Take a fresh look at your lifestyle.

بيان صحفي المجلس العسكري يتخبط في رعاية شؤون الناس بسبب التبعية لأمريكا من أجل الالتفاف على الثورة وإجهاضها  

 

في خضم تصاعد الغضب عند الناس والذي بدأ يتوهج بسبب سوء ما آلت إليه أحوالهم، وبعد أن رأوا أن الثورة قد اختطفت أو كادت، وأن النور الذي رأوه في آخر النفق قد اختفى، خرجوا يتظاهرون للسبب الذي أخرجهم أول مرة، ألا وهو إسقاط النظام الذي لا يزال يحكم عبر القوانين نفسها، بل زيد عليها وثائق حاكمة وقوانين تثبت أركان النظام السابق، ليعود أشرس مما كان عليه.

 

وقد فوجئ الناس باستخدام العنف في ميدان التحرير من قبل الشرطة المدعومة من المجلس العسكري الذي ادّعى أنه حامٍ لثورتهم، وكذّب هذا الادّعاء دماءُ هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، وكان الأولى للمجلس العسكري أن يهبّ لنصرة الناس جميعا بالحق والعدل، ولا يكون ذلك إلا بتطبيق شرع الله عليهم.

 

وكانت أمريكا قد عيّنت مؤخرا ويليام تايلور “سفيرا خصوصيا لمتابعة وإدارة واحتواء الثورة في مصر وتونس وليبيا” واختارت لمهمته اسماً برّاقاً هو “المنسّق الخاص للتحولات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط”، وهو على اتصال دائم بالمجلس العسكري، ينسق الخطوات التي تقرّها أمريكا بخصوص أهل مصر المسلمين وإحكام سيطرتها عليهم. ويبدو أن الدماء التي أريقت هي نتائج مهامّه الأولى لحين الانتهاء من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي خدعت كثيرا من الناس والأحزاب، والتي رسمت أمريكا طريقها لتُخرج من رحم النظام السابق نظاما أكثر حيوية وشراسة، ويلبس قناعا يخدع الناس ويظنّون به خيرا، وذلك من خلال نظام علماني ديمقراطي جديد، يطبق تشريع البشر من خلال مجلس الشعب، ويبعدهم عن تطبيق شرع الله رب البشر. ومن المعلوم أن مايك مولن رئيس أركان الحرب الأمريكي كان يقوم بعشرات الزيارات المكوكية أثناء الثورة وبعدها، ويرسم خارطة طريق للنظام في مصر، لإدارة واحتواء الثورة من خلال غرفة طوارئ أنشأتها أمريكا لهذا الغرض.

 

إن حزب التحرير في مصر يدين هذا العنف الذي يقتل الناس بغير حق، ويحمّل المجلس العسكري الحاكم ومن ورائه أمريكا مسؤولية ذلك، ويطلب منه الانعتاق من التبعية لأمريكا، بل ويقوم بطرد هذا المنسّق الخاص مع زمرته في السفارة الأمريكية، وما السفارة “الإسرائيلية” عنهم ببعيدة.

 

أما القول بأن مصر بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطنيّ، فما هو إلا اجترار لحكومة عصام شرف، واستهتار بالدماء الزكية التي أريقت، طالما تستند إلى الدستور والقوانين السابقة وتخرج من المشكاة نفسها، وإن الخلاص الحقيقي لن يكون إلا بتغيير شامل للأنظمة والقوانين، ليحل محلها شرع الله الذي تطبقه دولة الخلافة ويعلن الجيش نصرته وحمايته لها.

 

إن جميع مشاكل مصر، في الحكم والاقتصاد والتجارة والتعليم والصحة والصناعة والزراعة والسياسة الخارجية والجيش، وكل ما يتعلق برعاية شؤون الناس، يمكن حلّها فورا بتطبيق الدستور الإسلامي الكامل الذي أعده حزب التحرير، والذي هو جاهز للتطبيق الفوري، ولا يحتاج ذلك إلا أن يعطي المجلس العسكري النصرة لحزب التحرير، ويكونوا الأنصار الجدد، بعد أن ينعتقوا من الولاء لأمريكا، ويعلنوا الخلافة الإسلامية الراشدة والتي سيفرح لها جميع أهل مصر والأمة الإسلامية جمعاء، فالله معنا وهو ناصرنا وهو على كل شيء قدير.

 

( ويَمْكُرُونَ ويَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ )