الجولة الإخبارية 12-10-2011
العناوين:
• مسئولو دول الناتو يعلنون أنهم لن يتركوا أفغانستان وسيبقون قواتهم هناك تحت ذريعة تدريب القوات الأفغانية وعدم إحداث فراغ
• الشركات الرأسمالية بدأت تشكو من دولها بعدما كانت الدول الرأسمالية تشكو من شركاتها بسبب تفاقم الأزمة المالية
• البطريرك الماروني السابق صفير يشير إلى أن البطريرك الماروني الجديد الراعي يتلقى توجيهات من الفاتيكان ومن سواه
التفاصيل:
في الذكرى العاشرة للاعتداء الأمريكي وحلفائه في الناتو على أفغانستان واحتلالهم لهذا البلد الإسلامي بعد فتكهم في أهله وتدميرهم له، اجتمع وزراء دفاع الناتو في بروكسل لمدة يومين معلنين إصرارهم على البقاء في أفغانستان. فقد صرح الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن قائلا: “لا يجب أن يكون هناك أي سوء فهم، نقل المسؤولية الأمنية ليس معناه المغادرة. لن نغادر عندما يتولى الأفغان مسؤولية القيادة” وأضاف: “سوف نظل ملتزمين بمهمتنا ولن نغادر ونترك وراءنا فراغا”. وادعى أن “تدريب قوات الأمن الأفغانية سوف يكون عنصرا رئيسا للتواجد في مرحلة ما بعد العام 2014”. وأما وزير دفاع أمريكا ليون بانيتا فقال أمام هؤلاء الوزراء أن “الولايات المتحدة وهي تقلص وجود قواتها في أفغانستان لن تسحب موارد هامة مثل مجموعات الإجلاء الطبية وطائرات الهيليكوبتر وقواعد المخابرات التي يحتاجها الحلفاء”. وأكد أنه “من الواضح أن لا أحد يتعجل الخروج، على العكس هناك التزام حقيقي من الجميع بعلاقة ثابتة وطويلة الأمد مع أفغانستان”. وأما وزير الدفاع الألماني توماس دي مايتسيره فدعا إلى ما أسماه “الصبر الاستراتيجي” “للتأكد من أن تخفيض القوات لن يضر أمن القوات المتبقية”. وأنه “لا يجب أن نكرر ذلك الخطأ، لا يجب أن ندلي بتصريحات متسرعة عن حجم وسرعة سحب القوات”. وقال أن “ألمانيا سوف تنسحب بحذر لأن النزول من شجرة أكثر صعوبة من تسلقها”.
والجدير بالذكر أن الأمريكيين يظهرون نفس الذريعة لإبقاء قوات لهم في العراق وهي تدريب القوات العراقية وعدم إحداث فراغ أمني وعدم قدرة القوات العراقية على ضبط الوضع الأمني. فالأمريكيون خاصة والغربيون عامة يبدعون في استعمال الحيل والألاعيب والخداع سواء باستخدام الألفاظ والمصطلحات أو القيام بأعمال ظاهرها حسن وباطنها قبيح فتنطلي على السذج وعلى الأغبياء. فإن الجبال لِتزول من مكرهم. ولكن الهدف هو إبقاء سيطرتهم على العراق وأفغانستان لمنع تحرر هذين البلدين الإسلاميين من قبضتهم وقبضة الغرب الاستعماري بشكل عام.
——–
قدر صندوق النقد الدولي خسائر البنوك التجارية الأوروبية من أزمة اليورو بنحو 200 مليار يورو منذ العام الماضي إضافة إلى خسائر أخرى بسبب مخاطر الائتمان المتعلقة بعمليات القروض الداخلية التي تقدر بنحو 100 مليار يورو. وذلك من جراء الديون السيادية. وذكر أن خسائر البنوك الأوروبية يرجع إلى ثلاثة أسباب رئيسة: أولها التكلفة المرتفعة لتأمين السندات السيادية التي تحملها قيمة موجودات سندات الديون السيادية مع استفحال أزمة اليورو وتضاؤل احتمال معالجتها. وثانيها: النقص الكبير في السيولة خلال الشهور الأخيرة الذي اضطرها إلى الاقتراض بسعر أعلى للحصول على تمويلات قصيرة المدى. وثالثها الانخفاض الكبير في أسهمها؛ حيث فقد ثمنها 5% في المتوسط، ووصلت خسائر الأسهم لبعض البنوك إلى أكثر من 14% مثل بنك “ديكسيا” البلجيكي الفرنسي الذي تم تعليق التعامل في أسهمه. وقد تعرضت البنوك الأوروبية لأزمة سيولة حادة خلال الشهر الماضي مما اضطر المركز الأوروبي إلى التنسيق مع كل من البنك المركزي الأمريكي والبنك المركزي البريطاني والبنك المركزي السويسري والبنك المركزي الياباني لضخ مليارات الدولارات في البنوك التجارية الأوروبية بعد أن وقفت عاجزة عن تمويل الكمبيالات التجارية. وكانت وكالة موديز للتصنيف قد خفضت في 7/10/2011 تصنيف 21 مصرفا أوروبيا منها مصارف كبرى. إلى جانب ذلك هاجم رئيس البنك الدولي روبرت زوليك رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل قائلا: إنها لا تملك رؤية واضحة لمعالجة أزمة اليورو”. وقال: “تحدث أمور كثيرة في السياسة بطريقة عشوائية، لكن الاقتصاد والأسواق تحتاج إلى توجه ووضوح”.
عندما تفجرت الأزمة المالية في عام 2008 ظهر للناس أن المشكلة تتجسد في الشركات وتلاعب القائمين عليه فحسب، فقامت الدول بضخ الأموال لإنقاذ الشركات ومحاسبة بعض القائمين عليها. والآن ظهر أن الدول لديها أزمة مشابهة وأن المشكلة ليست في الشركات فقط بل في الدول أيضا. في الديون السيادية أي ديون الدول. مما ينذر بإفلاس الدول أو انهيارها بجانب ديون الشركات وانهيارها وإفلاسها كل ذلك يدل على فساد النظام الراسمالي وأنه مهدد بالانهيار كليا. فكانت الشركات محتاجة للسيولة وما زالت محتاجة والآن أصبحت الدول محتاجة للسيولة. والكل يتهم بعضه البعض ويرجع إليه السبب؛ فألمانيا تتهم اليونان واليونان تتهم ألمانيا والبنك الدولي يهاجم رئيسة وزراء ألمانيا وألمانيا تهاجم السياسات الأمريكية. مما يدل على عمق الأزمة وأنهم عاجزون عن حلها أو الخلاص منها. ويظهر أنه بجانب الحرب الاقتصادية تؤججها حرب سياسية. ومنطقة اليورو مهددة بالانهيار فتشكل ذلك ضربة للاتحاد الأوروبي الذي يسعى لأن يكون كيانا سياسيا واحدا ينافس كيان أمريكا السياسي. وتعمل ألمانيا وفرنسا على إنقاذ هذا الاتحاد بإنقاذ اليورو ودوله وشركاته، وقد اجتمعت رئيسة الوزراء الألمانية ميركل مع الرئيس الفرنسي ساركوزي في 9/10/2011 في محاولة منهما لإنقاذ ما يستطيعان إنقاذه من الوضع المترنح لمنطقة اليورو وإظهار أنهما استطاعا أن يتوصلا لحلول وذلك قبل أن يحل موعد اجتماع دول العشرين في الأيام القادمة، مع العلم أنهما في مؤتمرهما الصحفي المشترك الذي عقداه لم يأتيا بحلول جديدة وإنما تظاهران كأنهما توصلتا إلى حلول وذلك لتطمين الأسواق وخوفا من أن يتعرض اليورو ومنطقته لضربة أخرى.
——–
نشرت في 9/10/2011 تصريحات لبطريرك الموارنة السابق مار نصر الله بطرس صفير أدلى بها في حديث له مع إذاعة “صوت لبنان”؛ حيث علق على سؤال وجه له عما إذا كان البطريرك الماروني الذي حل محله البطريرك بشارة بطرس الراعي يتكلم بتوجيهات من قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر والكرسي الرسولي عندما قام بطرس الراعي بتأييد نظام الطاغية بشار أسد في قمعه للشعب في سوريا فقال: “لا أعرف إذا كان هناك توجيه أم لا، فهو قد ذهب إلى الفاتيكان وقابل قداسة البابا وهو يتلقى المراسلات التي تأتيه من الفاتيكان ومن سواه”. يبدو في كلام البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير إقرار بأن البطريرك الحالي بشارة الراعي يتلقى توجيهات وتعليمات من بابا الفاتيكان. لأنه لم ينفِ أن البطريرك الراعي لم يتلق توجيها، بل أراد أن يؤكد ذلك بعبارة أخرى عندما قال “فهو قد ذهب إلى الفاتيكان وقابل قداسة البابا وهو يتلقى المراسلات التي تأتيه من الفاتيكان ومن سواه” أي أن هناك إمكانية أن تأتي هذه التوجيهات عبر المراسلات وهناك احتمال أنه تلقى هذه التعليمات والتوجيهات عندما زار الفاتيكان. ويتلقى تعليمات “من سواه” فهذا يدل على أن هناك من يملي عليه هذه التوجيهات مثل النظام السوري وكذلك أمريكا التي تقف من وراء النظام السوري بصورة خفية يدركها السياسيون بل أصبح عامة الناس يدركونها. وبدأ هذا البطريرك الجديد يظهر على أنه انحاز إلى فريق الموالين للنظام السوري والمدافعين عن جرائمه.
والجدير بالذكر أن المتحدث الإعلامي لحزب التحرير في لبنان أشار إلى ذلك في بيانه في تاريخ سابق أي في 18/9/2011 عن موقف البطريرك الراعي فقال: “وإن هذه المواقف تعبر عن توجه فاتيكاني تجاه الثورات في المنطقة العربية من العالم الإسلامي، إذ يبدو أن الفاتيكان يخشى أن يؤدي استرداد الأمة الإسلامية سلطانها المغصوب إلى أن تقرر مصيرها بنفسها، ما يعني أنها ستحيا حياتها الإسلامية وتعيد تطبيق نظامها الإسلامي عن طريق إقامة الدولة الإسلامية ومن ثم تحمل الإسلام من جديد رسالة إلى العالم. وهذا ما يرى فيه الفاتيكان بالطبع خطرا داهما لطالما واجهه خلال القرون الماضية”.