من أروقة الصحافة بايدن – سنساعد سوريا بعد سقوط الأسد
قال جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي إن بلاده وتركيا تدرسان كيفية مساعدة سوريا حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواجه احتجاجات شعبية منذ ثمانية أشهر.
وأوضح في تصريحات صحفية بالطائرة التي أقلته من إسطنبول إلى أثينا أنه ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ناقشا ” ضرورة المشاركة وتقديم بعض المساعدات ربما تكون اقتصادية لإعادة الاستقرار ولكن ليست عسكرية “.
هذا هو ديدن الدول الاستعمارية، مهما قدم لهم الحكام العملاء الخونة من خدمات طوال عهدهم وعهد من سبقهم بالخيانة والتواطؤ، فإن هذه الدول تلفظ هؤلاء الخونة، حالما رأت عدم إمكانية استمرارهم في الحكم، وعدم قدرتهم على تحقيق مصالح أسيادهم، وانتهاء صلاحيتهم في خدمة الغرب.
فالنظام السوري ومنذ عام 67 وهو تابع في سياساته الخارجية ومقيد للهيمنة الاستعمارية الأمريكية، حين تولى المقبور حافظ أسد السلطة ليحول تبعية النظام السوري إلى فلك أمريكا وغطرستها.
وقد استمرأ بشار الخيانة أباً عن جدّ، فكان كوالده في الخيانة والظلم والبطش والقتل.
إن تصريح بايدن يحمل في طياته نقاطا عدة، أهمها، هو الدور المحوري لتركيا في خدمة مصالح أمريكا والتنسيق الكامل معها للحفاظ على تبعية النظام السوري لأمريكا في حال أن سقط الرئيس الحالي، حيث أثبت حكام تركيا الخونة تفانيهم في خدمة أمريكا التي أوصلتهم إلى سدة الحكم العلماني في تركيا، ومكنت لهم الاستحواذ على السلطة ليكونوا أحد أدواتها الإقليمية في المنطقة، لضمان الدور التضليلي للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، وخدمة مصالح ” العم سام “.
والنقطة المهمة الثانية في تصريحه هذا، هو استبعاد الحل العسكري مع سوريا، مما يطمئن النظام القائم بعدم اقتلاعه عسكريا، مما يعطيه الفرصة لتصعيد أعماله الوحشية ضد أبناء الشعب السوري الأبي؛ حيث إن النظام يرى بذلك فرصة أخرى للقضاء على الثورة من خلال آلة البطش العسكرية، فيصعد ويقتل وينهب ضاربا بعرض الحائط جميع الأعمال السياسية الباهتة التي تمارس ضده أو للضغط عليه، لعدم جدواها الفوري، ولضعف نتائجها على النظام القائم.
أما النقطة الأخيرة في هذا التصريح الخبيث، فهي تصميم الإدارة الأمريكية على محاولة تضليل الثورة السورية المباركة وحرفها عن مسارها، عبر الادعاء بمساندة مطالب الشعب السوري ومساندة سوريا بعد الأسد والتلويح بالدعم الاقتصادي لشراء الذمم وبسط الهيمنة، أملا في إبقاء النظام القادم تحت جناحها الاستعماري، وضمان هيمنتها السياسية، واستبعاد أي طرف آخر من التدخل في هذا الشأن.
إن الشام هي عقر دار الإسلام، وقد جبلت بدماء الصحابة الأخيار، ولن يكون لأمريكا فيها إلا الثبور والخسران.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه للإذاعة: أبو باسل