عيد الأضحى دعوة للتضحية بكل غال ونفيس
الحمدُ للهِ حَمدَ الشَّاكرينْ, والعاقبةُ للمُتقينْ, والصَّلاةُ والسَّلامُ على المبعُوثِ رَحمةً للعالمينْ, وعَلَى آلهِ وَصحبِهِ الطَّيبينَ الطَّاهرينْ, وَمَنِ اهتَدَى بهديِهِ, واستنَّ بِسُنَّتهِ, وَسَارَ عَلى دَربهِ, وَدعَا بدَعوتِهِ إلى يَومِ الدَّينْ، واجعلنا مَعَهُمْ, واحشُرنا في زُمرتِهِمْ, برَحمتكَ يا أرحمَ الرَّاحمينْ.
أما بعد:
يقول الله تعالى: ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴿99﴾ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿100﴾ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴿101﴾ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿102﴾ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴿103﴾ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿104﴾ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿105﴾ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿106﴾ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴿107﴾ ) الصافات.
يحدثنا الحقُّ تباركَ وتعالى في هذه الآيات الكريمة عن قصَّةِ نَبيَّين من أحبِّ أنبياءِ اللهِ إلى الله, تلكَ هي قصةُ إبراهيمَ الخليلَ مَعَ ولَدِه إسماعيلَ الذبيح. تلك القصَّةُ التي تَفجَعُ الوالدَ في ولَدِه ولَيسَ لَه غيرُه, وتفجَعُ الأمَّ في ولَدِها ولَيس لها سِواه, وتَفجَعُ الولَد في نَفسِهِ وَهي أعزُّ شيءٍ لديه!
أيها المؤمنون:
لقد أمَرَ اللهُ إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ بذبحِ ولَدِه إسماعيلَ عليهِ السَّلام؛ ليتبيَّنَ حُبُّهُ لَه وإطاعَتُه لأوامِرِه. فماذا قالَ الشيخُ الهَرِم؟ وبماذا أجَابَ الخليل؟ أجَل لقَدِ استَجَابَ الخليلُ لأمرِ ربِّه الذي نجَّاه مِن قَبلُ مِنَ النَّارِ حِينَ ألقاهُ الكفارُ فيها, قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ مُسجلاً هذا الحدَثَ في قرآنه العظيم: ( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿66﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿67﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿68﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴿69﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿70﴾ ). (الأنبياء )
لذلكَ أقبلَ إبراهيمُ على ولَدِه إسماعيلَ يُحاوِرهُ حَيثُ قالَ في رَزانَةِ الأنبياءِ, وَوَقارِ الشُّيوخ: ( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ). (الصافات102)
فمَاذا قالَ الغلامُ اليافعُ؟ وبماذا أجَاب؟ والدُّنيا تُلاعِبُهُ وتحتَضِنُه, وَتَرقُصُ في عَينيه؟ فَهل كَابَرَ وعَانَد؟ أم هل ذُعِرَ وخَاف؟ كلا والله! بل لقد كانَ خَيرَ مُعينٍ لِوالِدِه على تَنفيذِ أمرِ الله, فكانَ كأبيهِ طاعةً وعِبادةً وانقياداً لأمرِ اللهِ جلَّ في عُلاه!
فإذا كانَ إبراهيمُ عليه السلام قد ضَحَّى بقلبِه, فإنَّ إسماعيلَ عليه السَّلامُ قد ضَحَّى بنفسِه! وإذا كانَ إبراهيمُ عليهِ السَّلامُ قد ذَرَفَ دُموعَه حَارَّةً بَيضاءَ, فإنَّ إسماعيلَ عليهِ السَّلامُ قد تبرَّعَ بدمائِهِ سَاخِنةً حَمراءَ! وقالَ كلمتَهُ الخالدة التي سجلها القرآنُ الكريمُ بأحرفٍ من نُور: ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ). (الصافات102).
عندها أقبلَ الحبيبُ يذبحُ حَبيبَهُ من أجلِ حَبيبَيهِمَا وهو اللهُ تعالى! فشدَّ إبراهيمُ عليهِ السَّلامُ أعصابَهُ, وأغمَضَ عَينيهِ, وَكفَّ سَمعَه وأصرَّ أذُنيهِ, وتَناسَى أبوَّتهُ, واستعانَ بربِّه صَاحبِ الأمرِ والنَّهي, وصَرَعَ وَلَدَهُ على وَجهِه حتى لا تَمنعَهُ الشفقةُ والعطفُ من تَنفيذِ أمرِ اللهِ سُبحانهُ وتعالى! عندَ ذلكَ ضجَّتِ الأرضُ, واهتزَّتِ السَّماءُ وصَاحَتِ الملائكةُ, وشمَِتَ إبليسُ اللعينُ, واستغاثَ الناسُ: يا للفَظاعةِ والهَول! نبيٌّ يذبحُ نبياً! عندَ ذلكَ خَرجَ النِّداءُ من اللطيفِ الخبيرِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ قيومِ السَّماواتِ والأرض. قال تعالى: ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿104﴾ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿105﴾ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿106﴾ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴿107﴾ ) الصافات.
ويرفعُ إبراهيمُ عليه السلامُ السكينَ عن رقبةِ ولدِه ناظراً إلى السَّماء, شَاكراً للهِ أنعُمَهُ عليهِ أن نجَّى ولَدَهُ إسماعيلَ عليهِ السَّلامُ, فكانت نجاتُه نجاةً لحفيدِه محمدٍ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ, فَسلامٌ على إبراهيمَ وَعلَى ولَدِه إسماعيلَ اللذينِ امتُحِنا فَفازَا ونَجَحا في الامتحان, وصدق الله العظيم إذ يقول: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿120﴾ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿121﴾ وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿122﴾ ) النحل.
أيها المؤمنون:
إذا كانَ إبراهيمُ عليهِ السَّلامُ قد ضحَّى بولَدِه وفَلَذةِ كَبِدِه, وإذا كانَ اللهُ تعالى قد قال في مُحكمِ كِتابِه: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ}. (الممتحنة4) فلنُضَحِّ من أجلِ إعزازِ دينِ اللهِ تباركَ وتعالى, ليُضحِّ كُلٌّ منَّا بشهواتِه, وبِكُلَّ ما آتاه الله من قدراتٍ وطاقاتٍ, وبكُلِّ ما هُو غالٍ ونَفيسٍ لديه, مما أنعمَ اللهُ بهِ عليه, في سبيلِ نُصرَةِ الإسلامِ وعزَّةِ المسلمين, وذلك امتثالاً لأمرِ اللهِ تباركَ وتعالى إذ يقول: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ). (القصص77)
أيها المؤمنون:
لرُبَّ قائلٍ يقول: إنَّ هؤلاء الذين ضحَّوا بأعزِّ ما يملكون أنبياء, فمِن أينَ لنَا بإيمانٍ مِثلَ إيمانِ الأنبياء؟ ومِن أينَ لنَا بعزيمةٍ تُشبهُ عَزيمةَ الأنبياء؟ للإجابة عن هذا السؤال, وحتى لا نُطيل سنكتفي بإيرادِ نموذجٍ واحدٍ من نماذج التضحيةِ والفِداء, لأناسٍ ليسوا رُسُلاً وَلا أنبيَاء.
إنَّ خيرَ مَنْ طبَّق قولَهُ تعالى: ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ) بَعدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم أبو بكر الصديق رضي اللهُ تعالى عنه, فقد وهبهُ الله عقلاً مفكراً, وأعطاهُ جِسماً على البَلاء صَابراً, وأسبَغَ عَليهِ نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة, فمنحَهُ الصِّحةَ والعافيةَ, وأتاهُ الله من الأبناءِ والبناتِ ما تَقرُّ به عينُه, فقد آتاه مِنَ الأبناءِ عبدُ الله, ومِنَ البناتِ أسماء, وآتاه مِن تجارتِهِ الكثيرَ مِنَ المال نَقداً, وآتاهُ مِنَ المال أغناماً كثيرةً باركَ لَهُ فيها, وكانَ لهُ راعٍ للأغنامِ يعملُ عندَه اسمُه “عَامِرُ بن فُهَيرَة”, ودليلٌ قصَّاصٌ للأثر, يستأجرُه في أيِّ وقتٍ يَشاء, اسمُه “عبدُ اللهِ بنُ أُريقِط”.
إنَّ كلَّ ما ذكرناهُ مما وَهَبهُ اللهُ وأعطاهُ لأبي بكرٍ, داخلٌ في مَعنى “ما” ويندرجُ تحتَ قولِهِ تعالى: {فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ}؛ لأن “ما” اسمٌ موصولٌ من ألفاظِ العُموم, فيشملُ تلكَ الأشياءَ كلَّها. فماذا فَعلَ أبو بكرٍ الصديقُ بما آتاهُ اللهُ تعالى؟
لقد سخَّرها جميعها في خِدمَةِ الدَّعوة الإسلاميَّة, في وقتٍ من أشدِّ الأوقاتِ خَطراً عليها, وفي ظرفٍ مِن أصعَبِ الظروف, ألا وهو يومُ الهجرةِ مِن مكةَ المكرمَّةِ إلى المدينةِ المنوَّرةِ, عاصمةِ الدولةِ الإسلاميةِ التي أرسى قواعدَها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. فماذا فعل من أجل ذلك؟ لقد أتى بماله كله, ووضَعهُ أمامَ رَسولِ الله, فقال لهُ رسولُ الله: «ماذا أبقيت لأهلكَ يا أبا بكر؟» فقالَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: “أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَه!”. ممَّا جعلَ أحدَ شُعراءِ الكفَّار يُعرِّضُ به قائلاً:
أطعنا رسولَ اللهِ ستينَ حُجَّـةً فمَا لرسُولِ اللهِ مَا لأبي بَكْـرِ!
أيورثُها بكراً إذا مَا مَاتَ بعدَهُ تِلكَ لعَمري لَقاصِمَـةُ الظَّهرِ!
واشترى راحلتين: إحدَاهُما لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم, والأخرى له؛ لتقلاهما أثناءَ الهجرةِ في طريقهما مِن مكةَ إلى المدينة. وكلَّف ابنَهُ “عبدُ اللهِ” أن يَنقُلَ الأخبارَ مِن مَكة إلى الغَار حيثُ كانَ يختبئُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. وكلَّف ابنَتَهُ ” أسماء” أن تجلِبَ الطعامَ إلى الغار لَهُ ولرسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم. ثمَّ استأجَر الدليلَ “عبدَ اللهِ بنَ أُريقِط” ليدلهَّما على الطريق. وكلَّف راعيه “عَامِر بنَ فُهَيرَة” أن يقوم بطمسِ آثارِ الأقدامِ ليضلِّلَ المشركينَ الذينَ يبحثونَ عنه.
وكان أبو بكر رضي الله عنه يَفتدِى رَسُولَ اللهِ بنفسِه, فيُعرِّضُ نفسَهُ للخطَرِ بدلاً منه, لذلكَ رأيناهُ يدخُلُ الغار قَبلَ رَسُولِ اللهِ, حتى إذا كانَ هُنالِكَ خَطرٌ يتهدَّدُ مَن يدخُلُه, واجَهَهُ أبو بكرٍ بنفسِه فِداءً لرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم! وكانَ مِن شِدَّةِ خوفِهِ عَليهِ يَمشي عَن يَمينِه تارةً, وعَن يَسارِه تارةً أخرى, ويَمشي أمَامَهُ تارةً, وخلفَهُ تارةً أخرى. ولمَّا سألهُ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَن سَببِ ذلكَ قال: يا رسُولَ الله, إذا أنا مِتُّ, فإنَّما أنا رجلٌ واحدٌ, وإذا مِتَّ أنتَ ماتَتِ الأمةُ كلُّها! ليسَ هذا فحَسب, بلِ اشتَرى بلالاً الحبشيَّ رضِيَ اللهُ عنهُ مِن سيِّدِه أميَّةَ بنَ خَلَفٍ, بأربعينَ إوقيةً مِنَ الذهَبِ, وأعتقَهُ لوَجهِ الله, حتى قيلَ: “إنَّ أبا بكرٍ سيِّدُنا, وأعتقَ سيِّدَنا”.
أيها المؤمنون:
أرأيتُم كيفَ يمثِّلُ أبو بكرٍ نموذجاً رائعاً مِن نماذجِ التَّضحيةِ والفداء! وكيف لا يكون كذلك, وقد تتلمَذَ في مَدرسةِ النُّبوةِ عَلَى يَدِ النبيِّ المُعلِّم محمَّدٍ الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؟
فبمثلِ هؤلاءِ الرِّجالِ تَنهَضُ الأمةُ الإسلامية! وبمثلِ هؤلاءِ الرِّجالِ تَتَسنَّمُ ذُرَى المجد, وتُصبحُ قائِدةً لجميع الأمم! وبمثلِ هؤلاءِ الرِّجالِ تحيا حياةَ العزةِ والكرامة! وبمثلِ هؤلاءِ الرِّجالِ تَنتصرُ على أعدائها!
فهل عَقِمَتِ النِّساءُ أن يُنجِبنَ مثلَ أبي بكرٍ الصديق؟ الجوابُ كلا وألفُ كلا, إنَّ هذه الأمةُ الإسلامية – ولله الحمدُ والمنُّة – أمةٌ كريمةٌ معطاء! وهي كَمَا وصَفَها ربُّها وخالقُها خَيرُ أمةٍ أخرجتْ للناس, مَا دامَتْ تأمُرُ بالمعروفِ, وَتَنهَى عَنِ المُنكر! وهي كالغَيثِ لا يُدرى أولُه خَيرٌ أم آخرُه! «الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة». كما أخبرَ الصَّادقُ المصدُوقُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه. وهَا هِيَ أمة الإسلامِ في جَميعِ أقطارِ العَالمِ قد بَدأت تَستفيقُ مِن سُباتها, وتَصحُو مِن غفَوتها, وتُدركُ غايَتَها, وتَنفُضُ عَنها غُبارَ الذُلِّ والمَهَانَةِ, مُحطمةً حَاجِزَ الخَوفِ مِنَ الحُكام الظَلَمَةِ, وتَنتَفِضُ ثائرةً في وجُوهِهِم, مُطالبةً إياهُم بالرَّحيل, ومُضحيةً بدمائها وأرواحها رَخيصةً في سبيل الله!
اللهمَّ أعزَّنا بالإسلام, وأعزَّ الإسلام بنا يا عزيز, اللهمَّ واكتب لأمةِ الإسلامِ مِيثَاقَ عزَّةٍ وتمكين, ووثِّق لها عَهدَ نَصرٍ وعزٍ وتأييد, واحفظ بحفظك, واكلأ بعينِكَ التي لا تَغفلُ ولا تَنامُ, واكنُف بكَنَفِك, واحفظ برُكنِكَ الذي لا يُرام, من أرادُوا وسَعَوا وبذَلُوا وجَهِدُوا لاستقدَامِ أيامِ اللهِ وأولياءِ اللهِ وجُندِ اللهِ غَالِبينَ مُنتَصِرين! اللهم أقر أعيُنَنا بقيامِ دَولَةِ الخِلافَة, واجعلنا مِن جُنُودِها وشُهُودِها الأوفياءِ المخلصين.
والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه.
كتبه الأستاذ محمد أحمد النادي