من اروقة الصحافة الانتقالي الليبي يعترف بالمجلس الوطني السوري
قرر المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الاثنين، الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض وإغلاق السفارة السورية في طرابلس.
وقال موسى الكوني، عضو المجلس الانتقالي، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس إن ” المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر في اجتماع اليوم الاعتراف بالمجلس الوطني في سوريا وقرر أيضاً غلق السفارة السورية في ليبيا “.
ورفض الكوني، ممثل الطوارق في المجلس، الرد على استفسارات الصحافيين حول هذا الموضوع، مكتفياً بإعلانه المقتضب.
ولاحقا أوضح الكوني في تصريح لوكالة فرانس برس أن النظام الليبي الجديد يعترف بالمجلس الوطني السوري ” كحكومة شرعية وحيدة ممثلة عن الشعب السوري “.
وأوضح أنه كلف رسميا من المجلس الإعلان عن هذا الاعتراف.
وأضاف أن ” اعترافنا بهذا المجلس هو اعتراف بثورة الشعب السوري، فكما عانى الشعب الليبي فإن معاناة الشعب السوري مماثلة: هناك رئيس في سوريا يقتل شعبه، وهذه الدولة (سوريا) تمارس الإرهاب، وقد دعمت في السابق القذافي، ونحن كثوار ليببيين ذُقنا الأمرّين من نظام مشابه، ومررنا بأزمة الاعتراف “.
يبدو أن “موضة” المجالس الانتقالية قد أصبحت منتشرة في العالم الإسلامي، حيث وجد الغرب بذلك أسلوبا للالتفاف على الثورات المباركة وحرفها وتضليلها من خلال إيصال بعض الشخصيات والأحزاب والمنشقين إلى سدة العمل السياسي وخلق وسط سياسي جديد لا يخرج عن المسموح به غربيّاً، ليبقى هذا الوسط الجديد – القديم ضمن الوعاء السياسي الغربي، وبهذا تستمر الهيمنة السياسية والعسكرية الغربية على بلاد المسلمين ولكن بشكل متجدد وبوجوه جديدة.
فالمجلس الانتقالي في ليبيا كان له الدور الأبرز في حرف الثورة الليبية التي انطلقت تطالب بالقضاء على النظام وما يمثله من تبعية وخنوع وانبطاح وخيانة وحكم بغير ما أنزل الله، إلى أن جعل هذا المجلس وجه الثورة يطالب بالدولة المدنية والتعددية ورفع رايات فرنسا وبريطانيا والتنسيق مع قوى الكفر وإدخال الجيوش الغربية والاستعانة بها، وما تبع ذلك من عقود نفطية وشراكات سياسية واقتصادية وغيرها… أي أن الثورة المباركة تمخّض عنها مجلسٌ قزم، لا بد من عزله وإقصائه أيضا والعودة بليبيا إلى أصلها الحقيقي وهي جزء من دار الإسلام، لتحكم بشرع الله عز وجل.
أما اعتراف المجلس الليبي بالمجلس السوري بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري، فإن فكرة الممثل الشرعي والوحيد قد ذاق ويلاتها أولا أهلُ فلسطين، عندما فُرضت عليهم منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد إلى أن وصل بها الحال للتنازل عن معظم فلسطين، وثانيا فقد ذاق وما زال أهل ليبيا من المجلس الانتقالي الليبي تفرُّدَه بالقرار السياسي كممثل شرعي ووحيد، ليستمر بالتبعية للغرب كما كان القذافي الخائن، وها هي القرارات تلو القرارات في المنح الاقتصادية والنفطية والسياسية.
إن المجلس السوري لا يمثل أهل سوريا الذين خرجوا بثورتهم صادعين بشعارات أهمها ( هي لله، هي لله ) بل إنه يمثل مصالح الغرب وعلى رأسه أمريكا التي تحاول الالتفاف على هذه الثورة المباركة وتضليلها وتفريغها من مضمونها الثوري المطالب بالقضاء على النظام.
وما محاولات الاعترافات المتبادلة بين المجالس أو الحكومات بهذه المجالس إلا من أجل نشرها وشرعنتها إقليمياً ودولياً لتكون عنوانا للتدخل الغربي من خلال التنسيق معها وضمِّها تحت جناحها.
إن الذي يمثل أهل الشام هو الإسلام العظيم، وكذلك أهل ليبيا ومصر وكافة أصقاع المعمورة، وعليهم جميعا المطالبة بالوحدة على أساس الإسلام، في دولة واحدة تسوسهم على منهاج النبوة.
اللهم عجل بنصرك
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أبو باسل