Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة آخر رتل عسكري أمريكي يغادر العراق

 

قال الجيش الأمريكي إن آخر رتل عسكري أمريكي قد عبر الحدود العراقية إلى الكويت لينهي بذلك وجودا عسكريا أمريكيا تواصل نحو تسعة أعوام في العراق.

وغادر آخر رتل عسكري ضم نحو أكثر من 100 عربة عسكرية مدرعة حملت نحو 500 عسكري أمريكي من جنود اللواء الثالث من فرقة الفرسان الأولى، الذين تركوا معسكرا لهم على بعد نحو 350 كلم عن المعبر الحدودي إلى الأراضي الكويتية.

ترى كيف ستكون ذاكرة الشعب العراقي المسلم لفترة الاحتلال الأمريكي لبلادهم!!!

فقد تحطمت على صخرة بغداد الرشيد أكاذيب أمريكا المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل وبجلب الحرية والديمقراطية لبلاد ما بين النهرين، حتى أصبحت أمريكا نفسها لا تكرر هذه الكذبة لانكشافها وفضحها.

وقد غزت ديمقراطية الدبابات والطائرات النفاثة العراق، وحملت على ظهورها ثلة من العملاء الجدد، يسيل لعابهم لنهب الثروات والسلطة.

وقد قتلت أمريكا بأسلحتها الفتاكة مئات الألوف من أبناء العراق المسلم، وربما يزيد العدد عن مليون، إلا أن خبث أمريكا جعلها تضلل وتعتم على أية معلومات دقيقة حول عدد ضحايا غزوها المجرم.

إن ذاكرة الشعب العراقي والأمة الإسلامية بأسرها لن تنسى أبو غريب، حيث سجل فيه الاستعمار الأمريكي أبشع أصناف التعذيب الذي عرفه التاريخ البشري.

وقد شردت أمريكا ما يزيد عن أربعة ملايين عراقي إلى خارج بلادهم يبحثون عن الأمن والأمان، خوفا على أطفالهم وأسرهم من القتل والضياع.

أما النازحون داخل حدود العراق فقد تجاوز عددهم المليونين، عاشوا لاجئين في بلدهم، يتنقلون من حي إلى آخر ومن بلدة إلى أخرى خوفا من تفجيرات أمريكا وعصاباتها الإجرامية.

وقد ساهمت أمريكا بخلق حالة من الفوضى بين أبناء الشعب العراقي المسلم، فزرعت الفتنة وأسست المليشيات المتناحرة، وبثت البغضاء والأحقاد بين الناس، لتحقق بذلك قاعدة فرّق تسُد.

أما نهب الثروات، فقد برز ذلك لحظة دخول عسكر أمريكا لبغداد، فكان توجههم مباشرة إلى وزارة النفط، فاستحوذت أمريكا على كل ما أرادته من عقود وحقوق للتنقيب والاستخراج، والنهب والسلب.

وقد كان لاحتلال أمريكا دورٌ حاسمٌ في القضاء على قوة العراق العسكرية، لتمنع بذلك أي تحرر حقيقي من تبعية العراق للغرب وتضمن عدم تشكيل نواة فيه لقيام دولة مبدئية تحمل الإسلام إلى العالم أجمع.

إن الاحتلال الأمريكي للعراق، لا يمكن اختزاله ببعض الأسطر، فهو يحتاج لمجلدات من التفصيل والفضح لكل ما قامت به أمريكا من فظائع بحق أهله وبحق المسلمين جميعا.

وبالرغم من تواطؤ حكام العراق الحاليين مع أمريكا وسيرهم في فلكها تابعين أذلاء، إلا أنها لم تحقق ما صبت إليه من مشروع شرق أوسط جديد، ولم تقنع العالم الإسلامي بديمقراطيتها، بل على العكس تماما، فقد تعرت أمريكا في العراق، وأصبحت منبوذة على مستوى العالم أجمع لفظائع جرائمها فيه.

فقد كان احتلالها فاشلا من زوايا عدة، ولم يبقَ لها إلا الرحيل.

أما القضاء على نفوذها في المنطقة وكنسها من العالم الإسلامي، فلن يتحقق إلا بإقامة الخلافة، فهي المؤهلة الوحيدة لهزيمة أمريكا وإعادتها إلى ما وراء المحيطات، لتجرجر أذيال الهزيمة..

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو باسل