العاريات على أغانٍ”وطنية “.. عفوا  اختلطت علي الكلمات فهم لا يسمونها رقصة.. بل دبكة شعبية ، والحضور يتمايل على أنغام هذه الأغاني! وهذا ليس اختلاطا وليس منكراً  بل مظهر حضاري يبرز التراث الفلسطيني حتى لا يندثر …  فكله فداء  ترابك يا وطن!!!

 

ألا يعلم كل من شارك في هذا الإثم أنهم بهذا يخونون الله ورسوله !!

ألا يعلمون أنهم يقولون للقدس وداعا ؟!

أنهم بقولون لحق العودة للاجئين إذهب بلا عودة  ؟!

أنهم يقولون للحق التاريخي للمسلمين في فلسطين هذا حق مضى وقت استحقاقه والآن يكفينا فتات الفتات ؟!

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  حيث قال : “من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام “.

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

اللهم أنر بصيرتهم واهدهم سواء السبيل

 

 

مسلمة