Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق التقاء خطاب المفاوضين وخطاب الممانعين عند حق تقرير المصير للفلسطينيين

 

تضمن افتتاح المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي انطلق في طهران السبت 1-10-2011، تحت شعار “فلسطين وطن للفلسطينيين”، تصريحاتٍ مضللةً حول القضية الفلسطينية من قبل “مرشد الثورة الإسلامية في إيران” آية الله خامنئي: إذ رفض “أي مشروع يهدف إلى تقسيم فلسطين”،  وحذّر من “أن خطة الفلسطينيين لنيل الاعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة تعني إنهاء حق العودة وحق الفلسطينيين في أراضي 1948″، فيما قدم مبادرة إيرانية بشأن القضية الفلسطينية، قائمة على “استفتاء الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره بنفسه ولتقرير نظامه الحاكم”، بحيث يشارك فيها “جميع الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين واليهود”.

 

حقيق على من يعتبر نفسه مرشدا لثورة إسلامية أن يدرك أن فلسطين هي جزء من أرض المسلمين، وهي التي يجب أن تعود للأمة الموحدة تحت حاكم واحد، يحرر البلاد ويوحد العباد ويطبق نظام الإسلام، عبر طريق واحد وهو الجهاد، وتحريك جيوش البلاد الإسلامية.

 

ولكن إيران التي ظلت تضلل في مواقفها السياسية برفع شعار الممانعة ورعاية المقاومة تتكشف باستمرار عن مشروع سياسي باطل ينفذ مصالح الغرب، بل إن ساستها يفصحون اليوم عن مبادرة لاستفتاء على أمر حسمه الإسلام، وكأن مرشد الثورة لم يعلم أن الأحكام الشرعية ليست محل استفتاء بل هي منزلة من رب العباد للتنفيذ والتطبيق، وأن نظام الحكم واحد حددته شريعة الإسلام ولا مجال فيه لاستفتاء.

 

ومن المؤسف أن الخطابات السياسية في مناسبات ينظمها من يرفعون شعارات إسلامية، كحال هذا المؤتمر، تدور حول دعوى “تقرير المصير للفلسطينيين”، وهي دعوى زائفة ومضللة، شأنها شأن شعار هذا المؤتمر الإيراني، ففلسطين ليست ملكا خاصا للفلسطينيين، ولا يتغيّر حكم وجوب تحريرها المناط بالأمة الإسلامية، حتى ولو قبل أهلها بخلاف ذلك، وهو غير أمر وارد.

 

إن للأمة حقا في فلسطين ليس عرضة للجدل والنزاع، وإن على الأمة واجبا تجاه قضيتها ليس محل خلاف لكل من يفهم الإسلام فهما صحيحا، ومن المخزي أن يتم تضليل هذه الحقوق والواجبات ضمن مؤتمرات ينظمها ويشارك فيها من يرفع شعارات الممانعة والمقاومة.

 

إن خطاب المفاوضين وخطاب الممانعين يلتقيان عند المفهوم الباطل لحق تقرير المصير، ليكشف للأمة أن كثيرا من الشعارات ترفع لاستهلاك الشعوب واستمالتها استغلالا لمشاعرها الإسلامية، ومن الواجب على الأمة أن تختبر الشعارات والأعمال بمقياس واحد متمثل في عقيدتها والأحكام المنبثقة عنها.

 

“وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ”

 

 

الدكتور ماهر الجعبري 

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين