Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة كيان يهود يطالب حكام مصر القادمين الحفاظ على السلام بين البلدين

 

القدس (رويترز) – دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد حكام مصر القادمين للحفاظ على معاهدة السلام بين البلدين وذلك بعد تقدم الإسلاميين في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية.


وقال نتنياهو في أول تعليق رسمي له على هذا الأمر “نأمل أن تعترف أي حكومة قادمة في مصر بأهمية الحفاظ على معاهد السلام مع إسرائيل كما هي وكأساس للأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي.”


وأظهرت نتائج المرحلة الأولى للانتخابات أن الإخوان المسلمين يتجهون للحصول على أكبر عدد من المقاعد في أول برلمان منتخب بشكل حر منذ ستة عقود. كما حل حزب النور السلفي الأكثر تشددا في المركز الثاني تليه كتلة ليبرالية.

 

إن الكيان السرطاني الخبيث الذي زرعه الغرب في قلب العالم الإسلامي، متمثلا بكيان يهود المسخ، يدرك تماما أن وجوده مرتبط بوجود الأنظمة القمعية الخائنة التي تعمل لحمايته والحفاظ عليه لتحقيق خطط الغرب الاستعمارية القاضية ببقاء هذا الكيان خنجرا مسموما في خاصرة الأمة الإسلامية، ليكون رأس حربة للغرب المستعمر وقاعدة عسكرية متقدمة له في المنطقة.

 

وبالرغم من عمل الغرب لعقود من أجل تأمين هذا الكيان وطمأنة يهود والعمل على مدهم بسبل الحياة، إلا أن الهاجس الأمني كان دوما يؤرق يهود الجبناء لإدراكهم بأنهم جسم غريب لن يندمج قطُّ مع جسد الشعوب المحيطة به، ولعلمهم بأن حكام المنطقة ليسوا سوى دمى يمثلون مصالح الغرب ولا يعكسون توجّه شعوبهم وطموحاتهم وآمالهم، والتي أبرزها تحرير بيت المقدس وفلسطين من براثن يهود، والصلاة في المسجد الأقصى وتطهيره من رجس يهود.

 

لذلك ولغيره من الأسباب، فإن كيان يهود يرقب الأحداث المتسارعة في المنطقة بعين الخوف مما قد تأتي به الأيام، فهو لا يريد تحررا للشعوب من حكامهم، ولا انعتاقا للأنظمة من تبعيتها للغرب، ولا إسلاما يجمع الأمة تحت لواء واحد، لأنه يرى في ذلك كله خطرا حقيقيا عليه وعلى وجوده، ولهذا فقد كانت تصريحات قيادة الجيش المصري فور تنحي مبارك، بطمأنة يهود بالالتزام باتفاقية كامب ديفيد، وهذا يفهم بأنه كان بإيعاز أمريكي صريح، وقد ظهرت أيضا تصريحات مثبطة من بعض قيادات العمل الإسلامي في مصر، تتعلق بهذه الاتفاقية الشؤم، مغزاها أن مصير هذه الاتفاقية مرتبط بالشعب وبالاستفتاء وبمصطلحات غامضة حمّالة أوجه، وكأنها طمأنة غير مباشرة لهذا الكيان بالاستعداد للقبول به والتعامل معه كأمر واقع، مما يعني أن الثمن السياسي الذي فرضته أمريكا والغرب للقبول بهذه الحركات المسماة “بالمعتدلة” لكي تشارك في الحياة السياسية، هو القبول بالدستور والنظام والاتفاقيات المعقودة مسبقا واحترامها والتمسك بها.

 

إن الأمن الإقليمي والاقتصادي لن يتحقق يوما ما في ظل الأنظمة الرأسمالية -سواء أكانت أنظمة ديكتاتورية أم مدنية ديمقراطية- فجميعها تشترك بتبعيتها للغرب ولأمريكا وتسير وفق التصور الغربي والبيئة السياسية الغربية القائمة.

 

لهذا كان الواجب على الحركات المشاركة بالحياة السياسية المصرية ولا سيما الإسلامية منها، أن تعلن فورا نبذها لاتفاقية كامب ديفيد، وأن تقوم بإلغائها في هذه اللحظة التاريخية المفصلية في حياة الأمة، وأن تعيد مصر إلى حالة الحرب الفعلية مع هذا الكيان الغاصب، وأن تبرأ الى الله من الغرب المستعمر وتنبذ سياساته وتدخلاته في المنطقة.

 

إن فلسطين قد حررها جيش مصر والشام أيام البطل الناصر صلاح الدين، وقد أنهى جيش مصر وجود الصليبيين إلى الأبد أيام الظاهر بيبرس، فكان لهم عز الدنيا والآخرة، فهل يتواصل المخلصون من قيادة الجيش المصري مع أسلافهم الأبطال فيعيدوا الكرّة لتحرير بيت المقدس ويُنسوا يهود وساوس الشيطان.

 

 

كتبه للإذاعة

أبو باسل