بيان صحفي حزب المؤتمر الحاكم في اليمن يشهر تياراً سياسياً جديداً بديلاً عنه والمضبوعون بالثقافة الأجنبية هم دعاة الدولة المدنية
كتبت صحيفة الثورة الحكومية الصادرة في اليمن يوم الاثنين 31 تشرين أول/أكتوبر المنصرم في عددها 17155عن إشهار تيار الوعي المدني وسيادة القانون يوم الأحد 30 تشرين أول/أكتوبر المنصرم في صنعاء تحت شعار “يمن مدني”. وبحسب المؤسسين فإن تأسيس هذا التيار يأتي في لحظة تاريخية فاصلة من تاريخ اليمن، ويضم التيار نخبة من السياسيين والمفكرين والمثقفين والخبراء ورجال الأعمال.
حزب المؤتمر الحاكم كان قد أعد هذا التيار كبديل عنه حين شعر بإفلاسه ودنوّ أجل رحيله وخروجه من الحياة السياسية حتى يستطيع مواصلة مشواره في الحكم بثوب واسم جديدين وشعارات توافق الثورة القائمة في اليمن. فقد جاء تيار الوعي هذا بعد جهود متواصلة ومثابرة ومتأنية ومدروسة من قبل راسمي سياسة حزب المؤتمر الحاكم والقائمين عليه. وكانت فكرة إنشاء هذه التيار محل نقاش في ورشة العمل التي عقدت متزامنة مع المؤتمر الذي أقامه منتدى اليمن التابع لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي البريطاني للدراسات تشاتم هاوس بعنوان “اليمن.. الديناميكية السياسية والإطار العام للسياسة الدولية” في الفترة 1ـ2 تشرين ثاني/نوفمبر 2010م في لندن بمشاركة من يقومون الآن بتزعم تيار الوعي من منظمات المجتمع المدني التابعة للنظام الحاكم. تيار الوعي المدني وسيادة القانون حديث التأسيس لم يُخْفِ مناداته بقيم الدولة المدنية ومبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
عبد الكريم الإرياني مستشار علي عبد الله صالح كشف في كلمة وجهها لتيار الوعي “أن بناء الدولة اليمنية المدنية كان محل اتفاق جميع المختلفين سياسياً وفكرياً وإيديولوجياً من الذين تلقوا التعليم في الجامعات الأجنبية.”
الجدير بالذكر هنا أن بعضاً من شباب الساحات المطالبين برحيل علي صالح وإسقاط النظام في اليمن يدعون من جهتهم إلى الدولة المدنية! إذن فيمَ الخلاف وعلى ماذا ثُرْتم؟ إنكم ثرتم على دولة مدنية وتسعون لإيجاد دولة مدنية؟ هل ثرتم حتى تعيدوا الكرّة من جديد؟ وبكل بساطة الدولة المدنية ليست من جنسنا كمسلمين لصعوبة فصل الإسلام عن الحياة كما سهل على الغربيين فصلهم النصرانية عن الحياة لعدم وجود تنظيم لشئون الحياة المختلفة في نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي والسياسة الخارجية وغيرها كما هي موجودة في الإسلام.
إن ألمنا وكل حسرتنا ليس فقط على أبناء المسلمين الذين انضبعوا بالثقافة الأجنبية، ولكن على أولئك الذين لم يفطنوا أنهم يتبعون سراباً منذ جرهم الغرب لاتباعه وتقليدهم له قرابة خمسين عاماً وقبولهم بتطبيق أنظمته في الحياة عليهم، وهم بذلك يسيئون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وتنطلي عليهم الخدعة مجدداً بالدعوة إلى الدولة المدنية وهم لا يدرون ما حقيقة هذه الدولة حتى بعد تطبيقها عليهم ردحاً من الزمان!
إن الحل بكل بساطة لكل مشاكلنا هو بالعودة إلى الإسلام وتطبيق نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي والسياسة الخارجية وسياسة التعليم وغيرها المبنية على الأحكام الشرعية في ظل دولة الخلافة بعد أن باءت كل محاولات المسلمين بالفشل في النهوض على غير مبدأ الإسلام.