Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة ترحيب أمريكي بانتخابات المغرب

 

هنأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس المغرب بالانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة، لكنها حذرت من أن مهمة بناء الديمقراطية تتطلب المزيد من “العمل الشاق”. في هذه الأثناء قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي عبد الإله بن كيران إن حزبه يميل نحو التحالف مع الكتلة الديمقراطية بعد فوزه في الانتخابات التشريعية.

وقالت كلينتون “أهنئ الشعب المغربي على إتمامه الناجح للانتخابات البرلمانية يوم الجمعة، حيث ذهب الملايين من المغاربة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب قادتهم السياسيين الجدد”.

وأضافت “الآن يمكن العمل مع الملك محمد السادس والبرلمان الجديد والمجتمع المدني لتطبيق التعديلات الدستورية باعتبارها خطوة نحو تحقيق تطلعات وحقوق جميع المغاربة”.

 

إن أمريكا تدرك أن الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين تتشكل من الدساتير والقوانين ذات المرجعيات الغربية، وتشمل الطبقة الحاكمة التابعة بولائها للغرب، والأوساط السياسية المتنفذة ذات الولاءات المتلونة تبعا للمصالح والقدرة على تحقيقها، وتشمل كذلك الاتفاقيات الدولية والإقليمية التى تحمي المصالح الغربية وتدافع عنها، فهي إذنْ منظومة شاملة لا تقتصر فقط على شخص الحاكم أو اسمه أو بعضٍ ممن حوله، لذلك فالغرب وعلى رأسه أمريكا، لا يمانع من دخول بعض الحركات والأحزاب المعارضة، سواء علمانية كانت أم إسلامية، طالما التزمت هذه الجماعات والأحزاب بقوانين اللعبة السياسية، التي أوجدها الغرب وعمل على بقائها، أي طالما بقيت ضمن الإناء السياسي الغربي.

وبسبب إدراك أمريكا والغرب بأن هذه المنظومة السياسية والفكرية التي يتشكل منها النظام لن تتغير بتغير آلية المشاركة السياسية، وآلية تنصيب الحاكم، سواء كانت آلية ديكتاتورية أم آلية ديمقراطية، فإنها تبارك إجراء الانتخابات هنا وهناك على أمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التضليل والإلهاء للأمة لمنعها من التوجه للعلاج الجذري، الذي يقضي باستئصال المرض الخبيث المسمى الملك الجبري بكل ما يعنيه الاستئصال من معنى.

وفي الحالة المغربية، فإن طاغوت المغرب محمد السادس، مستمر بقهر الناس وظلمهم وإفقارهم ونهب ثرواتهم، ومنعهم من الانعتاق من تبعية نظامه السياسي للغرب الكافر المستعمر، وبسبب الحالة السياسية المتمثلة بالثورات المطيحة بالرؤوس من حوله، فقد وجد في الانتخابات وسيلة لتضليل الناس للإبقاء على حكمه وتسلطه، لهذا كان الأجدى بالحركات الإسلامية المغربية أن تفوّت عليه هذه الفرصة لدعم حكمه، والتلبّس بالعمل الحقيقي المفضي للتخلص منه ومن نظامه البغيض.

وبالرغم من كل ذلك، فإن نتيجة هذه الانتخابات بحسب ما تم الإعلان عنه، تُظهر حبَّ الناس للإسلام والرغبة الحقيقية بالانضواء تحت أحكام الشريعة الغرّاء، والعودة إلى الحياة الإسلامية بدل ضنك الرأسمالية وهيمنتها.

لهذا، فالواجب على أهل المغرب الكرام، أن يعملوا على انتزاع سلطان الحاكم المقيت، وإنهاء حكمه، والشروع الفوري بالعمل على تطبيق شرع الله كاملا غير منقوص، ليعيدوا بذلك أمجاد أسلافهم الذين عبروا إلى أوروبا فاتحين من أراضي المغرب الطيبة، كموسى بن نصير وطارق بن زياد.

والواجب على حزب العدالة والتنمية أن يلتزم أحكام الإسلام في الحكم، وأن لا يقدّم التنازلات للحاكم وما يمثله من تبعية سياسية مجحفة بحق شعبه، وأن يفوّت على الحاكم أهدافه القاضية بتثبيت أركان حكمه، وذلك بمحاسبته وفق أحكام الإسلام والعمل على الإطاحة به وبنظامه.

فإلى العمل لاستئناف الحياة الإسلامية ندعوكم، وإلى بناء صرح الإسلام العظيم -الخلافة الراشدة- ندعوكم.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو باسل